خَوارزميَّات
أغسطس 11, 2017
خاص- ثقافات
* د. مازن أكثم سليمان
أُجوِّدُ تعَبي
على كُمبيوترٍ من نهدٍ ودم.
…
أُدوِّنُ اللهَ نُزهةَ شوقٍ فائضة.
…
أُخرِجُ الذّكريات معزوفةً رقميّة تُشتِّتُ القلبَ
وأُعيدُ تكوينَ العُيون
بِـ (فوتوشوب) من خَلْقِ المطر والرِّيح والمظلات.
…
دُموعي تُحرِّرُ الأسلاكَ الكهربائيّةَ من مآخذها
ومُخيِّلتي تعقدُها بالأوردة والشَّرايين كأشرطة الهدايا.
…
هواجسي تُجدِّدُ المسافةَ بينَ الشَّاشة والحياة
بإشراقٍ على تُخوم الصَّحراء.
…
أضغَطُ على موجةٍ بدلاً من كُلِّ مفتاح
وأُحرِّكُ بدلاً من الفأرة جبَلاً مُغطَّىً بالثّلج.
…
أُبرمِجُ القهوة والنّبيذ والتّسكُّع
غابةً تُباغِتُ مدينة، وطفلاً يلهو مع أسماك اللُّغة.
…
أُرَقِّصُ الفيروسات كأجنحة الفراشات
وأُلصِقُها طوابعَ بريد على هواء المرَح.
…
وعلى هَوَى القمر والنّجوم أرفَعُ شُرفتي أُرجوحةً
يسقطُ منها نهارُ الغدِ بينَ فخذيكِ المرشوقين بالعُطور.
…
سبَقَ لي أنْ مضَغتُ رحيلاً كهذا
سبَقَ للجمال أنِ استترَ في عزِّ اليقين.
…
كُلُّ مُستحيلٍ فراغاتٌ في حقيبة المجهول
كُلُّ حنينٍ جُرْحٌ في مِعصم النَّهر.
…
الأشجارُ العارية
تُثمرُ أيقوناتٍ لها ثَغْرُ كتابٍ لها مُحيّا خلاص.
…
المواعيدُ الافتراضيّة
مباراةُ شطرنج
يتبادَلُ فيها الأحياء والموتى نقلاتٍ تذكاريّة.
…
العصافيرُ تُؤرِّخُ الرّوحَ
في شبكةٍ
قد يستأنسُ فيها الغيابُ بذاته.
…
… وأنا الذي أُصوِّبُ الينابيعَ في عبارات الغزل
أستعينُ بقاموسٍ طُرِدَتْ منهُ الأضداد.
…
أقصُّ مِلَفَّ الألوان الخمولة من آخر نُسخة لقوس قُزَح
وأردمُ أوديةَ الأفكار بذكاءِ الفرضيّات الخاطئة.
…
أكونُ الثَّقْبَ في ذاكرة الجهاز
وتكونينَ التَّحديثَ الهارب إلى حِضني.
…
أُجوِّدُ تعبي على كُمبيوترٍ من نهدٍ ودم
وأُنضِّدُ كونًا كاملاً كالبُركانِ تفضَحُهُ قُبلة واحدة.
…
…
فيمَ العجلةُ أيُّها الرَّائي
لديكَ الوقتُ الكافي
لتجوالٍ طويلٍ
على خُطوط الشَّغَف والمَحذوفات..؟!!
_____________
شاعر وناقد سوريّ.
مرتبط
الوسومد. مازن أكثم سليمان
شاهد أيضاً
(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …