العربي في الفجيرة … موانئ الأمل


صدر في العاصمة الكويتية العدد الجديد من مجلة العربي التي يرأس تحريرها الدكتور عادل سالم العبد الجادر، وقد تصدرها حديثه الشهري عن عبقرية المتنبي وإعادة كتابة التاريخ، مستهلا بقوله: “بيني وبين المتنبي تاريخ صعب التفسير، فهو الشاعر الفحل والحكيم والفارس والمغرور والمتطلب والواهم في بعض الأحيان…”

وإذا كان التاريخ هو ذاكرة البشرية، فإن إعادة كتابته تستلزم مراجعة أدبيات غير الوثائق الاعتيادية، مثلما أشار رئيس التحرير، وأكد على أنه حان الوقت لنعيد كتابة ذلك التاريخ على ضوء المعطيات الجديدة في الأدب والثقافة والفن والدين ، من أجل معرفة الحقيقة الكلية، فلدينا ما ليس لدى الأولين من وسائل البحث والدراسة والتدقيق.
وبالحديث عن التاريخ والتأريخ، فقد أولت مجلة العربي منذ صدورها اهتماما كبيرا بالمرأة، وهو اهتمام لا يفوِّته البصر والبصيرة ، فحضرت فتاة وأُمًّا وكاتبة وعالمة ومدرسة ومزارعة، بل وجندية تشارك في تحرر أوطانها. كما شغلت معظم أغلفة المجلة منذ صدورها وكأنها توجه رسالة حضور سفيرة لبلادها.
ولم تغب المرأة الأديبة عن صفحات المجلة، مبدعة وناقدة، فعرف قراءة المجلة أسماء لأقلام نساء ولدت شهرتهن معها، وكان متن العربي بمثابة جواز مرورهن إلى مكتبات كل أسرة عربية، والقائمة لا تحصى في حيز يسير.
وفي هذا العدد تجسيد لما استنته، فتلتقي العربي مع الأديبة السورية غادة السمان في باريس وجها لوجه مع عِذاب الركابي، وتتناول دراسات نقدية كتابة الذات في أعمال الروائية الكويتية ليلى العثمان للدكتور إيهاب النجدي، وسيرة الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة للدكتور ميشال جحا، فيما نقرأ لأقلام الأكاديمية الجزائرية فضيلة عبد الكريم عن المعارضات الشعرية، والباحثة اللبنانية د. ريتا عوض عن النظريات الرئيسية في تاريخ الأدب الغربي، والناقدة المصرية رضوى كامل الأسود عن رواية الطلياني لشكري المبخوت، في دراسات تقدم طيفا من الرؤى الثرية لتاريخنا الأدبي، القديم والمعاصر، ثم تختار الكاتبة السورية غالية القباني القص الفائزة في المسابقة الشهرية، وتناقش الأكاديمية البحرينية أمينة التيتون التنمية المستدامة، وتسبر الباحثة المصرية مها أحمد صادق قرصنة الأجهزة الذكية، وتستعيد الدكتور سماح السلاوي حكايات السقا المصري، ثم تختتم الكاتبة الكويتية فاطمة حسين باقة الأقلام النسوية في هذا العدد.
ذاكرة العربي … ذاكرة العرب
وفي بابها الأثير؛ الإستطلاع، الذي ولد في الصحافة الثقافية العربية مع عددها الأول، تقدم المجلة رحلتين؛ الأولى إلى إمارة الفجيرة؛ موانئ الأمل التي تعود إليها العربي بعد خمسين عاما من رحلتها الأولى، مع قلم وعدسة أشرف أبو اليزيد، حيث واكبت العربي وجوه التطور تحت عبارتها الكاشفة؛ “اعرف وطنك أيها العربي”، لتتماس ذاكرة “العربي” مع ذاكرة العرب على مدى العقودة الستة الماضية.
أما الرحلة الثانية الأولى فتتجول بقلم إبراهيم المليفي وعدسة صالح تقي داخل مكتبة الكويت الوطنية مواكبة لمسيرة نهضة وذاكرة وطن، وتتضمن الرحلة حوارا خاصا مع مديرها العام كامل العبد الجليل.
وهذا النذر الذي نشير إليه يأتي مرفقا بدعوة مفتوحة للإطلاع على باقي مواد العدد الجديد، الذي يتهادى فلكه بين آداب وفنون وثقافات وأعلام العرب والعالم، تشمله المتعة والفائدة معا.
ومن كتاب العدد:
فاروق شوشة، د. جابر عصفور، مجدي بن عيسى، ياسين الأيوبي، محمود فرغلي موسى، د. عبد المالك خلف التميمي، د. محمد الأمين فشوخ، محمد الأسعد، د. محمد باكير، د. نبيل البيروتي، د. ماجدة محمود، رشا عدلي، جمال بخيت، مع رسوم علاء حجازي وعبد الوهاب العوضي ومحمد أبو طالب وعبد العزيز آرتي.
_______
*آسيا.إن

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *