خزعل الماجدي: كل ينابيعي الشعرية ليست شعرية وهذه هي علامتي الفارقة

  • حاوره : خضير الزيدي

    يعد الشاعر خزعل الماجدي واحدا من أهم الأسماء الشعرية في الجيل السبعيني العراقي ترك أثرا كبيرا في الأجيال اللاحقة جراء إنتاجه الغزير في الشعر وتاريخ الديانات القديمة،واستطاعت عقليته أن تنفتح على أساليب وطرائق التجريب الشعري والمسرحي ليكوّن له مكانة مختلفة بالقياس إلى أقرانه من ذلك الجيل .في هذا الحوار الذي خص به مجلة نزوى ثمة أكثر من محور نتبنى فيه أهمية الشعر في نفسية هذا الشاعر المسكون بهواجس التجديد وحب الشعر وإعطائه أهمية أكثر من روحية الدين ؟،في هذا الحوار تثار أسئلة النص لمعرفة يقين العاطفة ومصداقيتها وهي تستجيب لنداء الشاعر

    ** دكتور أود التساؤل عن مشروعك الشعري وبداياته،منذ يقظة دلمون وتقسيم المجموعة إلى خمس مجاميع إلى آخر إصدار شعري لديك،السؤال هنا ثمة اهتمام لك بالأسطورة والايروس والسحر هل قادك الشعر إلى منافذ الاهتمام بكل جزء من تاريخ الأساطير وديانات الشرق القديم ؟

    l يقظة دلمون كانت تمثل، بشكل مبكر، اهتماماتي الأولى في الحياة والثقافة وكيف أنها انعكست في شعري، في السبعينات، بشكل خاص . فلنتأمل أسماء أقسامها الخمسة : (كتاب بوبولينا هو كتاب الحب والجسد، كتاب النبلاء هو كتاب الزهو والشباب، كتاب التجليات هو القصائد القصيرة، كتاب السيمياء هو كتاب السحر والعرافة والخيمياء، كتاب دلمون هو كتاب الأساطير .) كل هذه الكتب الصغيرة أصبحت نواة اهتماماتي القادمة في الشعر، والتي زدت عليها موضوعات أخرى وهنا ترى اهتمامي بالأسطورة والإيروس والسحر مبكراً .لاشك أن الشعر هو الذي وجه بوصلة اهتماماتي بكل هذه الحقول فقد قادني الشعر للاهتمام بالسحر ثم الأسطورة ثم الأديان ثم الحضارات، وهذه الحقول متداخلة في بعضها لكن الشعر هو الذي يضبط إيقاعها عندي، فضلاً عن البحث الأكاديمي والعلمي فيها الذي جعلني مؤلفاً فيها .

    ** طيب أود أن تحدثني عن التغيير الذي طرأ في نصوصك الشعرية .. وأتحدث هنا عن قصائد الصورة إلى أي مدى يمكن أن تكون قراءتك للنصوص الأسطورية وخاصة الشعر قد اوجد إليك منافذ للدخول إلى نصوص ما تسمية الضربة الشعرية او قصائد الومضة ؟

    l هذا التغير حصل بشكل واضح بعد أن كتبتُ (خزائيل ) العمل الملحمي الشعري الطويل جداً، ورغم أني كنت قد كتبت قصائد قصيرة في (يقظة دلمون) و( أناشيد إسرافيل ) لكني بعد (خزائيل ) قررت أن اكتب شعراً مضادّاً لخزائيل وفكرت أن أدخل عالم القصيدة القصيرة النثرية بشكل خاص مستفيداً من فن الهايكو الشعري الياباني والكانتوس وغيرهما، لم تكن النصوص الأسطورية ملهمتي في هذه القصائد القصيرة . . بل كانت هناك تجارب شعراء كثيرين سبقوني .وتطورت تجربتي أكثر بعد قصائد الصورة وقصائد الومضة إلى وضع 2000 قصيرة في آخر مجلد من اعمالي الشعرية وهو السابع، اسميتها (القصيرة ) في مقابل (القصيدة) لأنها أقل من سبعة أبيات .. وهكذا تطورت التجربة بقوة وأصبحت جزءاً هاما من تجربتي الشعرية .

    ** هل تأسست مفاهيم قصائد الصورة وقصائد الإيروس، خاصة، على أسس لبيانك الشعري أم ذلك البيان لا يتعلق بنمط بنائي شعري ثابت ..كما يحدث في القصائد القصيرة مثلا وقصيدة حية ودرج التي وظفت فيها المفردات العامية بل يهدف إلى إعلاء الشعر وأهميته أمام الفنون الإنسانية الأخرى ؟

    l كل بياناتي الشعرية جاءت بعد نصوصي الشعرية الخاصة بها أو القريبة منها، البيانات الشعرية لا أهمية لها إذا كانت متعة نظرية فقط، فهي يجب أن تكون مستندة الى تجربة جديدة وإلى رؤية عميقة لايصنعها إلا الشاعر نفسه .وقد تسأل لماذا أصدرت ما يقرب من سبعة بيانات شعرية فأقول لك على ضوء ما أوضحته أعلاه بأني كنت أتحول من طريقةٍ إلى أخرى في الشعر بعد أن أصيغ تلك الطريقة وأنتهي منها . كنت دائم الحراك والتبدل لكي أنتج مذاقات ونكهات مختلفة في الشعر ثم أصنع لها شكلاً نظرياً مناسباً عن طريق البيان الشعري أو النظرية الشعرية وقد احتوى كتابي (العقل الشعري) على أغلب هذه البيانات والنظريات في الشعر.

    * أريد أن تحدثني عن كل هذا التحول الشعري الذي تعمّق في نصوصك مع أسماء مجايلة لك مثل زاهر الجيزاني وسلام كاظم ورعد عبد القادر.هل كان نتاجا طبيعيا للوقوف أمام موجة الستينيات وما حملته من تناقض بين تيار يلجأ إلى الاحتفاظ بتاريخ النص الشعري القديم وآخر يدعو للحداثة والأخذ بطروحات مجلة شعر اللبنانية أن هناك تأسيسا لكسر رتابة الشعر واللجوء إلى خيار ثان يدعوك للتمسك في بناء نصك الشعري بعيدا عن الآخرين .

    l لا شك أني في بداية ظهور جيل السبعينات لعبتُ دوراً أساسياً فيه، فمن بيانات القصيدة اليومية الى تنظيم مهرجان الشباب الشعري نهاية عام 1978 . ثم عملت، في الثمانينات، مع نخبة من هذا الجيل على تطوير التجربة العميقة لجيلنا ثم لي بشكل خاص، وشيئاً فشيئاً تبلور مشروعي الخاص بي خارج جيلي وذهب بي بعيداً ولاشك أني الآن أختلف عن الجميع في كل شيء .زاهر الجيزاني هو الأفضل في جيل السبعينات فهو شاعر من طراز خاص، ذائقته نوعية وطريقته في الشعر خاصة به وهو أكثر من بقية جيلي أنتج شعرا نوعيا .. ربما هو قليل الإنتاج ولم ينصرف للشعر كليّاً لكنه شاعر حقيقي .سلام كاظم شاعر موهوب لكنه توقف في بداية طريقه وظلّ يكرر نفسه في دائرة واحدة، بل هو كفّ عن الشعر تقريباً .رعد عبد القادر شاعر جيد يجدد نفسه دائماً، تجربته متحفزة وهو شاعر يسكنه القلق، رحل مبكراً وكان يمكن أن يعطي الكثير .ولابد أن أضيف أسماء مهمة لم تسألني عنها مثل هاشم شفيق وكمال سبتي وعقيل علي وشاكر لعيبي وكاظم جهاد وحميد قاسم وهادي ياسين وعادل عبد الله وكزار حنتوش وفاروق يوسف وابراهيم البهرزي … وآخرون كان لكلّ منهم لمسته الخاصة في جيل السبعينات .

    ** غالبا ما نسمع منك ونقرأ في طروحاتك حيال الشعر، بأنك تدعو إلى الاحتفاظ بفطرة الشعر وإبقاء جذوة الروح ملتهبة ..كيف يمكن لتلك الجذوة أن تبقى متقدة ونحن نعيش صراعا علميا حيث تطور وسائل الاتصالات وإحياء نتاج العقل أمام العاطفة بالإضافة للصراعات الطائفية والإثنية والقومية التي تنميها عقلية الإرهاب .. اقصد هل نحن أمام صراع بين العقل والعاطفة؟

    l لا بد للإنسان أن يحتفظ بإنسانيته العميقة وبفطرته، وجود مثل هذه التحديات يدفعنا أكثر لمثل هذا، والشعر أحد أعظم الوسائل لحفظ الفطرة، وكذلك نحن يجب أن نحفظ للشعر فطرته وجذوته الساخنة لأنه بلا هذه الفطرة يتحول إلى فبركة وصناعة .الصراع بين العاطفة والعقل قديم وتجسد في الكثير من الفنون ومنها الشعر، وظل الشعر دائماً خارج الترويض لأن الشعر كائن بريّ وحشيّ يصعب ترويضه مهما حصل.

    ** بتصورك هل ثمة صراع خفي أو معلن بين الشعر والنص الديني ….طالما البلاغة واللغة قواسم مشتركة بينهما ..وهل يمكن أن يكون السحر هو الوسط المعلن بين النصين ..أتحدث هنا لأنك سبق وان أوجدت علاقة بين كل هذه العناصر وكان رأيك مساندا ومناصرا للشعر وقيمته الروحية وأتذكر أن لك عبارة تؤكد فيها بان الشعر هو النص الحقيقي للروح.

    l الشعر يضمّ المقدّس والمدنّس معاً أي الديني والدنيوي معاً والشعر هو القاسم المشترك بين الدين والأدب، وهو (النص الحقيقيّ للروح) ولا بد أن يقف بوجه تقنين الروح وحبسها في سجون المعتقدات النًّية والأجناسية والأدبية .

    ** علي أن أتساءل هنا هل نجح النص المفتوح في حمل رسالة تلك المكونات والعناصر الجمالية في بناء نص متماسك يمكن أن يبقى في ذاكرة الإنسان ومدونات التاريخ البشري مثلما نقرأ نصوص الملاحم والأساطير القديمة ؟

    l الشعر ليس نتاج العاطفة فقط بل هو نتاج العاطفة والعقل معاً، والسحر ليس علماً روحانياً لأنه قوة براسايكولوجية ومحاولة للتصدي للقانون الطبيعي عن طريق قدرة فائقة داخل الإنسان. النص المفتوح نصّ شعري وأدبيّ ولا يمكن له أن يتنافس مع الأساطير لأنها نصوص مقدسة ظلت في الذاكرة البشرية لأنها ارتبطت بالمقدّس بينما النص المفتوح ليس مقدساً، هو نصّ نثري افتراضي يجمع فنونا كثيرة كالسحر والأسطورة والمسرح والتاريخ والمذكرات وغيرها في صياغةٍ شعرية خاصةٍ.

    ** أريد انتقل معك لموضوعة طالما تراودني كثيرا وهي إلى أي مدى يمكن أن تكون لطروحاتك التنظيرية في كتابة النص الشعري من تأثير على شعراء الجيل الثمانيني ؟

    l تنظيراتي الشعرية وخصوصاً تلك التي جمعتها في كتاب ( العقل الشعري) ليست مكتوبة للتأثير على شعراء الجيل الثمانيني، بل هي مكتوبة للجميع، كما أنها ليست ملزمةً لأحد فهي وجهات نظر وخرائط فكرية عن الشعر يمكن لأي شاعر أو ناقد أو منظّر أن يرى غيرها، لكنها يمكن أن تحفّز أو تنشّط التفكير الخاص بالشعر وماهيته وطبيعته ووظيفته وعلاقته بما حوله .الكتاب متروك للمستقبل وهناك سيُحكم عليه بصورة أفضل، وهو خلاصة تجاربي الرؤيوية في الشعر وكتابته والنظر له .. لا أتمنى أن يقيّد أحداً، ولا أتمنّى أن يقيدني أنا أيضاً لأني سريع التبدل والتحول في رؤاي الجمالية والشعرية، وهذا أمر طبيعيّ.

    **هل يمكن أن تكون نصوصك الشعرية، في حينها، قد فتحت للجيل الثمانيني أفقا واسعا من التأثير بما كتبته أنت وزاهر الجيزاني وآخرين ..أم أن تلك المرحلة ونتيجة الحرب الدائرة قد جعلت الآخرين يلجأون إلى الغموض في النص الشعري ليتعارضوا مع خطاب السلطة وهذا ما يبرر قول الآخرين بان لا وجود لتأثير الجيل السبعيني والستيني على الشعراء الثمانيني؟

    l دعني أتحدث هنا بداية .ربما يكون قد أثر. وربما لم يؤثر، لكننا، نحن والثمانيين، كنا في معترك شعري واحد، نحن سبقناهم قليلاً بسبب العمر لكنهم نموا معنا في حديقة مشتركة من النصوص والأفكار ولاشك أن لهم طريقتهم الخاصة في الأداء.. وثانيا الغموض ليس ثمانينياً، ربما يكون الغموض في الشعر العراقي بدأ مع جيل الستينات، والسبعينيون أسسوا له بقوة، ولاشك أنه كان وسيلة من وسائل جميع شعراء الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات لكي يعبروا من خلاله عمّا يريدون، وكان أيضا خطاب هؤلاء جميعاً بوجه السلطة ولم يختص به أحد. وثالثا عرّفتُ ذات يوم الشعر بأنه (الغامض الجميل ) وكتبت ذلك فيما يشبه البيان الذي ذاع وانتشر وكان هاجسي في الشعر هو هذا، لكني لست الأول الذي كتب شعراً غامضا جميلاً بل جميع شعراء هذه الأجيال.

    ** دعني انتقل معك لمحور آخر أنت تعي تماما مدى استجابة الأجيال الشعرية لطروحات أدونيس وإنسي الحاج ودعوتهم للتجديد في الشعرية العربية .السؤال هنا هل يمكن أن يؤثرا في الشعراء العراقيين أكثر من تأثير جماعة كركوك أم أن خطاب الاثنين يلتقيان في خط وأهداف تدعو للتجديد وهذا ما جعل الكثير من أصدقائنا الثمانيين متأثرين بنص ادونيس وسليم بركات ومحمد الماغوط بالإضافة إلى فاضل العزاوي وسركون بولص وصلاح فائق ؟

    l جماعة قصيدة النثر اللبنانية (ومنهم أدونيس وإنسي الحاج ) أبكر بكثير من (جماعة كركوك ) وأكثر انتظاما وغزارة ولهم مجلة مهمة جداً (مجلة شعر) صار لها الصدى الكبير في كل العالم العربي وقتها،. هذا لايقلل من قيمة جماعة كركوك الستينية التوجه والتي لم يكن لها منبر كبير ولم يكن انتشارها واضحاً، ولذلك جاء تأثيرها أقل . ومع ذلك أصبحت الجماعتان من ينابيع الحداثة الشعرية في العراق وتأثرت بهما الأجيال اللاحقة كلها ابتداءً من السبعينيين .

    ** بتصورك هل ترجح كل تلك التصورات في التجديد الشعري لكتاب سوزان برنار (قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا ) هي المؤثر والحافز في تأثر اغلب الشعراء الشباب وخاصة طروحاتها التي أشارت لتكثيف الشكل ودعوتها بان قصيدة النثر طالما تبعد عن صرامة الوزن وتدعو لحرية الإيقاع وبالنتيجة تنفتح على أبواب الحرية .

    l كتبنا ونظرنا جميعاً قبل ترجمة ونشر كتاب سوزان برنارد ..وحين ظهر الكتاب مترجماً لم يدهشنا كثيراً ولم تفاجؤنا طروحاته، كتبنا قصيدة النثر ونظّرنا لها وكنا نمارسها لمعرفتنا المسبقة بقصيدة النثر الأجنبية والعربية وبعض التنظيرات عنها، وخصوصاً نحن في العراق، ربما كان الأمر مختلفاً في مصر مثلاً فقد أثر هذا الكتاب فيهم أكثر، أما نحن في العراق فقد سبقنا النسخة المترجمة شعراً وتنظيراً .

    ** لقد شاءت الظروف أن اطلع على اغلب مجاميعك الشعرية منذ كنت طالباً في مرحلة الإعدادية ليومنا هذا وجلّ ما استشفه من نصك أنك تراوغ مع اللغة وتجعلها تنصاع لبناء الصورة وتكوينها، وفي ذات الوقت اقرأ لك نصوصاً شعرية غاية في البساطة من حيث التركيب، السؤال إلى أي مدى يمكن أن تكون اللغة خادعة لإيصال رسالتها في كتابة النص ونقل شفرات الشاعر؟

    l تجربتي في الشعر طويلة ومتنوعة، وكنت أتنقل من أسلوب لآخر كثيراً رغم محاولتي الحفاظ على بصمتي الخاصة، كتبت نصوصاً معروفة في جدلها المركب مع اللغة والتي تحاول الغوص بعيداً في أغوار اللغة وظلامها، وكتبت الشعر البسيط الواضح وكتبت قصيدة النثر وقصيدة الصورة وكتبت النصّ المفتوح والنصّ العرفاني .. وقد حاولت، من خلال كلّ هذه الأساليب والأنواع الشعرية، أن أبوح بداخلي وأعماقي وجنوني وفرحي وتأملي. ليست هناك طريقة واحدة جاهزة تمكننا من قول ما نريد بل نحن نجرب ونجرب حتى نحصل على بعض ما نود

    ** أيضا يراودني تساؤل آخر أرجو ان تضعني أمام حقيقته.. إلى أي مدى يمكن للطروحات الفكرية التي تتبناها في عالم الأساطير والديانات القديمة أن تكون قد أكلت من جرف الشعر فيك؟

    l بالعكس تماماً، لقد أضافت لي الكثير الكثير، وقد حفزت الشعر عندي بقوةٍ وبمهارة عالية، لقد ذهبتُ إلى عالم الأساطير والديانات القديمة والحضارات كلها لكي أبحث فيها عن الإبداع والشعر وقد التقطت منها ماحفزني كثيراً ونشّط روحي وعقلي ونصوصي .لستُ مؤمناً، على الإطلاق، بفكرة الشاعر الذي يمارس الشعر فقط في زمن معرفي كبير كالذي نحن فيه، بل يجب عليه أن يتقدم في الحقول التي يراها مناسبةً له لكي يبدع فيها وفي الشعر معاً .. وهو ما حصل معي. كل ينابيعي الشعرية ليست شعرية .. وهذه هي علامتي الفارقة .

    _______

    *نزوى

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *