تلعب وسائل الإعلام أدوارًا مهمة في إدارة الصراع كونها أحد أدواته الرئيسية مما دفع الدول إلى التحكم في تدفق المعلومات في فترات الحروب، كما مثّلت وسائل الإعلام، وأبرزها الصحافة، مخزونًا تاريخيًا للدارسين للحروب والحقب التاريخية والصحفية المختلفة، من هنا سعى دارسو صحافة الحروب إلى تتبع وتحليل الخطاب الإعلامي الذي قدمته صحف العالم للكشف عن الأطر التي تم وضع الحرب فيها، والقوى المؤثرة التي أسهم الخطاب الصحفي في تصويرها وإبراز أدوارها، والمرجعيات التي استند عليها، وذلك في حقب زمنية مختلفة وحول حروب وصراعات كثيرة. وفي هذا الكتاب يتم تحليل الخطاب الصحفي لجريدة عُمان حول حرب ظفار (9 يونيو 1965-1 ديسمبر 1975م) التي دارت في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية حيت تقع سلطنة عُمان، هذه الحرب التيتنبأت بها السلطات البريطانية نتيجة لما لاحظته من تدهور الوضع على كافة الأصعدة في عُمان. وتجدر الإشارة إلى إنالإعلام العماني تأخر في اللحاق بهذه الحرب إلا في سنواتها الخمس الأخيرة؛ وذلك لخلو الساحة العُمانية من وسائل الإعلام الجماهيرية بكافة أنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية في الفترة التي سبقت عام 1970م، رغم إشارة بعض الباحثين إلى وجود مظاهر إعلامية في المجالين الإذاعي والصحفي إلا أنها ظلت في حدود ضيقة جدا.