فالإبــداع الانسـاني؛ هو ذاك الذي يـبقى خـالدا عـبر العقود والعـقود؛ وحينما نتلمس مضامينه وأبـعاده؛ كأنه دوّن وكتب الآن ؛ وفي زمان القراءة ؛ وبالتالي فكيف لا يبقى التراث الاغريقي؛ النابع من الأساطير؛ سيصبح نفسه أسطوره ؛ ومـا جـادت به قريحة مسرحـيـيو ذاك الزمان؛ لشيء مبهر ومثير للغاية ؛ومن خـلال الحوار الحاد بينهما والذي توقـفنا عـنده؛ نستشف غطرسة أوديـب وتـعـنـته ضـد القـدر وما تخـفـيه الآلـهة :
أوديب : قـل ما تشاء فكلامك سيذهـب هباء
تيرسياس: إذن أقول؛ بأنك دون أن تدري – تعـيش في تعامل شائن مع أقرب أهلك إليك؛ دون أن تعلـم إلى أية درجة من الشـقاء وصلت.
أوديب : أتظن أنك تستطيع أن نقول أكثر من هـذا دون أن يكـلفك هـذا شـيئـا
تيرسياس: نعم إذا كانت الحقيقة تملك بعض القوة .
أوديب: عندغـيرك؛ لا عندك أنت؛ كلا؛ ليس عند أعمى روحه ؛ أذناه
مغلقة مثل عينيه .
تيرسياس:لكنك أنت أيضا؛ لست إلاّ شقـيّا؛ حينما توجه إلي إهـانات
سيوجـه إليك مثلـها عما قريب هـؤلاء الـناس.
أوديب: إنك أنت لا تعيش إلاّ من الظلمات؛ فكيف تستطيـع إذن أن
تـؤذيني أنا أو أي إنسان مثلي يبصـر ضوء النهار ؟ (1)
فرغـم الاهانات السخرية التي تلقاها – تيرسياس- فكانت الإجابة الضمنية- لأوديب- أنّ الحكمة في البصيرة لا في البصر. وهذا تفسير مبدئيّ وتحدي للإعاقـة ؛ باعـتبارها دافعًا للحكمة والفلسفة والإبداع. تم انصرف بهدوء؛ بعدما طلب من غلامه ذلك؛ وتيرسياس يلقي بنُذرِ وكلمات يلفـّها الغموض؛ مما جعل الّشّك يتسرب إلى نـفس أوديب؛ الذي لم يدرك أن العرّاف يعني تماما ما يقول؛ كما أنه لم يأخذ اتهام العـراف لـه على محمل الـجـد.
الحــضور والتنويـع
***************
ونجـد الكفيف – تيرسياس – حاضرا بقـوته في مسرحية [ أنتيغـون] لسوفـوكليس؛ بحـيث : يمثل في المسرحية الآلـهة؛ ويبدأ تيريسياس حواره مع كريون؛ بتحذيره من انتهاك حـرمة الموتى؛ لأن الآلهة من دأبها أن تسوق التحذير قبل أن تُنزل العقاب…… وتيريسياس يعلم أن هـناك انتهاكا لقانون الأرباب؛ وهـو يخـبر- كريون – بما يشبه الإنـذار؛ بأن الآلهة غضبت من قراره الجائـر؛ ومن مسلكه الآثـم؛ ولكن “كريون”يـفشل في فـهم التّحذير الذي ساقـه ” تيريسياس” وبدلا من أن يشك في سلامة قراراته وصحة تفكيره ؛ يعتقد أن الـعـراف يهاجـمه: ” أيها الشيخ؛ أنتم جميعا مـِثـْل حملة الأقواس تتخذون مـنّي هدفا لكم؛ وهاأنذا عـرضة لهجومك ؛ حتى عـن طريق النّـبوءة “(2)
أما أريستوفانس؛ فلقد ألـف سنة 338 ق م مسرحية ” بلوتوس ” ” إله الثروة والجاه عند الإغريق” وتـعـد بـحـق نموذجا فريدا ومتميزا عن السحب أو الضفادع أو المهزلـة… من صنف الكوميديا الوسطي ؛ ومن خلال الحبكة نستشف روعة هـذا النص::…. و عـند خروج خريميلوس بائسا من المعبد يقابل شيخا كـفيف ، فيبتهج و يحاول باللطف تارة و بالتعنيف تارة أخري اصطحاب الشيخ الضرير إلي منزله ، بناء على نصيحة الإله أبوللو . و لكن الشيخ الضرير يضطر في نهاية المطاف إلي الاعتراف بأنه الإله بلوتوس و بأن زيوس قد جعله ضريرا رغبة منه في إيذاء البشر و إبقائهم تحت سيطرته .و يسعي خريميلوس جاهدا من أجل أن بسترد بلوتوس بصره ، كي يتمكن من أن يهب الثروة للشريف و ذي الخلق القويم ، و يمنعها عن المحتال و الوغـد الزنيم ، و هو الأمر الذي لا يستطيعه بسبب فقدانه للبصر الذي جعله يهب الثروة للأشرار و يمنعها عن الأخيار .غير أن بلوتوس يخشي إن هو استرد بصره أن يثير غضب زيوس و حفيظته عليه ، لكن خريميلوس يقنعه بأنه لو استرد بصره لصار أقوى من زيوس نفسه ، فيوافق الشيخ علي مضض علي الذهاب مع البطل إلي معبد أسكليبيوس كي يشفيه و يرد له بصره . و تتدخل ربة الفقر في الأمر محاولة إفراغ خريميلوس ، و مبينة له العواقب الوخيمة التي سوف تترتب عـلي عودة البصر إلي بلوتوس …(3) وهناك أعـمال متعـددة يصعب حصرها والترصد إليها؛ وبالتالي إذا كان الكـفيف في المسرح حاضرا حسب الوجهين السلبي/ الايجابي. فما يقابل [في] هـناك[ عـلى] التي تفيد الاستعلاء، فوق الشيء وقد تفيد أيضاً السببية، و تأتي بقصد الاسْتِدْرَاك .فما معنى هـذا إجرائيا وليس لغـويا؟
قـول بـعـد القـول:
************
أشـرنا بعجالة للمسرح والكفـيف ؛ وذلك تبيانا أن هـنالك نـوع من المسرح؛ و لا أحد ينتبه إليه؛ باستثناء قلـة قليلة ؛ ربما السبب يعـود لغياب إعــلام مكثف حولـه؛ والقضية تتعلق بالعالم العربي برمـته ؛ وإن كانت بعـض الأقـطار؛ تحاول حـسب ما تمليه الظرفـية مساعـدة بعض الجمعيات المهتمة والممارسة؛ لـهذا النوع وبالتالي من حيـث الممارسة الإبداعية ؛ قلنا بأن هناك
1] كـفيف في المسرح
2] كـفيف على المسرح
فـهـذا الــتقسيم؛ فرضته طبيعة الموضوع الذي لا ينفلت عن[ في / على] ماهـــو كائن في المشهد المــــســرحي الـــعـــربي؛ وبالتالي سنحاول مناقشة :
الكفيف عـلى المسرح:
***************
فانطلاقا من مما يُسمعه الكفيف من كلام السخرية أو مـا يدل على الشفقة والرحمة، أوالتهميش والتحقير الذي يشعر به في وسطه الاجتماعي؛ فمن الطبيعي أن يخلق له ردود فعل حسب اللحظة والظرفية التي يكون فيها؛ ليحقق ذاته عبر عالمه الخاص به؛ وترجمة ما يشعر به في عالمه غير المرئي، ليواجه به الطرف الآخر أو يصوغه إلى رموز ومصطلحات خاصة يختزنها ؛ لكي يستخدمها أثناء تعـبيراته الواقعية . متحديا عبركل طاقاته الموهوبة؛ كـل ما يحيطه من أجل السمو الارتقاء في الوسط الاجتماعي؛ وذلك لمحاولة إبطال سببية التهميش؛ هذا من زاوية؛ ولكم من زاوية أوسع ، حينما يكون التهميش من أعلى المستويات ومن الجهات المسؤولة؛ والتي لها الدور الأساس في حماية ورعاية الكفـيف؛ فالوضع يختلف ؛ من حـيث التحـدي وترجمة ما يشعر به الكفيف؛ ولاسيما أن: العمى ليس عـائقا؛ وليس مرضا وليس عيـبا ؛ إنه شكل آخر لرؤية الـعالم ؛ بل إن الظلام أكثـر نورا من نور الإبصـار)4) ومن هـذه الـزاوية؛ فجملة من الشباب الكفيف؛ حاول اقتحام الركح والاعـتلاء فـوقه؛ للتعبير عن معاناتهم وهـمومهم؛ عـلـّها تصل لتلك الجهات المسؤولة ؟ ولاسيما أن الكفيف لا يتوفر في العالم العربي على جهات ضاغـطة خارج المؤسسات الرسمية؛ وبرؤية أهل الاختصاص والمتابعة نجـد أن التقـرير العالمي حول الإعاقة لعام 2011، الصادر عن منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، تعـذّر وصول الأشخاص ذوي الإعاقة في الكثير من الأحيان إلى البيئة المبنية ووسائل النقل ونظم المعلومات والاتصالات (التقرير العالمي حول الإعاقة: الملخص، الصفحة 10). ويُمنع الأشخاص ذوو الإعاقة من التمتع ببعـض حـقوقهم الأساسية، كالحق في البحث عـن عمل أو الحـق في الرعاية الصحـية، بسبب عـدم توفر وسائل نقـل يسهل عليهم استخدامها. وما زال مستوى تنفيذ قوانين الوصول متدنياً في العـديد من البلدان وغالباً ما يحرم الأشخاص ذوو الإعاقة من حقهم في حـرية التعبير بسبب عدم إمكانية وصولهم إلى نظم المعلومات والاتصالات (5) وبناء عـلى العديد من المعطيات السلبية؛ منها أن المؤسسات المهتمة تتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بالمنطق الخيري في أحسن الأحوال؛ وليس بالقانوني والحقوقي.وكذلك المراكز المهتمة بذوي الإعاقة البصرية قـليلة جدًا ؛ وتعـدُّ على أصابع اليد الواحدة في كل قـطر عـربي؛ مما لا ترضي ذات الكفيف ولا طموحه، ولا سيما أن المكفوف بحاجةٍ إلى مركز تدريب أكثر. من هنا ؛ يظل في شرنقة الحـيرة؛ بين القوانين و المجتمع والرغـبة من محاولة لإفصاح عن قدراته الفنية والإبداعية؛ وكشف همومه الوجودية مع إعاقة المجتمع ؛ لقـدرات كـل مهاراته؛ فـإن تأمين سبل الوصول؛ كي يعيش الأشخاص المكفوفين باستقلالية ويشاركون مشاركة تامة في المجتمع، على قدم المساواة مع سواهم؛ شرط أساس ؛ هو التحدي والاعتماد على النفس والذات؛ كل فئة أو جماعة بطريقتها وأسلوبها؛ ونلاحظ بأنه هناك من اتخـذ أسلوب النضال والإنزال طريقة لإثبات وجود الكفيف؛ وإيصال صرخته: قبل أن يسترسل قائلا: “إن المجموعة المناضلة اليوم في شوارع الرباط هي التي دوت صرختها الأولى يوم 29 غشت 2000 أمام الوزارة المكلفة بالمعاقين آنذاك، فواصلت المجموعة فصول نضالاتها المريرة تحت طائل القمع المقيت ورغم فظاعة الظلم، وهكذا كان نضالنا إبان النصف الأول من العقد الحالي متسما بالتحديات والمغامرات إذ تراوحت الأعمال النضالية بين اعتصامات في مواقع عدة ومسيرات احتجاجية وإضرابات عن الطعام، وقد بلغ اليأس بالمجموعة إلى حد الإقدام على الموت إحـتراقـا..(6) وهذا أسلوب يكشف بأن الإعاقة لا يمكن أبدًا أن تكون حجر عثرة في طريق أصحابها؛ علما أن الحـقـوق تنتزع نزعًا. إلا أن الإشكالية في توعية المجتمع بهذه الفئة ولإظهار قدراتهم حيث نريد تغـيير نظرة المجتمع نحو الكفيف بكونه اتكالي ؛ سلبي ؛ عـالة عـلى نفسه ومحـيطـه؛ وما شابهها من الصفات! وللأسف الكثير لا يعي أن الكفيف فقد البصر وليس البصيرة وقـد يحتاج لترتيبات معيّنة وبرامج مساعدة؛ ليس إلا ! لأن المجتمع العربي بشكل عام بطبيعته مجتمع يتأسس ويتبلور على أحاسيسه ومشاعره ويفتقد التفكير الموضوعي والعقلانية، لذلك فهو يُدخل المشاعر إن كانت شفقة أو رحمة في معاملته مع الكفيف، لأن جـل المكفوفين الذين سمحت لهم الظروف للتعبير عما يخـتـلجهم؛ قـد أجمعـوا على أن العـقبة القصوى تكمن في ثقافة المجتمع. ثـقافة تجهل التعامل تماما مع المكفوفين: فالنظرة المجتمعية للكفيف وعدم الاكتراث بحقوقنا من جانب الأجهزة التنفيذية هو أكثر ما يواجهنا. والأمر يتطلب منا الاعتماد على الذات في الحصول على حقنا والضغـط بكل ما نملك للحصول على أحقيتنا في الاستقلالية (7) وهذا من ضمن السبب والأسباب التي فرضت على الكفيف أن يحقق [ على] ليقـتحم المجال المسرحي؛ لكن ليس بالصورة المرجوة؛ ولا بالانتشار الواسع عبر المناطق والجهات؛ لأن الحلم دائما ينكسر على عتبة التحـديات وثقافة المجتمع الذي يجهل أبسط الحقوق تجاه ذوي الحاجات الخاصة بشكل عام؛ وليس الكفيف وحده ؛ وإن كانت وضعية الكفيف أكثر تعقيدا من حيث التواصل والمشاركة . وبالتالي فانخراط هـذا الأخير في عوالم الإبداع المسرحي ؛ ليس مصدره الأساس مباهاة بل لسد حاجاته ورغباته العملية والنفسية أولا. وللتعبير عـن أفكاره وقضاياه؛ لخلق عالم مركـب متماسك ومتناسب بالنسبة لذاته وفي ذاته؛ لتصوير وتقديم جملة الخبرات في صورة مقنعة؛وبالتالي نجد بأن المحيط المصري؛ يضم بعـضا من المكفوفين الذين انخرطوا وأسسوا فرقا مسرحية كفرقة المفتحين والشروق ؛ أو في بعض الدول العـربية نجد مؤسسة – النور- هي التي تتزعم بادرة الفعل المسرحي؛ لتلامذتها المكفوفين؛ وكذا بعـض الدول الخليجية؛ حتى أنها استطاعت تنظيم مهرجانات للمعاقين؛ وهاته من حسناتها الإنسانية؛ والتي لا يمكن أن نغفلها؛ وإن كان وبكل أسف شـديد، أن العديد من المسرحيين العرب يحضرون التظاهرات المسرحية المنظمة بالخليج؛ ولا أحـد منهم ؛ حاول كتابة سـطر أوتعريف أو مساندة لمسرح المكفوفـين؟ لآن الارتزاق ثم الارتزاق ! لا يترك بوابة للتفكير ولا للمبادرات. حتى أن الذي آمن بالمكفوفين؛ ويؤكد ارتباطه الحـميمي بـهم . فحينما نتعمق في كتابه [ إنما نحن … جوقة العميان ] يفاجأ القارئ بعـبارات عامة؛ عـبارات فيها مزايدات كذلك؛ ولا تفي بالعرض أمام المهتم ولا في حق الكفيف الممارس! ولنتـمعن قـوله:… شاركوا في أداء عرض مسرحي ضمن المنافسات المسرحية التي يقيمها تعليم الرياض (يونيو/ حزيران2010) العـرض المسرحي حـمل عـنوان – مصاعب الحياة – وقدمها طلاب ثانوية الأندلس. أبدع المكفوفون فنيا؛ بينما كثير من المبصرين لا يستطيعون منافستهم في إبداعاتهم…(8) خبر سطحي وعام ؛ ولا يشفي الغـليل ولا يذكي أنه فعلا تربطه علاقة حـب ومودة بالمكـفوفين على الأقل كان بالإمكان ذكر بعض الأسماء المشاركة في العرض؟ ومن صاحـب العمل تأليفا وإخراجا ؟ ونبذة أو مخلصا عن العـمل ؟ وهاته الصورة عامة في الإعلام العربي؛ وعند الباحثين؛ وهذا لـه علائق بالخلفية الذهنية العربية تجاه الكفيف . والآمر ليس وليد اليوم بل منذ بروز جمعيات للمسرح المكفوفين في بداية التسعينيات من القرن الماضي: وحسب معلوماتي كانت في أوائل التسعينات فرقة موسيقية وفرقة مسرحية تضم بعض المكفوفين من أصحاب المواهـب الفنية المسرحية التي نالت إعجاب الجمهور، ثم اختفت رغم وجود هؤلاء الفنانين الذين يتمنون إعادة نشاط الفرقة وتقديم الأعمال التي تبرز قدرة وموهبة الكفيف في المسرح والغناء ويجب على الجهات المختصة عدم تجاهل الفرق الفنية المكونة من المبدعين المكفوفين وإتاحة الفرص لهم لممارسة عملهم الإبداعي الواعي…. ومن غير الإنساني أن نجعـل الكفيف مهملاً في زاوية من المجتمع وكأنه إنسان عديم النفع، إن الجمهور اليمني، جمهور واع ومشجع لكـل عـمل فني جـيد يقدمه فـنان كفـيف أو فنان سليم، وعندنا إمكانيات مسرحية نادرة ولكن أمامها عـقـبات يجـب معالجتها (9) فمعالجة العقبات؛ ترتبط بتفعيل المؤسسات؛ عبر القوانين والضوابط المساهمة في ازدياد الثقة للمكفوف؛ وتدعـيمه لممارسة إبداعه فوق الركح ويستطيع أن يعتلي خشبة المسرح بكل حـرية وتلقائية؛ فرغم العراقيل؛ فالعديد من المكفوفين بإرادتهم حاولوا اقـتحام الركح والاعتلاء عليه للتعبير وممارسة شغبهم وهوايتهم الدفينة؛ ولا سيـما أن المسرح فعل اجتماعي ؛ تشاركي؛ يحقق لممارسيه قدرات خاصة؛ وشعور نفسي معين؛ وبالتالي فالكفيف عـلى المسرح يساهـم في تطوير مهاراته وأدواته والتي بدورها ستساعده على تجسيد الشخصية بأفضل صورة ؛ وكذا تنمية حواسه غير البصرية وتدريبها؛ مما تمكنه من التعرف على الأشياء المحيطة به، وتساعده على الإدراك. ولا يمكن للكفيف أن يعرف الأشياء من حوله كالأسوياء، ولكن قـدرته على الإدراك تتطور وتنموأساسا بعمليات التدريب المستمرة وبالتالي فالـتداريب والمـمارسة .: لم تغـير منظور الممثلين المكفوفين لأنفسهم وزادتهم ثقة في أنفسهم فحـسب، بل أثبت بعـض من هؤلاء المكفوفين بعـد تجربته المسرحية، تحسنه بل تفوقه الدراسي… بل قد تغيرت حتى نظرة عدد من أفراد المجتمع إلى هؤلاء الناس، الذين غالبا ما ينظرالى مصيرهم في الحياة كقراء للقرآن في مداخل الجوامع وعلى المدافن أو متسولين في الأزقة و الشوارع (10)
___________
إحــــالات :
1) سلسلة التراجيديات اليونانية -1- تراجيديا سوفـقـليس: ترجمة عـبد الرحمان بدوي ص 110/111
2) نظرية الدراما الإغريقية لمحمد حمدي إبراهيم ص 182/183 الشركة المصرية العالمية للنشر- لونجمان – ط 1/ 1994
3) نـــفـس الإحـــالـــة ص 255
4) كتاب إنما نحن … جوقة العميان للتركي الدخيل ص30 الناشر مدارك الإبداع / بيروت – ط 2/ 2011
5) اللجـنة المعـنية بحـقـوق الأشخاص ذوي الإعاقة الدورة الحادية عشرة- 30 / مارس – 2014 البند 10 من جدول الأعمال المؤقـت
6) تصريح هشام البوكيلي عـضو المجموعة الوطنية للمكفوفين المعطلين- لشبكة الكفيف العـربي في 14/ 05 / 2007 “ا لمكفوفون المعطلون بالمغرب بين تحديات الإعاقة وسوق الشغـل كتبه: رحمة بوشيوع الجـوهري