الشاعرة رانة نزّال: بحبر اللغة المقدّس لوّنتُ العالم

الشاعرة رانة نزّال: بحبر اللغة المقدّس لوّنتُ العالم

حاورها: موسى برهومة

 

تنظر الشاعرة الأردنية رانة نزّال إلى القصيدة باعتباره هِبة الحياة في كُنهها الغوريّ؛ فالشعر، كما تقول في حوار مع “ذوات”، قدّم لها القدرة على الخلق والتخليق بالمعنى المجازي، وأعطاها عصا السحر، كما منحها متعة تلوين العالم بحبر الذّات، وغسل أقنعته بماء الكلمة المقدّس.

وتمثل نزّال صوتاً يتمتع بسماته الذاتية الخاصة بين جيل الشاعرات في الأردن، حيث غرقت حروفها الأولى في معين الذاكرة الصوفيّة تارة، وفي تأملات الذات وتشظيها تارة أخرى. كما كتبت شعر النثر بجوار التفعيلة، وتركت لروح النص أن تختار شكله وهيئته ومزاجه الأزرق، وهو عنوان إحدى مجموعاتها الشعرية “مزاج أزرق” الذي أنجزته برفقة مجموعات أخرى: بيت العين، فم أعمى وذاكرة خرساء، في الحيّ الذي لا يموت، جهة الورد، نائية الليل، شمس باهتة..

الخط الزمني الذي يسجل عِشرتي للمدائن والمدن يدوّن أنني من مواليد الطائف في السعودية العربية، وبي منها الكثير من رائحة المطر ارتحلت رانة نزّال، التي تخصصت في شعر أنسي الحاج، إلى الولايات المتحدة، من أجل استشراف أفق لغة جديدة وهواء أكثر بعثاً على الشعر والمسرّة. ومن وحي ذلك الارتحال وما قبله كان هذا الحوار الذي كشفت نزّال فيه عن هواجسها الإبداعية بكتابة رواية تحمل عنوان “بترا”..

هنا نصّ الحوار:

حطّ بك الترحال، أخيراً في سان فرانسيسكو. ما الذي قادك إلى هناك؟ هل ثمة شغف يقف خلف هذه الرّحلة الأمريكية؟

إنّه الشغف بالحياة ذاتها، الاحتفاء بجوهرها العميق، من حيث هو رحلة كشفٍ ورصدٍ. ولمّا كنتُ أميلُ إلى خدش الأشياء، وخلع أقنعتها بيديّ الاثنتين، قررت امتطاء المحيط والارتحال إلى حيث الهنود الحمر، مقابرهم ودمائهم المعلّقة على أشجار المنتزهات والمنتجعات، وغايتي تعلّم اللغة الإنجليزية وإن كنت قد شرعت منذ البداية فيها لفظاً وتهجئةً بأمل أن أقرأ لأصحابها بأقلامهم، وأن أشارك العالم في سجاله بلغة كونية نتفق جميعاً على أنها لغة العالم. وها أنا ذا تلميذة تعاود رسم الحرف، وهذه المرّة هو الحرف اللاتيني، وتتعلّم أبجديات اللغة وهذه المرة الإنجليزية. وغايتي أن أكتشف من نفسي وفي نفسي جديداً ما، وأن أسبر غور أعماق أخرى فيّ وأنا أقف على حافة الطرف الآخر من العالم، حيث مرّ كولومبوس وأشار بإصبعه قائلاً هذه هي جزر الهند وما درى عندها أنّه اكتشف الأمريكيتين.

بدأت الشعر مبكراً منذ كنت طالبة في كلية الآداب بالجامعة الأردنية، ماذا قدّم لكِ الشِّعر؟ قدّم لي الحياة في كُنهها الغوريّ، قدّم لي القدرة على الخلق والتخليق بالمعنى المجازي. أعطاني ما لم يعطنيه أي شيء آخر، عصا السّحر التي تلقفُ أفاعيهم.

لقد منحني متعة تلوين العالم بحبر الذّات، وغسيل أقنعته بماء الكلمة المقدّس. فيه الكشفُ والانخطاف والتجلّي. الكلمة في القصيدة رحلة لا تجارى فيها كل رحلات العالم، عدا تلك الخرافية كرحلات الرحّالة والسندباد في عوالم سحريّة، هي لحظاتُ انخطاف وبرق يلتمع على صفحة الورق، وأنا أَخُطُّ بمدادِ الفكرِ ألوان الحياة من حيث أراها بنبضِ قلبي ووحي أفكاري. مسألةُ توحّدٍ مع الحروف، وانبثاقٍ لومضاتِ أكاد أُحِسُّ لسعات كهربائها في أقبية عقلي ودماغي، وزهد عن الدّنيا كمسٍّ ترقى به روحي فلا تدري بأي أرضٍ هي، ولا بأي حالٍ تمرّ وإلى أي حال تؤول. وكُلّ قصيدة هي بعد ثالثٌ فيَّ في ذاتي ورؤيتي ومحاكمتي لماضي، ورصدي لغدي الخاص من خلال كونه خيطٌ في نسيج الآخر الجمعي.

غرقت كتاباتك في الهوى الصوفيّ، حتى تشرّبت مفرداتكِ بمعجم ابن الفارض وابن عربي والنفّري وسواه، هل تعتقدين أنّ إعادة الأنفاس الصوفية ممكنة في الزّمن المعاصر؟ وما أحوجنا إليها تلك الأنفاس في زمن ادلهمّ فيه الظلم، وعلتْ فيه قوى البغي، وصار باطن الأرض خيراً من ظاهرها لمَّا تزخرفتْ المعابدُ وتشوّهتْ القلوب. زمنٌ لا زكاةَ فيه ولا تطيّبَ بالسماحة والرّقة والرأفة والعطف والتعاضدِ والتحاضّ على الخيرات إلا من رَحم ربي، طبعاً نحن في أمسّ الحاجة إلى أرواحٍ تقرأ بعين قلبها، وتمسح على صفحةِ الوجود بقلم الوجد والتعلّق بالذّات الأبهى، بالذّات الإلهية من حيث هي اللّه أكبر. أنا ما عرفتُ من الحبّ إلا حُبّه، وهو الكريم الحليم الرحيم الغفور العفو ربّي، ما عرفت قبولاً بلا شرطٍ لكلّ ما هو مني إلا بعيني ربِّي التي لا تنام، والتي ترعى روحي وفكري. وبهذا القلب وبهذا العقل الذي يتجسّد فيه الحبّ كعبادة وتوق وشوق كخشية لا خوفاً ولا طمعاً أراني فيهم وأنهل من منابعهم وأتلمَذُ عيني عَلَيَّ أرقى.

  • في البدءِ كُنتِ توقعين قصائدكِ باسم “جيتان” ثمّ انتقلتِ من الرّمزِ إلى الإفصاح. ما الّذي يمنحه الاسم للكتابة. الهروب أم الحرية أم التمرّد على أسامينا؟

شَكل الحرية الخارجي كان دافعي وراءَ اختيار اسم جيتان، كنتُ أعتقدُ أنّ أحد أشكال الحرية اختيار الاسم مكان فكان جيتان، ثم لاحقاً أدركتُ أنّ المسألة أعمق بكثير من هذا البعد الشكلاني الاستلابي في بُعدٍ من أبعاده، وأنّ الحرية الحقيقية تكمن في التحوّر حول الذّات في أرقى صورها الإنسانية الممكنة، رغم كُلّ تشظياتها والتهاباتها المزمنة، لذا عُدتُ لاحقاً إلى اسمي الذي منحنيه المولد والأهل. والتمرّد الحقيقي العميق هو تمردٌ إنسانيٌّ على كُلّ ما هو بغيضٌ وبشعٌ ويأكلُ من إنسانيتنا التي أخشى ما أخشاه أن تكون في زمننا صارت أقرب إلى كلاشيه ككلمةٍ لا عمق ولا غور فيها، ولكنْ هيهاتْ، إذ لن يصح إلاّ الصحيح، ودورها هو مواجهة كل ما هو أسود ولو بقليل نور.

لم يشهد شعرك دفاعاً محموماً عن المرأة أسوة بالشاعرات الأخريات. هل ثمة ما يشغل اهتمامك أكثر حرارة من هذه القضية، أم أنّ الشعر لا اتساع فيه لهذا الجدل؟
لا أدرك المغزى من الدّفاع عن المرأة أساساً، فما بالك بالدفاع المحموم. المرأة والرجل كائن واحد أدرك مظلمة وجودهما على الأرضِ، حيث الطّين يستبدُ بكليهما ويغرس كلاليبه في وجودهما نفسه، وكلّ ما عدا ذلك تفاصيل. الأشد حرارة من المرأة كقضية ظلم المرأة للمرأة، استمراؤها لإقصائها وإهمالها وثنيها عن التحقّق. وهذا هو الجهل الذي يفتّ في عضد الوجود، هذا هو الغُبن الأشد مرارة. يشغلني الوجه البشع للوجود الأرضي سواءٌ عليّ أو على الآخر الرجل، لا فرق، فالبشاعةُ هي البشاعة وتحلّ على كلينا. أنا مهمومةٌ بالإنساني الذي يجعل جماعةً تستحلُّ أخرى، وتستبيحها وتسمح لنفسها باقتراف كل أنواع الإفك والإجرام في حقها بأسماء مستعارة ومزيفة. هذا القتل الوحشي، هذا الوجه الدّموي لعالمنا الذي يخرّبُ فيه العمار، ويعمّرُ فيه الخراب، هذا الزمن الذي تمور فيه القمم موراً حتى لكأنها كائن هلاميٌّ يتشدّق به، وهو الضحية. هذا زمنُ أسود من حيث هو زمن انتهاك كلّ الحريات، والغاية النيل من كلّ المقدسات والمقدراتِ النبيلة. هذا زمنٌ عارٌ فيه علا الباطل والظلم وهيهات أن يعلو على الحق ولكنها صولة الطّغيان وجولته. هذا زمن الظّلم الفاحش الذي طالتْ أنيابه ومخالبه الرّجل والمرأة والطفل والحجر والشجر معاً ولا انفصال أو انفصام وما الانغماسُ في التفاصيل إلاّ عناية مركزة ومكثفة أجدني لا أملكها وأميلُ فيما أميل إلى تحليل المشهد من علوٍ إنساني يحرمني ربما الخوض في التفاصيل.

أنجزت أطروحتك في الماجستير عن أنسي الحاج، أحد أبلغ روّاد قصيدة النثر، لكنّك تكتبين التفعيلة والنثر معاً.. هل ثمة مفاضلة بين الشكلين؟

شغلتني قصيدة النثر من حيث هي ابنة نصوص إخوان الصفا والتوقيعات. ولكلّ ما له علاقة بالإيقاع الداخلي في موروثنا اللغوي الأدبي، فهي عندنا شكلٌ مِنْ أشكال إحياء التراث الأدبي الذي ساهمنا مع العقل العربي إلى قتله ولم نكتفِ بما ردم منه هولاكو، بل كنا اليد الضارية في تصنّم القوالب وتصنيفها وانشغلنا بكل ما هو شكلاني خارجي حتى في عصر النهضة الذي قُتل فيه الإسلام السّمح وطغى الإسلام الشكلاني. من هنا وجدت في شخص أنسي الحاج بحاثة وأركيولوجياً أصيلاً في غوصه وإن بدا بسبب من ذاتِهِ الجريحة المخذولة في أعقاب نكبتنا ونكستنا كعرب مستغرباً ولكنه في أعماقه ينقّب ونقّب في أصولية لغوية متزمتة أعلنت أنّ الشعر شعور، وأنّ بعضه هدم لكل المواصفات والمعايير. ومن هنا مجّدته وبجّلته.

مع انخطافي بالتفعيلة، من حيث هي ترف موسيقي أندلسي المزاج خاطف فيه كل مظاهر الرفاهية من حيث الإيقاع والموسقة وبين الاثنين، أجدني أعيش أمجاداً خطّتْ بالضاد حروفاً من نارٍ ونورٍ في إرثنا الأدبي العربي، وبين واقعٍ معاصر يعتصرني معه التزمّت والعجز عن الانفتاح على الذات تاريخها وإرثها في صوره الإنسانية المتعدّدة والمتلونة والمتناثرة في كُلّ الخطوط وكتاب.

التأمل في المنجز الإبداعي شرط ضروري لتقييم التجربة. هل وقفت على تجربتك الشعرية، هل قدّر لك أن تعيدي النظر فيها تخييلاً وتنوعاً؟

دوماً أنا في هذه الموضوعة بين نارين يكاد سفودها يهوي بتجربتي عن بكرة أبيها. إذ دوماً أنظر إلى كلّ ما حاولته في الكتابة باستخفافٍ وريبَةٍ حتى أنّي أنا نفسي لا أعتقد بجدوى وقيمة ما كتبت، لذا لا أتفاعل مع هذا الشرط الذي افترضت ضرورته بجدّية تليق بجديّة سؤالك. ودوماً بي في موضوعتي الشعرية عدمية حقيقية وصدقاً لن ألبس لبوس النقد في تفاعلي مع حرفي.

وسيظل يسكنني الحسّ التّهاوني بأنّ ما أكتبه لا قيمة له إلاّ عِندي من حيث هو لعبتي السريّة مع المعاني والأفكار والحروف، ومحاولتي الطفولية لإعادة تشكيل الوجود بما ينسجم مع رؤيتي ووفق منظومتي الخاصة. إذ أحاول ترتيب القلم كَمّا أعلنها قبل ربع قرنٍ ونيّفٍ د. محمد عبيد الله عن كتاباتي عندما قال “جيتان يُعيد ترتيب العالم”..

التدريس كان نافذتك نحو المعرفة والحوار مع الآخر. هل مدّك شعرياً بالرؤى أم أنه سجنَ موهبتك؟ تقصد ممارسة مهنة التدريس أليس كذلك؟!

لقد كنت مدرّسة لمادة اللغة العربية ما يزهو على العشرين سنة، وأنا أدرّس صفوف مادة اللغة العربية في مستوياتها المختلفة الابتدائية فالإعدادية فالثانوية. ووجدتني في هذه الممارسة أنقل شغفي بالضّاد من حيث إصراري على أن أكون معلمة لا مدرّسة ولكم أشفقتُ وطوال ممارستي للمهنة على الطلبة الذين خذلتهم وزارتهم ومناهجهم وكلّ طرائق التدريس التي مورستْ عليهم، فاستعبدتهم وما حررتهم (وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)، كنتُ وما زلت أشفق وأرثي لحال طلبتنا الذين نستلم صفحات عقولهم وقلوبهم فما نغرس فيها، بممارسات التعليم الخاطئة، إلا النفور والإنكار والتنصّل لعروبتهم ومن عروبتهم ولغتهم، ولن أدخل في نظرية المؤامرة المتواطئة الكسولة؛ إذ هي نظرية العجزة المتخاذلين، لذا كُنتُ أجدني أمارس ما أتعشّق ألا وهو تعليم العربية من حيث هي هوية وعشق، لذا شغلتُ بتحويل مواد المناهج التي هي سيف ومقصلة على رأسي قبل رؤوسهم إلى مواد حيّة ربطتها بحياتهم، وحوّلتها إلى واقعٍ ملموس عاشوه وعايشوه بحثاً وتساؤلاً وردماً وإعادة بناء، لذا كان التعليم من هذا الباب إعادة تشكيل كما الشّعر.

ولكلّ ما له علاقة بالإيقاع الداخلي في موروثنا اللغوي الأدبي وبسبب ذلك طالتْ مدة إقامتي فيه، وإن كان الجهد الذي يتطلّبه الشّكل الذي أرتضيه لنفسي ومن نفسي فيه قد أكلَ جلّ وقتي، وترك لي النّزر القليل الّذي حاولت فيه الشّعر والقراءة مع كلّ متطلباتهما من القراءة والعكوف على النصوص فما استطعت إليهما سبيلاً إلا فيما تيسّر.

هل يمكنني اعتبار التدريس نافذة؟ كلّا هو قتلٌ وخنقٌ لا على المستوى الذاتي، بل على المستوى الجمعي فشكل المناهج ومحتوياتها وطرائقها قبور لا سجون فقط، لذا انغمستُ في التعليم وما امتلكت تلك الأنانية لأشتغل فيها على ذاتي، وحسب، فوجدتني أنصهر في بوتقة التّدريس بأمل تحويلها إلى منارة علم وتعلّم. حتّى أنّي في محاولة متواضعة أعددتُ كتاباً تربوياً تعليمياً مأخوذاً عن ترجمة لكتاب إنجليزي عن طرائق التعليم وعنونته “التعلّم والتعليم الحيّ” بأمل أن أشارك في إعادة صياغة الواقع وبنائه عن طريق أهم مؤسسة من مؤسسات إعادة البناء ألا وهي المؤسسة التربوية التوعوية التنموية التعليمية.

ارتحلت بعيداً عن عمّان التي شهدت تحولاتك وتطرفك وجموحك، ماذا تبقى من أحلام تلك المدينة النائمة بين أحضان سبعة؟

الخط الزمني الذي يسجل عِشرتي للمدائن والمدن يدوّن أنني من مواليد الطائف في السعودية العربية، وبي منها الكثير من رائحة المطر من شرفة المنزل في الطابق الخامس في عمارة أم فهد؟ والطفولة الفلسطينية لطفلة بكر في أسرة صغيرة يُلْقِمُ رَبُّها الذي هو أبي فراخه بالأمل والوعد بالغد بأن سنعود. عُلّقت الأحلام قناديل أفكار على حبل الليل الأسود حتى أوائل الوعي، حيث جسر الملك حسين خشباته التي تطقطق عجلات الحافلة أطرافها والعلم الأردني يقابله العلم الإسرائيلي على الضفة الأخرى، والجندي الأردني يصلّي ركعتي السّنة ظهراً وعلى مرمى جرح تلتمع قبة القدس تحت شمس صيف حارقة في أريحا التّمر والقهر معاً.

وبين الرحلتين، كانت عمّان حتّى صارت مستقراً للأطفال الذين شبّوا عن الطّوق ذات غفوة وصاروا كباراً، وكنت أول الثمر والغيظ معاً حتّى انداحت أحلام الصّبا على رقعة السياسة وطالتها يد القضية القهر، وكانت دوماً الحضن والحاضنة وبي منها كُل الوعي، ولها مني كُلّ الوفا، وإنّي لأحبّها جدّاً مدينتا البهيّة عاصمة أرواحنا وأجسادنا معاً، وأنّى لقلبي وعقلي وروحي وجسدي أن ينسى حبّات المطر التي تغسل كُلّ الأدران لمّا تحطّ على يدي في عمّان، وأن أحاول أن أمسك بالمظلّة، أنا ما غبتُ ولن أغيب عن عمّان وإنّي لأرقب تحوّلاتها، وأخاف عليها كما أمٍّ تخشى على وحيدها، وأصبرني على بعض مصابها أن هيهات، وهي مدينة الأنصار والمهاجرين بها ما بهم من نصرة الحقِّ، وأعرفُ في ذات الوقتِ أن لا خوفَ عليها عمّان العمونيين، عمّان الأصالة والتاريخ والعزّة والشّمم، وأنا عليّ منها عمّان المدينة الحبّ.

ما الذي تهجسين به الآن على المستوى الإبداعي؟

رواية قد تظلُّ معلّقةً بحافةِ روحي كتعويذةٍ وقد ترى النّور، رواية تحمل اسم “بترا”.
_______
*المصدر: مجلة ذوات

 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *