جابر عصفور: ميسون صقر سعت لجعل روايتها ما بعد حداثية

*بلال رمضان

رأى الناقد المصري  جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، أن الكاتبة الإماراتية ميسون صقر، سعت لجعل روايتها «في فمي لؤلؤة» الصادرة عن الدار المصرية اللبناية للنشر، في القاهرة، أن تدخل مرحلة ما بعد الحداثة، على الرغم من وجود الدلائل التي تجعلها مؤهلة إلى ذلك، إلا أن تحديد ذلك كان صعباً، فمشكلة الرواية برأيي أنها تسعى إلى الدخول في كل شيء، ما جعلها تصنع العديد من المتاهات، فأدى برأيي إلى وجود شرخ وعدم الانسجام بين القول وعدم القول، فهى رواية تلبس قشرة ما بعد الحداثة ولكن الروح غير حداثية.

جاء ذلك خلال الأمسية التي نظمتها الدار المصرية للنشر، في القاهرة، بالأمس، الثلاثاء، لحفل توقيع ومناقشة رواية «في فمي لؤلؤة» والصادرة عن الدار نفسها، وناقش الرواية كل من الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، والكاتب طارق إمام، وأدار الندوة الناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار.

وأضاف «عصفور» إن أول ما لفت انتباهي «في فمي لؤلؤة»، ما جعله سؤالاً يدور في ذهني على مدار قراءة الرواية، حتى وجدت الإجابة 439، وهو وضع اللؤلؤة في الفم حتى لا ينزلق الكثير من الكلام، ما يعني أننا أمام ثنائية ما يريد القائل أن يقوله، وما لا يستطيع أن يقوله.

fi-fami-lolo (2)

وتابع «عصفور»: الرواية من بدايتها تدور حول البطلة «شمسة»، وهى شخصية مضطربة نفسياً، وتعالج نفسياً، وتريد في الوقت نفسها ما يسمى بالحضور في الوجود، وعلى هذا الأساس تنطلق في رحلة اكتشاف لكي تحقق وجودها، مضيفاً: ولهذا فهى تصنع لنفسها مجموعة من الشخصيات الخيالية، ولكنها موجودة بداخل كل شخصية من هذه الشخصيات الخيالية، لافتاً إلى أنها ليست المرة الأولى التي يجد فيها شخصية «شمسة» في أعمال ميسون صقر، حيث رأى أن «شمسة» هى القناع الحقيقي لشخصية الكاتبة ميسون.

وأشار «عصفور» إلى أن كلمة «متاهة» هى أهم كلمة في الرواية، الأمر الذي دفعه إلى تتبعها في الرواية، حتى اكتشف أن بناء الرواية نفسها هو في الأساس «متاهة»، فنحن إزاء ثنائية بين الخيال والواقع، بين المباح واللامباح، المنطوق والمسكوت عنه، والقامع والمقموع.

fi-fami-lolo (1)

أما شاكر عبد الحميد، فقدم رؤيته للرواية بداية من دلالة العنوان والغلاف، حيث رأى أنها تتناول مرحلة مهمة في تاريخ الخليج العربي، وتحديداً دولة الإمارات العربية المتحدة، وهى مرحلة بينينة، رصدت من خلالها ميسون صقر حياة الناس على اختلاف طبقاتهم، في محاولة لاكتشاف أوجاعهم الممتدد منذ 200 عام وحتى الآن.

وقال الكاتب طارق إمام، إنني ما أن قرأت الرواية حتى تذكرت صندوق بندورا، والذي يتشابه هنا في الرواية مع السحارة التي أغلقتها الجدة حتى لا تفتح مرة أخرى.

fi-fami-lolo (4)

ورأى طارق إمام أن هذه الرواية هى رحلة معرفية، تشبه عقد اللؤلؤ، المكون من مجموعة من حبات اللؤلؤ، تماماً كالرواية المكونة من محكيات صغيرة، تتضفر من أجل محكية أكبر، وكل حكاية صغيرة مرتبطة بالأخرى.

وأشار طارق إمام إلى أن أغلب شخصيات الرواية تواجه مصيرها منذ اللحظة الأولى لدخولها في الحكاية، فنجد كل شخصية في مواجهة مصيرها المرهون لها.

أما ميسون صقر، فقالت في نهاية الندوة إن الرواية استغرقت سبع سنوات من البحث، وربما يكون هذا السبب – من وجهة نظرها – الذي جعلها مليئة بالتفاصيل العديدة والمتاهات لكي تحقق وجهة نظرها وفقاً للرأي والرأي الآخر في كل شيء.

وأشارت  إلى أن دلالة عنوان الرواية مرتبطة بالمثل العربي القائل «في فمي ماء» حول الحكاية التي تقال، فاللؤلؤة التي تستدير في الفم تعرف الحكاية ولكنها لا تقال، وختمت ميسون صقر حديثها قائلة: في النهاية أنا شاعرة، وكتابة الرواية هى تجربة أمل أن أكون قد وفقت فيها.
_____
*وكالة أنباء الشعر

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *