خاص- ثقافات
صدر حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، كتاب “الكرنفال – في الثقافة الشعبية“، وهو من إعداد وترجمة الدكتورة خالدة حامد. ويعنى هذا الكتاب بالبحث عن تأصيل مفهوم “الثقافة الشعبية” ودراسة تجلياتها عبر دراسات اختارتها معدّة الكتاب ومترجمته بعناية فائقة، ابتداء بسؤالجون ستوري: ما الثقافة الشعبية؟، ومقال ميخائيل باختينعن تأثير الطقوس الرومانية، مروراً بدراسة كليفورد غيرتزعن صراع الديكة في بالي، ثم الأنثربولوجيا الكولونيالية لعيد الأضحى في مقالة عبد الله حمودي (الأنثربولوجيا الكولونيالية لعيد الأضحى واحتفالات التقنّع “بحثاً عن دين ضائع”) الهامة جدا، وانتهاء بالبحث عمّا يجعل من مسلسلٍ تلفزيونيّ مندرجاً ضمن الثقافة الشعبية في بحث إين آنغالمبدع عن أيديولوجيا الثقافة الجماهيرية في مسلسل دالاس. لدينا أيضاً مقدمة أحمد عبد الحسين للكتاب عن الشعبي في الثقافة التي ستضيء لنا بعض الإشكاليات التي واجهت، ولا تزال، دراسة الثقافة الشعبية عربياً. ليرسم لنا الكتاب خارطة ذات امتداد زمانيّ ومكانيّ تتيح للقارئ فرصة التعرّف على الشعبيّ في ثقافة العالم وليكون عتبة لا بدّ منها لمعرفة ثقافتنا الشعبية العربية.
من الكتاب:
أما في المغرب، فتقع معظم هذه الأحداث بين عيد الأضحى والاحتفال بالسنة الهجرية الجديدة. وبحسب ما نجده في اللهجة العربية، تطلق على هذين الاحتفالين تسمية «العيد الكبير» و«عاشور» على التوالي. في حين أن تسمية «عاشور» موجودة عند البربر، إلا انهم يطلقون اسم «فسقة» faska على عيد الأضحى. وتكون هذه الفترة مقدسة للغاية في التقويم الإسلامي. ونظراً إلى أن هذه التقويم يتبع النظام القمري، كان لا بدّ من جعله يتماشى مع التقويم اليوليوسي (أو الفلاحي filahi)، الذي نجده في شمال أفريقيا يتحكم بالأنشطة الزراعية. ويتميز هذان الشهران، اللذان تطلق عليهما تسمية «ذو الحجة» و”عاشوراء” في التقويم الإسلامي، بالحجّ إلى مكة، وعيد الأضحى، والاحتفال بالسنة الهجرية الجديدة. وتحدث جميع هذه الطقوس في مدة أربعين يوماً (بين أول أيام ذي الحجة والعاشر من عاشوراء)، وتكون مشحونة جداً بالمعاني الدينية التي تبلغ أوجها في الحج إلى المشاهد الإسلامية المقدسة وعيد الأضحى وتنتهي مع الاحتفال بالسنة الهجرية الجديدة.
تجري المواكب واحتفالات التقنّع بين عيد الأضحى والاحتفال بالسنة الهجرية الجديدة، تحديداً. وغالباً ما تتزامن مع عيد الأضحى في الريف، بينما ترتبط في المدن بالسنة الهجرية الجديدة ارتباطاً وثيقاً.
خالدة حامد:
باحثة ومترجمة (أستاذة في جامعة بغداد/كلية التربية للبنات). ترجمت: (سيرة ت. س. إليوت 1998)، رواية (بابيت – سنكلير لويس) 1999، كتاب (البنيوية والتفكيك: تطورات النقد الأدبي) 2002، رواية (قبالة الصحراء – كنود هولمبو) 2003، كتاب (الحلقة النقدية في التأويل والهرمنيوطيقا الفلسفية) بثلاث طبعات: 2005 و2007و 2008، كتاب (عصر الهرمنيوطيقا: أبحاث في التأويل) 2014، كتاب (في الشعر وترجمته) 2014، كتاب (غبش المرايا: فصول في الثقافة والنظرية الثقافية) 2016. نشرت خالدة عشرات المقالات والدراسات المترجمة في الصحف والمجلات العراقية والعربية الثقافية.
عدد الصفحات: 160
القطع الوسط