قريبًا ستشم الآلة رائحة المريض وتشخص حالته

كل إنسان له “بصمة رائحة” فريدة من نوعها تتكون من آلاف المركّبات العضوية، وهذه الجزيئات تقدم نفحة عن كينونتنا من حيث العمر والتركيبة الوراثية ونمط الحياة ومسقط الرأس، بل وحتى عمليات التمثيل الغذائي التي تكمن وراء صحتنا.

وقد استخدم الممارسون الطبيون اليونانيون والصينيون القدامى رائحة المريض لإجراء التشخيصات. وتؤكد البحوث الطبية الحديثة أيضا أن رائحة جلد الشخص ونفَسه وسوائل جسمه يمكنها كشفُ علته. فنفَس مريض السكري تكون رائحته في كثير من الأحيان مثل التفاح الفاسد، وجلد مريض التيفوئيد تكون رائحته كالخبز.

وبما أنه ليس أنف كل طبيب أداة دقيقة للشم، فقد اقترب الباحثون بعد عقود من الدراسة من معرفة كيفية بناء جهاز استشعار للرائحة رخيص الثمن لتشخيصات سريعة موثوق بها.

وتقوم الخدمات الصحية البريطانية باختبار جهاز استشعار طوّره مهندس إلكترونيات لتشخيص سرطان الرئة، وهو عبارة عن رقاقة سيليكون مكونة من طبقات معدنية مختلفة وأقطاب صغيرة من الذهب، وتبدو كبطاقة “سيم” الهاتف المحمول وتعمل كمرشح كيميائي.

ويمكن برمجة ما يراد شمه بمجرد تغيير البرنامج المدمج في الجهاز ليكتشف أنواعا أخرى من السرطانات مثل سرطان القولون.

وهناك أيضا تقنية تشخيصية إلكترونية مماثلة يطوّرها مهندس كيميائي بمعهد التكنولوجيا في مدينة حيفا، يحاول من خلالها معرفة إمكانية استخدام جهاز الاستشعار الذي يطوره في تشخيص حالة زميل له مصاب بسرطان الدم.

ويستخدم جهاز الرائحة الذي طوّره مجموعة من المجسات المكونة من جسيمات نانونية ذهبية أو أنابيب نانونية كربونية مغلفة بروابط ومستقبلات جزيئية لديها قدرة تقارب عالية لبعض المؤشرات الحيوية للمرض المكتشف في هواء الزفير.
________
*الجزيرة

شاهد أيضاً

كيف تعلمت الحواسيب الكتابة: تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره في الأدب

كيف تعلمت الحواسيب الكتابة: تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره في الأدب مولود بن زادي في كتابه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *