الشعر أَم الرواية

خاص- ثقافات

*سعيد الشيخ

1
بهاء أم هباء هو هذا الشعر؟ حيرة يكتبها الحلم، أم أنين كينونة تريد أن تتجسّد بالحواس الخمسة؟

2
ينفضُّ الناس عن الشعر، أعطبٌ في عقل الشاعر يتسرّب الى القصيدة، أم ان الروائي يطرّز للناس ذاكرة مشتهاة؟ يهدرها الشاعر بخيالات النرجس.

3
هل قالت الرواية كل شيء؟ قشّرت الحياة كبرتقالة، فأحس المتلقي بالجوهر البرتقالي، وجرعه.
فيما ظل الشعر كفراشات جنينية لا تغادر شرنقاتها، فشعر المتلقي بالسأم واليأس، وابتعد.

4
على المصطبة سؤال مطروح: هل فطرة الرواية هي الأكثر حميمية من الشعر، أم ان الروائي يمتلك من الوعي والمعرفة ما يجعل روايته طيّعة على الإدراك.
فيما الشعر صَنْعَة لم يصل الشاعر إلى معرفتها، فظل رهين الخيال والتجارب الموءودة عدا عن اقتتال الشعراء فيما بينهم على شكل القصيدة.

5
في مرايا السؤال: لدينا ما لا يحصى من الشعراء ولكن الشعر يظل قليلا. دور النشر تصد الأبواب بوجهه دونه مشرّعة للرواية.
لكن الحيرة الواقفة على ارض صلبة، هي أن الشاعر يظل أكثر نجومية والتماعا في الحياة الثقافية.

6
كثير من الشعراء اليوم يكتبون الرواية، وقليل من الرواة اليوم يكتبون القصيدة.
الرواة بدراية يمررون لغة الشعر في قلب الرواية. وما من نقصان في عناصرها حيث تمضي الى مقاصدها بنكهة الشعر.
انهم لا يقيمون حدودا بين الرواية والشعر، أنها جرأة إبداعية لا يستطيع الشعراء اقتحامها خشية اتهام نصوصهم بالنثرية الخالصة الخالية من الشعر.

7
مشكلة القصيدة أنها تتأرجح كثيرا على أيدي الشعراء حتى تدوخ وتسقط. وتاريخ من الكيد بين الشعراء لم يخدم القصيدة.

8
هل كانت معركةً، نشهد اليوم نتائجها بانتصار الرواية على القصيدة؟
ألم تكن القصيدة في يوم من الأيام في التاريخ الإبداعي صاحبة سطوة وحظوة، خاصة أثناء الحروب والثورات حيث تدلّت منها عبرة وحكمة، كان لهما التأثير في تقدم حياة الشعوب وبالتالي نقلتا الشعراء إلى دنيا الخلود.

9
الخلل ليس في القصيدة، هو كامن في الشعراء حينما فتنتهم النرجسية، هؤلاء الذين فقدوا وظيفتهم وعضويتهم من كيان الشعر، هذا الصرح الواسع للحياة.

10
خلاصة القول: إن البشرية اليوم تبحث عن نفسها في الرواية بعدما تاهت في القصيدة. وفي الرواية من الشعر ما يحقق الإشباع بالإبداع!

شاهد أيضاً

الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر

(ثقافات)  الكاتب والكِتابة وأثر فيرتر مصطفى الحمداوي يقول أومبرتو إيكو بإصرار لافت للانتباه: “لطالما افترضتُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *