الروائية الفلسطينية سحر خليفة: القلم النسوي مسؤولية حسّاسة

خاص- ثقافات

*إعداد وحوار: نيرمينة الرفاعي

سحر خليفة، الحائزة على جائزة البيرتو مورافيا للأدب المترجم للإيطالية، وجائزة ثيرفانتس للأدب المترجم للإسبانية، والجائزة الفرنسية Prix des Lectures da Var .

في رصيدها الغنّي، أيضًا، جائزة نجيب محفوظ ومحمد زفزاف وجائزة دبي الثقافية، كما رفضت جائزة سيمون دي بوفوار لأسباب وطنية، وكرّمتها وزارة الثقافة الفلسطينية وجامعات بيرزيت وبيت لحم والنجاح على مجمل أعمالها الأدبية.

تقول خليفة في رواية  ( ميراث): “أتكون العيلة مقبرتي؟ أيكون هذا ثمن الميراث؟ وعدتُ أدوّن في أوراقي أنَّ الأفراد في عائلتي مجرّد زردات مفروطة في سلسلة أصدأها القهر”..

بهذه الجملة تستمر الروائية الفلسطينية المولودة في نابلس عام 1941 في الثورة ضد كلّ ما هو ظالم ومجحف بحقّ الإنسان والمرأة، وترفعُ فكرها وقلمها سلاحًا في وجه الاحتلال بكل معانيه، وتجعلُ من رواياتها شهادات حيّة للواقع بكلّ صعوباته وأزماته.

وتقول “سحاب”، بطلة رواية “باب الساحة”:”أنا لست الأم ولست الأرض ولست الرمز،أنا إنسانة،آكل أشرب أحلم أخطئ أضيع أموج وأتعذب وأناجي الريح. أنا لست الرمز، أنا المرأة”، الرواية التي صدرت عام 1990 تؤكد على استمرار ثورة خليفة ضد كلّ ظلم كما فعلت منذ عام 1974 حين بدأت تثير الجدل برواية “لم نعد جواري لكم”.

خليفة، الحاصلة على شهادتها الجامعية من جامعة بيرزيت تخصص أدب إنجليزي، وعلى الدكتوراه من جامعة “آيوا” الأمريكية، عُرفت بجرأتها في ملامسة قضايا المرأة بشكل خاص، ولم تكتفِ بالكتابة عن المرأة بل نجحت بمهارة في سرد تفاصيل حياة الفلسطينين تحت وطأة الاحتلال وكتبت عن أحداث تاريخية مفصلية في تاريخ البلاد منذ إضراب 1936 وما تلى ذلك من مظاهرات ومقاومة استمرت حتى استشهاد عبد القادر الحسيني وحتى يومنا هذا.

الروائية المجبولة بالتراب والممتزجة مع هموم المرأة والرصاص والثورة على الجهل والفقر والاحتلال، القادرة بشكل استثنائي على بثّ الروح في كلّ الأشياء من حولها، فنراها في رواية “مذكرات امرأة غير واقعية” تصرخ مدافعةً عن تفاحة عفاف وتقول:”أنا آكل التفاحة؟ كيف آكل التفاحة؟ هذي تفاحة غير شكل”! وتترك عفاف تتحدث مطوّلًا مع قطتها عنبر التي تصفها بأنَّها أيضًا قطّة “غير شكل”، ثم تصرخ مجددًا على لسان شخصياتها المقاومة للاستعمار البريطاني في رواية “حبّي الأول” وتقول:”نحن بحاجة للسلاح، أعطونا السلاح نخلص منهم، كلّ ما أطلبه هو السلاح”.
77

( ثقافات ) التقت بالروائية الفلسطينية، وأجرت معها هذا الحوار:

س1. تساءلتِ كثيرًا عن قضية “لماذا نكتب؟ “، هل اكتشفتِ بعد ما يزيد عن أربعين عامًا في الكتابة لمَ تكتبين؟

منذ الصغر مارستُ نظرتي النقدية والتحليلية اتجاه القضايا باختلافها، وعلى الرغم من زواجي التقليدي المبكّر والبيئة المحافظة التي ترعرعت فيها فإنني لجأت إلى الرسم كأول الطرق للتعبير عن نظرتي اتجاه العالم. شجعّني أيامها الرسّام اسماعيل شموّط وبدأت برسم لوحات أعطيها الأسماء، كلوحة “خلف الجدران” ولوحة “المتمردة”.

في نكسة عام 1967، أتى الاحتلال ليفجّر في نفسي كلّ ما كان كامنًا لسنوات. رأيت الجنود الصهاينة فوق رأسي، ورأيت أهل بلادي ما بين لاجئ ومشرّد وقابع في الخيام، رأيت بأمّ عيني النواقص التربوية والأخلاقية والدينية في مجتمعي وفوجئت كم نحن مهزوزون ومنهزمون أمام الأمم والمجتمعات، عشنا أكبر كارثة سياسية وعسكرية واجتماعية كان من الممكن تخيّلها.

ومع أنَّ الشعر في تلك الأيام كانَ هو المتصدّر للواجهات الثقافية، كانت أيام محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زيّاد وفدوى طوقان، إلّا أنني شعرت أن مرحلة الكوارث والاهتزازات العظمى تحتاج إلى الرواية كي تستوعب هذا الكمّ الكبير من التجارب الإنسانية. وهكذا وجدت نفسي أكتب أوّل الروايات.

س2. كيف كنتِ تكتبين فيما مضى؟ وكيف تكتبين الآن؟

بدأتُ أعكسُ ما أرى وأكتب عمّا أشعر وبمَ أفكّر. وككلّ روائي بدأت لغتي تتطور وتنتقلُ إلى مرحلة الاحتراف. الكتابة حرفة مثلها مثل النجارة والحدادة، هي تحتاج إلى تطويع أدوات اللغة وتركيز الأفكار ودمج المخيّلة بالواقع. هكذا يكتسبُ الخيال مصداقيته ويقترب من القارئ.

كما أنني في كلّ كتاباتي أعتمدُ على البحث والدراسة والمسح الميداني، أحتّك بالناسُ وأعايش مشاكلهم على الرغم من أنَّ ذلك سبب لي مشاكل كثيرة على مدى السنين، فمثًلًا حين أعددت الريبورتاج الذي سبق رواية “الصبّار”، وكنتُ أتناولُ فيه قضية العمالة الفلسطينية في مصانع إسرائيل، وقمتُ حينها بمقابلة العديد من النقابيين والسياسيين والصحفيين وأرباب العمل وأصحاب المتاجر.

أثار الريبورتاج ضجّة إعلامية واجتماعية كبيرة تعرضت على إثره لانتقادات كثيرة، بل واتهامات، ومع ذلك فقد نشرتُ “الصبّار” وكانت روايتي التي رسّخت حضوري ككاتبة في القضايا الجادّة والحسّاسة.

كما أنَّ دراسة علم الاجتماع وعلم النفس مهمّان جدًّا لدى كلّ روائي، فالعلوم الإنسانية تعلّم كيف ينظر الروائي إلى المشاكل الفردية ويساعده على ربطها بالمنظومة الاجتماعية، وتساعده على الكتابة “من الداخل للداخل”، أي “من القلب للقلب”.

88

س3.تقيمين دائمًا علاقات مكانية مميزة وعلى مستويات متعددة تستطيع نقل عين القارئ من مكان إلى مكان بدقّة وسهولة، وتميلين أحيانًا إلى صبغ جمال الطبيعة والمكان على الشخص؛ مثلا، في روايتك “حبّي الأوّل” تصفُ بطلتك “نضال” عيون “ربيع” فتقول:”أنظر في عينيه الخضراوين وأرى حقول القمح والبابونج، رائحة الزعتر والطيون، عطر المريمية والريحان”..

هل تعتقدين أنَّ المكان يفرض سطوته على ساكنيه؟ وكيفَ يحافظُ أحفاد “ربيع” على رائحة الحقول في عيونهم بعد أن اضطر كثير منهم إلى اللجوء والاغتراب بعد النكبة والنكسبة؟

من الناحية الشعاراتية قد يكون الجواب المفترض هو أنَّ الأحفاد سيحافظون على رائحة ترابهم على الرغم من اللجوء والغربة، إلّا أنَّ الواقع يقولُ إنَّ هذا الجيل فقد تماسه المباشر مع وطن أجداده، فقد اللمسة والرائحة رغمًا عنه. إلّا أن الفلسطيني مسكون بفطرته بهاجس المكان والوطن،  هو مهددٌ دومًا بفقدان أرضه وجذوره، فنجده يبنى في مخيّلته صورة مفترضة للوطن، خاصّة إن عاش في بلاد اللجوء في ظروف المخيّمات وصعوباتها، فنجده يتمسكُ بصورة ذهنية لما يمكن أن نطلق عليه اسم “الفردوس المفقود”.

قد لا يكون الواقع مطابقًا للجنّه المفترضة، كما حصل مع مريد البرغوثي حين وصف الفجوة بين الخيال والواقع في رواية “رأيت رام الله”.. إلّا أننا لا نستطيع إنكار أهمية هذا الخيال وقدرته على ربط الفلسطيني بوطنه حتى لو لم يره.

س4. “نضال” هو اسم شخصيتك النسائية في “حبّي الأول”، هل إسقاطات الاسم الذكوري على الشخصية الانثوية تشير إلى رغبتك بإيصال رسالة المساواة في النضال والمقاومة بين الرجل والمرأة الفلسطينيين؟ ولمَ لم تلجأي مثلًا إلى تسمية شخصية “ربيع” باسم انثوي؟

 لم أكن أقصد الترميز بل كنتُ أستخدم الأسماء التي تعكسُ مزاجات البيئة، فقد كانَ الشعب أيامها تحت تأثير الاحتلال ومعاركه وانتشرت أسماء “نضال” و”جهاد” و”فلسطين” و”بيسان” وما شابه ذلك من أسماء مرتبطة بفكرة الوطن والدفاع عنه. وهكذا كانت شخصياتي تعبّر عن الزمان الذي خُلقت به.

استرجاع الزمان مهم جدًّا عند الكتابة، فمن غير المعقول أن أكتب عن زمن مضى وأستخدم أسماء عصرية لم تكن متداولة حينها، كما أنَّه من غير المنطقي أن أكتب عن شخصية فتاة عشرينية بمنطق امرأة خمسينية، لكلّ زمان ما يلائمه وعلى الكاتب أن يندمج في شخصياته وطباعها وما تحمله معها من ظروف زمانية ومكانية محدّدة.

س5. في رواية “حبّي الأول” تصفين بريطانيا بقولك:”بريطانيا الصديقة اللدودة المستعمرة الودودة”، هل تعتقدين أنَّ ترجمة أعمالك إلى اللغات الأخرى،-ومنها اللغة الانجليزية-، ساهمت في إيصال التاريخ بصورته الحقيقية إلى الغرب؟ وما مدى تقبّل ومعيار المصداقية التي يمنحها “الصديق اللدود” للأحداث التاريخية المترجمة التي لا تصبّ في مصلحة صورته الحضارية الحالية ذات الغلاف اللامع؟

في الحقيقة حظيت الكتبُ المترجمة بالكثير من الاهتمام الغربي وخاصّة في أوروبا، كانَ التعاطفُ واضحًا مع قضية الشعب الفلسطيني وكانَ بالإمكان التفريق بوضوح بين الظالم والمظلوم في القضيّة، ولكن في السنين الأخيرة ومع بزوغ مصطلح الإرهاب وطغيانه على الساحة الدولية وأحداث الربيع العربي فقد تغيّرت وتشوشت النظرة الغربية – نسبيا – نحو مفهوم الشعب والمحتّل واختلط الحابل بالنابل. أعتقدُ أنَّ المواطن الغربي الآن يقرأ قضية الشعب الفلسطيني بنظرة مختلفة عمّا قبل.

11
س6. في رواية “الميراث” نرى الإهداء على الصفحات الأولى:”إلى الحفيدة الصغيرة سحر الديسي، عساها تكتشف الميراث”..

هل يكفي اكتشاف الميراث لدى الفرد العربي ليستطيع فرز الصحيح عن الخطأ؟ ما الخطوة الصحيحة التالية للاكتشاف برأيك؟

الميراث بكل ما يحمله من تبعات هو ركنٌ أساسي في تطوير شخصية الفرد وكيانه، نعم أنا أدعو للتغير، ولكن لا يُفترض أن تُنتزع الشخصية من جذورها. نحن لم نأتِ من فراغ، نحن خلاصة التجارب وتراكم الخبرات والمعارف التي نحاول أن ننقلها جيلًا بعد جيل. على المواطن العربي أن يصطدم بواقعه وأن يتحسس المشاكل في مجتمعه وبناء عليه أن يغيّر حياته للأفضل.

في السابق كانَ الخطاب يساريًا لدرجة بعيدة، وكانت شعارات التغيير التي نرفعها كمثقفين موجّهة لمجتمع بسيط متدين أغلبه غير متعلم، أمّا في المغرب مثلًا فقد كانوا سبّاقين إلى فرز كليّات ومعاهد فقهية تتكلم بمنظور إسلاميّ تقدّمي، فكانَ خطابهم أكثر جاذبية وتأثيرًا من الناحية العملية. أمّا الشعارات الرومانسية التي وجهناها لمجتمع غارق في تدهوره فقد كانَت دون تأثير فعلّي.

66

س7. تطرّقتِ في رواية “عبّاد الشمس” إلى الفجوة بين الحركات النسوية الواعية وبين القاعدة الشعبية للنساء المضطهدات المسحوقات اجتماعيًا كما اقتصاديًا. هل ما زالت الفجوة موجودة كما في السابق؟

الفجوة موجودة دون شكّ، النساء يفتقدن إلى الثقة بالتنظيمات النسوية كما أنَّ النسويات يخاطبن بلغة غير مفهومة للكثيرات. الكلام النظري أثبت فشله. نحنُ بحاجة إلى احتكاك فعليّ بالشارع واكتساب الثقة والصلاحية لتحقيق المطلوب. لن أنسى يومًا إحدى محاضراتي في أمريكا حين ازدحمت القاعة بالنساء المشعثات والحوامل والأطفال النزقين، فحتّى في المجتمعات الغريبة يحملُ المواطن العربي موروثه من العقد والمشاكل. كانَ عليّ حينها أن أفكّ عقدة الفراشة الرسمية من حول عنقي وأخلع جاكيتي وأندمج معهنّ في حوار تختلط فيه القصص بالتنهدّات والصرخات الفردية والجماعية.

القلم النسوي تحديدًا مسؤولية حسّاسة، إذ أن دعوة الفتاة الساذجة غير المؤهلة لمواجهة الحياة قد تنجرّ عليها بعواقب جسيمة من الممكن أن تودي بحياتها. القلم سلطةٌ أيضًا وعلى من يمسك بالقلم أن يتعامل مع الفروقات الاجتماعية وهو واعٍ لذلك.

55

س8. في كتاب “صورة وأيقونة وعهد قديم” تتحدثين عن قصّة حبّ بين “ابراهيم” المسلم و”مريم” المسيحية، هل صعوبة تجاوز الاختلافات الدينية بين العرب بصعوبة قصّة هذا الحب؟ وهل تعتقدين أنَّ الأرض قادرة على جمع ما فرقتّه السماء؟

لكلّ مرحلة زمنية أوضاعها وظروفها، فمثلًا في بيئة بيرزيت في الخمسينات والستينات بل وحتى في الثمانينات كانت الزيجات بين الأديان المختلفة موجودة وبكثرة، وكذلك الأمر في لبنان، في بيروت تحديدًا. كانت الفكرة القوّمية هي الطاغية آنذاك. أمّا بعد حرب العراق وظهور فكرة الدولة الدينية بدأت الانقسامات تزداد وقلّت ظاهرة الزواج المختلط بين الأديان. قبل التسعينات لم نكن نسمع حتى بكلمة “سنّي-شيعي”، لم يكن للاختلاف الديني آثاره وكانت قصص الحبّ آنذاك أنجح.

22

س9. في “مذكرات امرأة غير واقعية” تحدثت عن “عفاف” التي اعتادت على “ركوب السيارات وتجاوز المشاة بالعجلات”، ووصفت طريقها بأنَّ له “رائحة الصداع والقار”.. كيف تصفينَ طريق المرأة العربية الآن في يومنا هذا نحو حريّتها المنشودة؟

أعداد النساء المتعلّمات في يومنا تتزايد، كما أنَّ دورها في القيادات والمناصب يتّسع أيضًا، إلّا أنَّ جماهير النساء تراجعت بشكل ملحوظ. أي أنَّ هناك نساء متعلمات ولكن دون تثقيف وتوعية كافية لتفعيل دورها بحيث تصبح مؤهلة للقيام بتغيير حقيقي، بل إن وجودها في القيادات هو أشبهُ بغلاف اجتماعي لا يتعدّى القشرة.

لا ألوم المرأة إن جبنت في بعض المواقف، فالقوانين ليست في صالحها، والفكر الذكوري ما زال مسيطرًا، وقيام المرأة بالتمرّد على الظلم اتجاهها يجبُ أن يكونَ مدروسا وممنهجًا وبتنظيمات نسائية لها فكر واضح. الدبلوماسية مطلوبة كي لا تفقد المرأة مكانتها، فهي إن أصبحت منبوذة اجتماعيًا مثلًا فهي حينها ليست قادرة على الوصول أو الإيصال.

من المحال أن نتجاوز بضربة ساحر ما ورثناه من أعراف وتقاليد وقوانين ذكورية، المسألة ليست فردية، ولا شكلية، ولا فئوية. هي قصة مجتمع يسعى نحو التغيير.

الطريق أمام المرأة العربية اليوم يتطلبُ الكثير من الخطوات الحذرة، والطريق يبدأ بالتوعية المناسبة في المكان والزمان المناسبين.

س10. في رواية “أرض وسماء” نرى وصفًا لبيروت يقول:”سماء بيروت تتضوع برائحة البحر وزهر البرتقال وكعكٍ بسمسم”.. زرقة السماء المتشابهة بين البلدان لم تمنع أنفك من الإحساس برائحة كلّ مدينة على حدى. ما الحاسّة التي تستكشفين بها أيّ مدينة لأول مرّة؟

أتعاملُ مع البيئة من حولي بعين الرسّام، ألتقطُ التفاصيل وأحاول أن أجعلها مرئية للقارئ، كما لو أنَّه ينظرُ إلى صورة بدلًا من مجرّد وصف وكلمات. تنقلّي بين العديد من المدن منحني أيضًا قدرة على المقارنة فأنا لا أكتفي بوصف زيتونة فلسطينية مثلًا بل أقارنها بالزيتون في مواقع جغرافية أخرى من العالم. كما أنَّ استخدام الحواس جميعها في الكتابة تؤثر في نقل واقعية البيئة إلى مخيّلة القارئ.
44

س11. تستخدمين أحيانًا الكلمات العامّية والأمثال الشعبية خلال حوارات شخصياتك، كيفَ استطاعت الترجمة التغلّب على الفروقات بين اللغات وإيصال الفكرة بشكلها الصحيح، خاصّة وأنَّ أعمالك ترجمت إلى العديد من اللغات كالانجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والعبرية والكورية واليونانية والروسية؟

أنا أستخدمُ العاميّة المفلترة، أي المفهومة قدر الإمكان لكافّة اللهجات العربية، وعند التعامل مع دور النشر العالمية فإنني في البداية أتواصل مع خبرائهم في اللهجات المحليّة. نجلسُ لساعات نتدارس اللغة والحوارات، وتكون النتيجة ترجمة على قدر عالٍ من الاحتراف والدّقة.

33

س12. على الرغم من أنَّ أعمالك أثبتت وجودها على الصعيدين العربي والعالمي، إلّا أنَّ النقد والهجوم من بعض الأطراف كانا نتيجة طبيعية ومتوقعة لكتاباتك التي تمسّ صميم السلطة الذكورية في العالم العربي وتهدّد وجودها الآمر الناهي في المجتمع، كيفَ تعاملتِ مع أولئك الواقفين في وجه تمردّك؟

من خلال تجربتي  تعلمّت أن أهملَ الرجعيين والحاقدين ومرتزقة الأقلام، وأصبحتُ أتعاملُ ببرود مع الأميين سياسيًا واجتماعيًا ومعرفيًا. كنتُ أكثرَ عصبية فيما سبق ولكنَّ العملَ الجادّ في النهاية هو من يثبت نفسه دون حاجة إلى الدفاع عنه، فهو يدافع عن نفسه دون حاجة إلى العصبية.

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *