الدكتور لحسن الكيري**
تتمتع التلميذة المغربية مُونَى سَبِيل ذات الثامنة عشر ربيعا بموهبة استثنائية بالمقارنة مع قريناتها في الصف و تتمثل في قدرتها الخارقة على تصميم الأزياء المغربية النسائية التقليدية و حتى العصرية. و قد اكتشفتُ موهبتها صدفة خلال السنة الماضية عندما كانت تدرس بالسنة الأولى ثانوي إذ تطوعت لتتأنق في كتابة بعض أقوال الحكماء كنا نعلقها في إطار لوحات في القسم لحفز التلاميذ و تشجيعهم على مواصلة العمل و الجد و الكد. و هكذا أبيتُ إلا أن أُعرِّفَ بها محليا و عربيا تشجيعا لها على مواصلة العطاء في هذا الاتجاه الذي تعبر عن تشبتها به و عزمها على مواصلة الاجتهاد من أجل صقله و إيصاله إلى الآخرين.
و جدير بالذكر أن التلميذة مُونَى قد بدأت في التعاطي للتصميم منذ صغرها إذ كانت تُغريها أزياء البنات الأنيقة و شكلها و ألوانها فشمرت على ساعد الجد لتقليدها إلى أن بلغت في ذلك شأوا عظيما و مستوى رائعا. و عند سؤالي لها حول ما إذا كان أحد أفراد عائلتها ينشُط في هذا المجال أكدت انعدامه و لم تنفِ تشجيعَ أسرتها لها على ضرورة المُضي قُدُمًا في هوايتها إذ تحلم بأن تجعل من اسمها علما بارزا في مجال تصميم الأزياء خاصة إذا احتضنتها إحدى الجمعيات الناشطة في هذا الباب أو أحد المصممين المؤمنين بطاقات الشباب في هذا الميدان.
و إنه لمن نافلة القول التذكير بأن مُنَى سَبِيل تدرس خلال هذا الموسم الدراسي بالسنة الثانية بكالوريا آداب (لغة إسبانية). و هي تلميذة متفوقة في دراستها كما يشهد لها بذلك أساتذتُها جميعا علاوة على أنها غاية في المواظبة و السلوك و حسن الأخلاق و ما ذاك بغريب عنها ما دامت سليلة أسرة مغربية متشبعة بالأصالة و مكارم الأخلاق.
و تدرس هذه الموهبة الغضة بالثانوية التأهيلية أبي حيان التوحيدي بنيابة إقليم النواصر التابعة لأكاديمية جهة الدار البيضاء – سطات للتربية و التكوين. و نُذكِّر ها هنا بأن لا أحد يستطيع أن ينفي دور الأنشطة الموازية داخل الفضاء المدرسي في الاستماع إلى التلاميذ و صقل مواهبهم و تشجيعهم على اتخاذ المبادرات و المواقف الإيجابية و امتصاص طاقتهم الزائدة و تصريفها في أنشطة خلاقة و تحميسهم و تشجيعهم على الجد و الكد و التعب و النصب كي يكون لهم مكان تحت الشمس. و بالتالي، يجب على المدرسين و الإداريين كل من موقعه أن يُولي هذه الأنشطة ما تستحقه من الأهمية و العناية و ألا يتم التعامل معها على أنها زائدة و إضافية. كما يجب توفير الفضاءات الخاصة لهذا الغرض التربوي الإنساني الضروري في عالم اليوم و في مدرسة اليوم و الغد كما نص على ذلك الميثاق الوطني للتربية و التكوين.