خاص- ثقافات
*مهند النابلسي
ويسترن “أطلسي- ديني” واقعي ومشوق وغامض ويطرح التساؤلات!
عندما خرجت من باحة الملكية للأفلام بعد مشاهدتي لفيلم “ميموساس”، الذي عرض ضمن تظاهرة الفيلم “العربي- الفرنسي” في عمان مؤخرا، أيقنت أني شاهدت للتو تحفة سينمائية فريدة، وقد تأثرت حقا بمشاهد الفيلم الطبيعية والتلقائية اللافتة والغامضة، ثم استفزني وأنا أسير في شارع الرينبو السياحي الشهير في عمان شاب “مدعٍ” اوروبي الملامح (يتحدث بالانجليزية)، حيث كان يسخر بصوت عالي ومتبجح من أحداث الفيلم مستعرضا خفة دمه وحسه الفكاهي السطحي أمام صديقته وصديقه، مستمتعا بضحكهما التفاعلي المشجع، فتدخلت بفضول غريب لأقول له ولأصدقائه بأن هذا الفيلم تحفة سينمائية ربما تتفوق على تحفة العائد الشهيرة (والتي أخرجها إسباني أيضا)، وأن عليه أن يبحث في الانترنت ويتعمق في الثقافة ليجد لها معنى جدي، فالتزم الصمت وأصغى وأوقفوا “قهقهتهم” السخيفة ربما مؤقتا وخجلا!…وبالفعل عندما عدت للمنزل وبحثت في موقع “الطماطم الفاسدة” السينمائي لأجد أنهم قد منحوا هذا الفيلم درجة عالية: أربع درجات ونصف من أصل 5 درجات (حوالي الـ 93%).
قصة هذا الفيلم بسيطة للغاية وتتحدث عن شيخ عجوز مريض يسافر عبر جبال الأطلسي المغربية في قافلة يرافقها اثنان من المارقة المشبوهين …وهذا الفيلم من إخراج الاسباني “اوليفر لاكس” (المقيم في المغرب)، وكذلك من كتابته بمشاركة “سانتياغو فيلول”، وتمثيل المغاربة: احمد حمود وشكيب بن عمر وسعيد عقلي واكرام انزولي (بأدوارهم بنفس اسماؤهم)، مع كل من حميد فردجاد (بدور الشيخ) ومارغاريتا ألبومريس وعبد اللطيف حويدار (بدور المرشد)، وهو من تصوير “كريستوبال فيرناندز”، وقد وصفه المخرج بأنه عبارة عن “ويسترن ديني”، ويمثل الإنتاج المشترك لكل من إسبانيا والمغرب وفرنسا وقطر، وقد تم عرضه في أسبوع النقاد العالميين في مهرجان كان لعام 2016، وقد نال الجائزة المرموقة الكبرى “نسبيرسو”، والخلاصة أن الفيلم يصور بشكل آخاذ الأحداث مدمجة مع الشخصيات اللافتة والمواقع الساحرة لجبال الأطلس المغربية الوعرة في سالف الزمان.

ثقافات موقع عربي لنشر الآداب والفنون والفكر يهتم بالتوجه نحو ثقافة إيجابية تنويرية جديدة ..!

