خاص- ثقافات
*عزيز العرباوي
احتضن فضاء المكتبة الشاطئية بالجديدة يوم 16 غشت 2017 نشاطاً شعرياً أثثه شعراء الزجل الذين أصدروا جديدهم هذه السنة وهم: الشاعرة فاطمة بلعروبي، إدريس المرابط، والشاعرة الضيفة التي أتت من مدينة سلا ريحانة بشير التي ساهمت في الأمسية بقصائد شعرية من تجربتها الشعرية. سير الأمسية الشعرية الجميلة الكاتبة والباحثة سعيدة الأشهب بطريقة مميزة في تقديم الشاعرين الزجالين وديوانيهما الجديدين، حيث قدمت لديوان فاطمة بلعروبي “عناد الكمرة” من خلال حديثها عن مواضيعه وعن القضايا التي عالجها وخاصة ما يتعلق بشخصيتين تاريخيتين تركا أثرهما الواضح في المجتمع المحلي والمغربي عموماً، وهما شخصية “عائشة البحرية” وشخصية “بوشعيب الرداد الدكالي”، كشخصيتين دينيتين صوفيتين بالدرجة الأولى في الشعب المغربي بما لديهما من مكانة اجتماعية وثقافية شعبية. وقد انتقدت الشاعرة الزجالة تعاطي بعض المغاربة مع هاتين الشخصيتين واعتقادهم الخاطئ تجاههما وتجاه ضريحيهما المتواجدين بمدينة أزمور. وفي مداخلتها في اللقاء انتقدت الزجالة بشدة تلك الطقوس التي تقام بهذين الضريحين وتلك السلوكات الخاطئة التي تبرز مدى جهل الزوار كالاستحمام في ضريح “عائشة البحرية” والدوران بضريح “بوشعيب الرداد” وغيرهما من الطقوس البدائية والمتخلفة التي ينبذها العقل والمنطق والدين.
في المقابل قرأت الشاعرة ريحانة بشير من شعرها وتجربتها بعد أن قدمتها الأستاذة سعيدة الأشهب وتحدثت عن إنتاجها الأدبي وشكرتها على تجشمها عناء الحضور من مدينة سلا، والمشاركة في أنشطة المكتبة الشاطئية التي اعتبرتها بدورها تجربة ثقافية رائدة في المغرب والعالم العربي عامة. أما الزجال إدريس المرابط فكان في الموعد من خلال حديثه عن ديوانه الزجلي “زينة لبها” الذي يعتبر ثاني إصدار شعري له، وعن تجربته الشعرية والجمعوية التي ترتبط بالخصوص بالتراث الثقافي الشعبي المغربي على المستوى المحلي والوطني أيضاً.
يذكر أن الشاعرين (فاطمة بلعروبي وإدريس المرابط) قد قرآ من ديوانيهما ما تيسر من القصائد التي لقيت استحسان الجمهور الحاضر. وما يثير الانتباه في هذه الدورة من المكتبة الشاطئية هو الحضور النوعي للجمهور من كل الفئات العمرية وخاصة العنصر النسوي واهتمامه الكبير بالكتاب والأنشطة الثقافية المتنوعة التي تقدمها المكتبة