الشامسي… عمق في المعرفة والوجود لتحديث الفن

خاص- ثقافات

*محمد وليد الحاجم

سمر الشامسي فنانة تشكيلية، درست وتخصصت في الهندسة المعمارية والفنون الجميلة ونالت درجة الدكتوراه، تركت بصمة في العالمية خلال مدة وجيزة، وبدأ يتردد اسمها من خلال معارضها التي جالت بها العالم، لتحصد العديد من الجوائز والألقاب خلال مسيرتها الفنية بدافع الشغف والرغبة والقدرة على توظيف الخيال في آن واحد، لتكتشف الكثير في رحلتها في اللوحة واللون والغوص في بحارها حيث اللؤلؤ والمرجان، وإستباط مفهوم جديد طرأ على الفن التشكيلي وإبتكار علاقة و لغة لونية جديدة بين الشكل والمضمون فأعمالها كثيرة ومتنوعة جزء كبير منها مقتناة في العالم.
بدأت الفنانة العالمية د.سمر الشامسي مشوارها مع اللوحة في سن مبكر، فإمتلكت ملامح مشروع فني لا تحيد عنه، يتمثل في بحثها عن جمالية خاصة تنبع من رحم الطبيعة والمعاناة في هذا العالم، بالإطلالة داخل ذاتها، بكل مسيرتها وتوجهاتها ليدخل بحثها في علاقة جدلية مستمرة مع الطبيعة والواقع الاجتماعي بخلفيته الإنسانية والجمالية.

وهنا نذكر إن تجربتها التي اتخذت موضعها في المصاف العالمي، تميزت بالعمق والتجريب والبحث الجاد عن خلق لوحة مختلفة تحاكي ذلك المدهش في حياتنا الإنسانية… فقد خلقت رؤى تأملية في التشكيل انعكست روح في أعمالها، ففي رؤى الفنانة الكثير من التنوع والغنى مما أعطى مشروعها الفني الثراء والتجدد والعمق معا…كان لبحثها البصري والفكري عمق في المعرفة والوجود وفي تحديث الفن لكي يحاكي بيئة متجددة دون أن تنقطع عن ماض فلسفي وقيمي يحول الأشياء بكل تفاصيلها الصغيرة إلى قيم فنية إنسانية نبيلة…!
فسجلت ريشتها العالمية بصمة فريدة على الساحة الفنية التشكيلية من خلال أعمالها المتوافقة شكلاً ومضموناً، لوناً ورسماً، في الطبيعة والعمارة والإنسان، لتتفرد في هذا السياق، لوحاتهِا التي يُضمنها حالة تعبيرية عميقة، وقدرة لافتة علي التقاط الملامح والشبه، وعلي التعامل مع الألوان، حيثُ تبني معمار اللوحة بلمسة لونية رهيفة وشفيفة وفائقة الانسجام، موضوعة في مكانها الصحيح، وبالدرجة الصحيحة، ما ينم عن الموهبة الأصلية والحقيقية التي تمتلكها، والخبرة الكبيرة والعميقة التي أوت إلي أناملها، بفعل الدراسة الأكاديمية، والبحث الدؤوب المجتهد والمتواصل، على ممارسة الفن الذي أصبح جزءاً من حياتهِا اليومية.
وضعت “الفنانة سمر” المشاهد أمام فن حديث يستعيد جمالية الفنون التشكيلية، يطل من خلالها على مناخات من شأنها أن تعيد أنتاج الفضاء المسكون بالترقب والإنتظار وقوفاً وسعياً وانتقالاً بحثاً عن أسباب الحياة وتركت لنفسها للتعبير عن أحلامها التي تتمتع بصفاء في أستخدام اللون الآحادي أو المندمج، بمزايا أصيلة لتبوح بأسرار الأزمنة الغابرة التي تخرجها عن صمتها.
لتعلن ان الفن التشكيلي ضرورة ملحة من ضرورات النفس الانسانية في حوارها الشاق مع الكون المحيط به، وليس الفن لهواً او مجرد ترف مهما يكون هذا الترف رفيعاً، فأبدعت في انتقاء عناصر الموضوع الإنساني.

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *