خاص- ثقافات
عن منشورات دار “الوطن اليوم” بالجزائر، وبمساهمة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، صدرت للشاعرة الجزائرية نـــوّارة لحـــرش، مجموعتها الشعرية الثالثة، الموسومة بـــ “كمكان لا يعوّل عليه”، وتضمّنت إحدى وعشرين قصيدةً 21 موزّعة على ست وتسعين صفحة 96 مضمومة بين دفتين، تزيِّن أحدَ غلافيْهما لوحةٌ، من تصميم وإنجاز الفنان الجزائري خالد حكيم.
في هذه المجموعة، تسافر بنا نــوّارة لحرش إلى عوالمها الشعرية عبر باقات عناوين قصائدها المعبرة عن ثقل همومها، ووجدانيتها، وآلامها وآمالها، بفلسفة عميقة، وصور شعرية رهيبة، مثل ما هو معروف عن بوحها وإبداعها النابض برمزية القصيدة وضبابيتها.
نصوص المجموعة في أغلبها تشتغل على “تيمة الحياة”. الحياة في مآزقها، تغريداتها، حضورها وغياباتها، حالاتها، جحيماتها. الحياة كشجرة توت وارفة بثمرة الحلم والحبّ، ومقصوفة أحيانا بمعول اللاجدوى واليأس واللاأمل.
المجموعة التي صدرت عن منشورات دار “الوطن اليوم”، هي الثالثة التي تصدر للشاعرة بعد “نوافذ الوجع” العام 2005 عن منشورات جمعية المرأة في اتصال وبدعم من وزارة الثقافة. و”أوقات محجوزة للبرد” العام 2007 عن منشورات وزارة الثقافة في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية لعام 2007.
من أجواء المجموعة نقرأ من قصيدة بعنوان “إنقضامات”:
أتمددُ في المعنى،
أفتحُ باباً بقامَةِ الأحلامِ
أدخُلُ منهُ
إلى حياةٍ ليستْ بانتظاري
أصافِحُها بحرارةٍ لا مَثيلَ لها
إلا في المُفردات.
تُصافحني بِقُفازاتٍ من جليدٍ
تقولُ: طَقْسي لا يُلائِمُها
فتنطفيء في البالِ فكرةُ الحياةِ
التي كُنتُها قبلَ قليل.
أتمددُ في المعنى/ أتوعكُ
أقضِمُهُ، فأنقَضِمُ.