أميرٌ سويدي في العشرين من عمره

خاص- ثقافات

*حاتم الأنصاري

لا أحدَ أسعدُ حظًا مِن أميرٍ سويديٍ في العشرين من عمره:
إنه مُنَزّهٌ عن كافة المسؤوليات
كل ما عليه فعله هو أن يكون سعيدًا

عندما يبتسم
تبتسم الدنيا
عندما يضحك
تضحك الدنيا
عندما يرقص
تغني الدنيا
وعندما يتزوج
تحفظ الدنيا صورَ حفلِ الزفاف
في أمعاءِ هاتفِها الذكي

وسيمٌ على سُنّةِ العِرْقِ الأبيض:
عينان زرقَاوَان وشعرٌ أصفر..
طويل القامة
نحيف القوام..
عذب الروح والمعشر
مهذبٌ، أو هكذا يبدو
أنيق، حتى حينما يرتدي قميص نادي مالمو إف إف
يجيد التنس والسباحة
وركوب الخيل واللامبورغيني
(وركوبَ الشقراواتِ كذلك
ولكن على طريقة العقارب السوداء الصغيرة)

حِصّته من مخصصات الأسرة المالكة
تُحَصّنهُ من همِّ الفقر
وأرَقِ الثروة

إذا شعر بالضيق من معزوفة الثلوج الرتيبة
يمكنه أن يمتطي أول طائرةٍ تقع في يده
ويتجه رأسًا إلى پويرتوريكو
حيث يقف في استقباله كلٌ من:
خوليو سيلڨـا عازف الماريمبا
وخوان أنطونيو بائع الماريوانا
وپابلو خوسيه بائع المنحوتات البرونزية
وماريا لوپيز بائعة الذكريات الساخنة

بلاده الهانئة
ودودةٌ مسالمة
لا تطمح إلى ابتلاع الكرة الأرضية
تربطها بمعظم دول العالم علاقاتٌ طيبة
وبصدرٍ رحب (نسبيًا)
تستقبل الذين آمنوا
والذين لم يؤمنوا
واللائي يئسن من الحضيض

لا داعيَ إذن للقلق عليه
سيكون دائمًا على ما يرام
رغم أنفِ كوكب نيبيرو

لا أحدَ أسعدُ حظًا مِن أميرٍ سويديٍ في العشرين من العمر

الجميع يريدون أن يروه مسرورا

والله أوّلُهم..

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *