باريس- في السادس عشر من الشهر الجاري (الأربعاء الماضي)، اعتُقلت الروائية والقاصة والصحافية آصلي أردوغان، أحد أهم الأصوات في الأدب التركي الراهن، فأثار خبر احتجازها الرأي العام التركي ودور نشر كثيرة في العالم، وطالب الكتاب والمثقفون بالإفراج عنها، هي التي تعمل في هيئة تحرير جريدة «أوزجوز – جونديم» التي أقفلت بتهمة الدفاع عن حزب العمال الكردستاني الذي تراه الحكومة التركية الحالية حزباً إرهابياً. وآصلي، لا تجمعها صلة قرابة مع الرئيس رجب طيب أردوغان، كما قد يتوهم بعضهم من اسم عائلتها.
وكانت دار «أكت سود» الفرنسية التي تولت ترجمة أعمالها إلى الفرنسية، من ضمن الدور العالمية التي استنكرت هذا الاعتقال التعسفي بحجة اتهام غير دقيق. وتساءلت عن أسباب اعتقال الأصوات المهمة أدبياً في تركيا.
تعيش آصلي أردوغان، المولودة عام 1967، في اسطنبول، وكانت دخلت إلى عالم الأدب من باب الفيزياء، هي التي عملت في المركز الأوروبي للأبحاث النووية، في جنيف. وعملت آصلي في الصحافة الإستقصائية وكشفت عن الإعدامات الميدانية التي تحصل بحق الأكراد في شرق تركيا، ونالت جوائز عدة، وترجمت أعمالها إلى لغات عالمية، منها الفرنسية والألمانية والإيطالية والسويدية والنرويجية والعربية… وظلّت تُعتبر، مع أورهان باموك وياشار كمال واليف شافاق، من الوجوه المضيئة في الأدب التركي الحديث. وقد أعد عنها عثمان أوكان فيلماً وثائقياً عرضته محطة آرتي أخيراً في مناسبة سجنها.