يقول الشاعر والإعلامي غازي الذيبة في تقديم الكتاب :
مقالات باسل ، في هذا الكتاب ، أي قصصه ، لا تراوح بين منطقة أسلوبية أو أخرى .
إنه يجترح ملامح أسلوبيته بذاته ، يقدمها وفق مسار يحتكم إلى لغة رشيقة ، متهادية ، تنساب بين اليدين بتهذيب ، جارحة إلى حد أنها تحلم بالحرية ذات النصل الحاد ، فتكتبها دون مبالاة بما سيتطلبه ذلك من أثمان .
ومن دون أي التباس خلع على بطل قصصه المتخيل ، أو مقالاته – كما يحلو له تسميتها – اسم ( فرج ) ؛ و فرج هذا لا يتوقف عن السؤال ، ولا يمر يوم من دون أن يتعرض للظلم ، ظلم مؤسسات تسمي نفسها شعوبا ومجتمعات ، وقلما نجده خارج القضبان حتى في احلامه . ثمة سجن يحفظه من التطاول على تخيل الحرية . لكن فرج لا يتوقف عن ذمار القبيلة الا ليخرج على تعاليمها غير آبه بتشريعاتها البالية وقوانينها التي تنصف الفاسدين واللصوص والمستبدين والقتلة فقط ، ولا تنصفه .
ما يكتبه باسل ليس ترفا ، ولا نصا يمارس عبره الاختلاء بنفسه ، ثم الظهور على سطح شاشة لامعة ليقدم لنا ذاته كاتبا ساخرا كما فعل بعضهم . على العكس ، يكتب وفي ذهنه أن ما يكتبه لن يؤخر في قدوم ما يحلم به كثيرا ، فهو بارع في الانتظار والصبر ، طويل النفس ، نلمح ذلك في دقته العجيبة حين نقف أمام جملته المحكمة وكلماته التي إن أزيل حرف منها تباين المعنى وتغير .
إنه يكتب الممنوع ، والمسكوت عنه ، والصمت المدوي .
تقع المجموعة القصصية في 200 صفحة من القطع المتوسط .