خاص- ثقافات
صدر حديثا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان كتاب فكري بعنوان “شياطين في حضرة الملكوت” للكاتب سامر حيدر المجالي.
يقع الكتاب في مئة وثمان وتسعين صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على أحد عشر مقالا يجمعها خيط ناظم ذو رؤية تنتمي إلى زمن ما بعد الفلسفة التأويلية التي وضع أسسها أعلام كبار مثل هوسرل وهايدغر. تناقش المقالات قضايا الوجود، وتدنو من مفاهيم الزمن والخلود، وتنهل خلال ذلك من معطيات العلم التجريبي وفيزياء الكم، وتستخدم الأدب في بعض محطاتها لتشكيل حالة متكاملة تخاطب المطلق الحاضر في كل نبضة من نبضات الكتاب.
تقترب لغة الكاتب في معظم المقالات من لغة المتصوفين، لكنها تنثر حباتها انطلاقا من زمن كتابتها، أي القرن الحادي والعشرين، بكل فتوحاته المعرفية والتكنولوجية. وتبدو أفكارها أقرب ما تكون إلى تداع حر، يبحر في ثنايا الوجود غير قيد، ويرصد تجلياته فاتحا المجال لمزيد من التأمل الذي لا يحده سقف إلا سقف الدهشة والرغبة بالمزيد.
فقرة من الكتاب:
“أما ما أعاهدك عليه فأن أكون صادقا، وأن لا تجد هنا إلا ما أؤمن به إيمانا تاما. فإن أردت أن أختصر لك موضوع الكتاب فلك أن تقول أنه مناجاة مع الله، تارة عبر رصانة العلوم، وتارة عبر قيثارة التصوف، وتارة عبر استشرافات الفلسفة، وتارة عبر روائع الأدب من شعر وقصة. وفي أغلب الأحيان عبر اختلاطها جميعا لأن موضوع هذا الكتاب واحد. إن المناجاة عشق في جانب منها ومحاولة للفهم في جانب آخر. وحين يكون موضوعك من الجلال والجمال بما يفوق الوصف يصبح الفهم دربا من دروب التعشق. هكذا هي المعرفة؛ شغف في أعماق الإنسان يجذبه نحو آفاق جديدة. فإن قصرتُ في جانب العشق فإنما ذاك لذهولي أمام معشوقي. وإن قصرت في جانب الفهم عن إبداع شيء جديد فيكفيني من التجربة أنني قد دونت شهادتي فيه، وناجيته بأقصى ما استقر في قلبي من عشق ومن حكمة.”
هذا الكتاب هو الإصدار الأول للكاتب سامر المجالي، وستتلوه إصدارات أخرى في مجال الفكر والرواية.