نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً للكاتب كريم شاهين، حول مكتبة مسجد القرويين، أو “خزانة القرويين”، في البلدة القديمة من مدينة فاس، التي يعتقد أنها أقدم مكتبة في العالم، والتي ستفتح أبوابها قريبا..
ويقول شاهين إن “المكتبة المرممة تحتوي على نظام قنوات تحت الأرض؛ لتصريف المياه العادمة، كي لا تتسبب بالرطوبة وتهدد المخطوطات، وهي تضم مختبراً لمعالجة المخطوطات وحفظها، وتخزين تلك النصوص القديمة بصيغة رقمية أيضاً. وتحتوي الأجهزة على ماسحات رقمية تستطيع تمييز الثقوب الموجودة في الأوراق القديمة. ويلفت التقرير إلى أن ترميم المكتبة يأتي في وقت يقوم فيه المتطرفون بتدمير تراث المنطقة من سوريا إلى العراق…
وأسست مكتبة القرويين، امرأة. ففي القرن التاسع الميلادي، وصلت فاطمة الفهري، وهي ابنة تاجر تونسي من القيروان إلى فاس، وبدأت بتأسيس مجمع يتضمن مكتبة، ومسجد القرويين وجامعة القرويين، وهي أقدم مؤسسة تعليم عليا في العالم، ومن خريجيها الفيلسوف موسى بن ميمون، والمؤرخ ابن خلدون، والدبلوماسي الأندلسي ليو أفريكانوس.
وتنوه “الغارديان” بأن ترميم المكتبة يعيد الذكريات إلى عزيزة شاوني، التي جاء جدها الأكبر إلى فاس مسافراً على بغل من قريته؛ ليدرس في جامعة القرويين في القرن التاسع عشر، وتقول: “كانت المكتبة أحد بيوته .. إن لها هالة خاصة”، مشيرة إلى أن شاوني، التي نشأت في فاس، كانت تزور دكان عمها في معمله لصناعة النحاس، على مسافة قصيرة من المكتبة…
وكان من المفترض إعادة فتح المكتبة خلال صيف 2016، ثم في شهر أيلول/ سبتمبر، ولم يتم تحديد التاريخ، لكن يبدو أن المهندسين متأكدون بأن ذلك سيحصل قبل العام 2017. وكان الملك محمد السادس تفقد العمل في حزيران/يونيو، ويتوقع أن يقوم بافتتاح المكتبة عندما تنتهي أعمال الترميم.
ثقافات موقع عربي لنشر الآداب والفنون والفكر يهتم بالتوجه نحو ثقافة إيجابية تنويرية جديدة ..!
