أمسية حوارية حول “عودة: مذكرات فلسطينية” للدكتورة غادة الكرمي في عمّان




*نيرمينة الرفاعي



خاص ( ثقافات )
عمّان- استضاف معهد سجال للغة والثقافة العربية برعاية حبر، السبت 2/7/2016، جلسة حوارية مع الدكتورة الروائية الفلسطينية غادة الكرمي، حيث ناقشت تفاصيل كتابها الأخير “عودة: مذكرات فلسطينية” والذي نشر باللغة الانجليزية عام 2015.
قدّمت حبر الكتاب في البداية بأن وصفته بالمذكرات الشخصية الحميمة التي تروي فيها الكرمي قصة عودتها إلى فلسطين عام ٢٠٠٥ للعمل كمستشارة في وزارة الإعلام والاتصالات الفلسطينية، وشعورها بالخيبة والإحباط في البحث عن وطن لا يوجد إلا في الذاكرة.
الأمرُ الذي أكدّته الكاتبة بقولها إنَّها كما تناولت في الكتاب جوانب شخصية الفلسطيني وتفاصيل حياته اليومية، التفاصيل التي وصفتها بأنَّها الأقدر على إيصال القضية إلى العالم إن تمَّ توظيفها روائيًا بالشكل الملائم، لأنَّ الرواية،-من وجهة نظرها-، تلامس قلوب الناس على صعيد شخصي مؤثر وحميم وقادر على إحداث تغيير، خاصّة وأنَّها ترى أنَّه خلال السنين العشرة الأخيرة،-أي منذ أحداث الرواية-، لم تتغير الأمور هناك إلّا للأسوأ.
تحت أنوار جبال عمّان التي تطلّ على الباحة المحفوفة بالشجيرات والورد، تكلّمت الطبيبة الروائية المقيمة في لندن عن سبب تسمية الكتاب بعودة، حيث تقولُ إنَّ مصطلح عودة له رمزيته العميقة لدى الفلسطيني على اختلاف ميوله وتوجهاته ورغبته أو قدرته على العودة إلى موطنه أم لا.
بعد كتاب “البحث عن فاطمة” والذي صدر عام 2003 تقدّم لنا الكاتبة أسلوبًا جديدًا لاكتشافات مآلات الثورة الفلسطينية المعاصرة وارتباطها الوثيق بذاكرة النكبة والنكسة والصراعات اليومية.
وكان لمدينة عمّان نصيبها أيضًا في الكتاب، فمن خلال التنقل بين مدينتين، استطاع كتاب “عودة” ربط الأماكن بذاكرة واحدة في قلب واحد يرنو برغبة نحو تشكيل الهوية بمفهومها الأشمل والأدق في ذات الوقت.
وعلى الرغم من عدم وجود مايكروفون خلال الجلسة إلّا أنَّ صوت الكرمي كانَ كافيًا لإيصال جمالية اللغة والسرد والتحليق المستمر خارج المآسي اليومية، وتنقلّت بين القراءة بالانجليزية والمداخلات بالعربية حتى غاصت إلى أعماق قلق الفلسطيني الباحث عن وحدة راسخة تربط ماضيه بمستقبله عبر حاضر مليء بالتذبذبات والنزاعات.
ولا بدَّ لنا من ذكر أنَّ اللغة الانجليزية التي تكتب بها الكرمي ساعدت على تمثيل مأساة الهوية الفلسطينية أمام المجتمع العالمي، الأمر الذي شجعها على الاستمرار بذلك.
د. غادة الكرمي هي حاليًا باحثة في معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر في إنجلترا. من كتبها أيضًا «متزوجة برجل آخر: معضلة إسرائيل في فلسطين».

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *