ميراث الفتن


*عمار بنحمودة


ما يزال صدى قول “الشهرستاني” (ت 548 هـ) يتردّد في الذّاكرة الإسلاميّة: إنّ “أعظم خلاف بين الأمّة خلاف الإمامة، إذ ما سلّ سيف في الإسلام على قاعدة دينيّة مثل ما سلّ على الإمامة في كلّ زمان.”[1] وما يزال الخلاف إلى اليوم قائماً على شرعيّة الخلافة الإسلاميّة تتنازع الفرق بينها أمرها شيعاً، كلّ واحدة تدّعي ملكيّتها لميراث النبوّة وشرعيّة حكمها المسلمين.
1- ميراث الصراع على السّلطة
بدأت الفصول الأولى للخلاف على السّلطة يوم السّقيفة، حين اجتمع فريق من الأنصار والمهاجرين وغُيّب عليّ بن أبي طالب (ت 40 هـ) عن مفاوضات الحكم، وقُضي الأمر بخلافة أبي بكر (ت 13 هـ) بعد طول جدل بين الفريقين المتنازعين، وبعد أن امتلأت الشوارع بمقاتلي قبيلة أسلم[2] لتحسم موازين القوّة لصالح أبي بكر، وبقيت بوادر الخلاف بين الصحابة مؤجّلة حتّى قامت الاحتجاجات على “عثمان بن عفّان” (ت 35 هـ) وقتل في عقر داره، ثمّ تتالت فصول العنف بين الصّحابة وهم يتنازعون بينهم حكم المسلمين في واقعة الجمل بين أنصار عائشة وأنصار عليّ، ومعركة صفين بين أتباع عليّ وجيش معاوية، وفي النهروان حين انقسم أتباع عليّ إلى فريقين وصاروا يقاتلون بعضهم بعضاً، وبمقتل “الحسين بن علي” (ت 61 هـ) اكتملت ملامح الفصل الديني والسياسيّ بين الفرق الإسلاميّة المتناحرة على الشرعيّة، فقد أريقت الدّماء وأظهر كلّ فريق من المتنازعين أنّ له الحقّ المطلق وأنّ خصمه على ضلال.
ولم تنته فصول الخلاف بين الفرق الإسلاميّة التي نشأت من رحم الفتنة، وإنّما بدأت حرب كلاميّة مجالها كتب الفرق ومصنّفات المذاهب الإسلاميّة لتستكمل حلقة الحروب التي قامت بين المتنازعين على الحكم، فتولّى علماء الكلام الدّفاع عن الفرقة الناجية معتمدين التكفير وسيلة لتشويه صورة خصومهم، وأسّسوا فهماً رسميّاً للدين أو أرثوذوكسيّة سنيّة على حدّ عبارة “محمد أركون”[3].
ولم تقف الفرق الأخرى موقف الصّمت والحياد بل انخرطت بدورها في الصّراع الدّائر على الشرعيّة الإسلاميّة فأنتجت إرثاً مثقلاً بالتكفير. بدأ موجّهاً لرموز الصراع الذي دار زمن الفتنة، وانتهى تكفيراً لجماعات بأسرها، ولئن وجّه الشيعة سهام نقدهم وتكفيرهم لمن حاربوا إمامهم وأعاقوا إمامته، فإنّ الخوارج قدّ وسّعوا من مفهوم التكفير ليصير حكماً يوجّه لكلّ من لم ينتموا إلى فرقتهم ويؤمنوا بنظريّتهم. وتبادلت الفرق تهمة الغلوّ والمروق، بالتوازي مع سعيها إلى أن تجعل من مبادئها مثالاً للإسلام المثاليّ والتأويل الصحيح للقرآن.
2- ميراث الفُرقة وخطاب الوهم
ظلّت بذور افتراق الفرق مزروعة في التّراث الإسلاميّ تغذّي المؤمنين بوهم امتلاك الحقيقة المطلقة وتزيدهم يقيناً بأنّهم على صراط مستقيم وأنّ خصومهم في ضلال مبين، ولكن ظلّ باب الحوار بين المذاهب شبه مقفل، فكُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ. ولم تكن مشاريع النّهضة العربيّة الإسلاميّة قادرة على فتح باب الحوار بين المذاهب الإسلاميّة، فقد وقعت في تيّار الجدل الخارجيّ مع الفكر الغربيّ، ودخلت بصدمة الحداثة نفقاً سار فيه جميع الطامحين إلى النهضة، سواء منهم من آمن بالحداثة أم من كان مؤمناً باستعادة النموذج التراثي، وبدا الحديث عن الإسلام بصيغة الواحد أمراً مغالطاً في ظلّ قيام تعدّد مذهبيّ داخل الدين الواحد، ورفض كلّ فريق الاعتراف بحقّ الفرق الأخرى في الاختلاف وتأويل القرآن تأويلاً مغايراً.
لقد كان المؤمنون باستعادة التراث الإسلاميّ ومجد المسلمين الضّائع يؤسّسون لمشروع طائفيّ لم يتخلّص من عقدة الفرقة الناجية وتعالي التأويل الصحيح، ولم يكن خصومهم المؤمنون بمشاريع الحداثة قادرين على حسم النزاعات التاريخيّة التي نشأت بين الفرق من أجل صياغة خطاب يراعي الهويّة الإسلاميّة في تعدّدها وتنوّعها ويستثمر تراث الفرق من أجل بناء مشروع متعدّد الأبعاد ومتجذّر الأركان، فقد كانت مشاريعهم تؤسس مذاهب أخرى دخلت ساحة الجدل والنزاع على الحقيقة بدل الاستفادة من التنوع الذي وسم التراث انطلاقاً من مبادئ الانفتاح التي أعلنوا إيمانهم بها، ولهذا فالأمر يحتاج إلى إعادة فتح ملفّ حوار المذاهب وفهم أسباب الخلاف التاريخي الذي لم تخبُ ناره منذ اندلع قبل زمن طويل، وفكّ الاشتباك الذي سبّب ضغينة بين الإخوة الذين ألّف الله بين قلوبهم في أوّل الدعوة فكانوا باجتماعهم فاتحين، ولكن فرّقت بينهم أهواء السياسة فصاروا من بعد ذلك شيعاً متفرّقين.
3- ميراث العنف ومعارك الشرعيّة
يمكن القول إنّ السبب الرئيس في نقمة كثير من المنتمين إلى المذهب الشيعيّ على أعلام أهل السنّة والجماعة هو أحداث السقيفة والفتنة، ومقتل الحسين بن عليّ، وبؤر التوتّر تلك هي التي غذّت الذاكرة الشيعيّة بنقمة على أهل السنّة والجماعة، فقد اعتبرت السّقيفة المؤامرة الأولى التي حيكت ضدّ عليّ بن أبي طالب من أجل إبعاده عن الحكم، ولذلك فقد نحت بعض الفرق الشيعيّة إلى تكفير أبي بكر وعمر، بل إنّ بعض المصادر التي تبدو محايدة في ظاهرها لا تخفي العنف الذي سلّط على عليّ من أجل أن يبايع الخليفة الأوّل أبا بكر رغم كونه كان دائباً في جهاز رسول الله، فقد نقل البلاذري “أنّ أبا بكر أرسل إلى عليّ يريد البيعة فلم يبايع. فجاءه عمر، ومعه فتيلة، فتلقّته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا ابن الخطّاب، أتراك محرّقاً عليّ بابي؟ قال: نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك.”[4] ولئن روّجت بعض المصادر السنّية خبر قبول عليّ بن أبي طالب بالبيعة، رغم غيابه عن مفاوضات السقيفة، فإنّ أخباراً أخرى ظلّ أثرها في المتخيّل الإسلاميّ كبيراً تذكر أنّ “عليّاً كرّم الله وجهه أُتِيَ به إلى أبي بكر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، فقيل له بايع أبا بكر، فقال: أنا أحقّ بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليه بالقرابة من النبيّ ﷺ، وتأخذونهمنّاأهلالبيتغصباً؟”[5]
ورغم ما تثيره هذه الأخبار من اختلاف حول صحّتها بين مثبت لها وطاعن فيها إلّا أنّها مازالت تغذّي الوجدان الإسلامي بنزعة عدائية، سواء من المتحاملين على عمر والمؤمنين بقداسته أوالمنكرين لإساءته. أمّا الفصل الثاني فقد بدأ بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان حيث خاضت عائشة زوج النبي وابنة الخليفة الأول أبي بكر الصديق حرب الجمل ضدّ علي وقد ضمّ جيشها حلفاً مع طلحة والزبير. فكانت تلك الحرب بوابة لبروز بؤرة توتّر أخرى في الذّاكرة الإسلاميّة رمزها الجمل ومحورها عائشة أرملة النبي التي رفضت خلافة عليّ واعتبرت قتل عثمان ظلماً[6]. ثم تحوّلت الحرب إلى قتال ضدّ معاوية وجيشه أورث في الذاكرة المحمّلة ببذور النزاع الدموي من أجل السلطة نقمة على أهل السنّة والجماعة بعد وقعة صفين التي كانت أشبه بحرب إبادة[7].
ولم يقف الخلاف عند الحدود الدامية بين السنّة والشيعة، فقد كان العنف سبيلاً للقضاء على المتمرّدين من الخوارج، وقد كانت حرب “النهروان” نتيجة إيمان جماعة من المسلمين بمظلمة التحكيم فقرروا الخروج من “القرية الظالم أهلها” وكوّنوا فريقاً آخر يؤمن بأنّه لا حكم إلا لله، ويكفّرون أعداءهم الذين قابلوا التكفير بالحرب، فقد اعتبر عليّ الخوارج “عصابة أخرجها عداوة المراء واللجاجة وصدّها عن الحقّ الهوى، وطمع بها النزق، وأصبحت في الخطب العظيم.”[8] وكان كلّ طرف يقتل خصمه وهو على يقين أنّه يقتل باسم الله ويلقي بعدوّه في نار جهنّم، إذ نقل الطبري أنّ “أبا أيوب أتى عليّاً، فقال: يا أمير المؤمنين، قتلت زيد بن حصين (وهو من الخوارج)، قال: فما قلت له وما قال لك؟ قال: طعنته بالرمح في صدره حتّى نجم من ظهره، قال: وقلت له: أبشر يا عدوّ الله بالنار، قال: ستعلم أيّنا أولى بها صليّاً، فسكت عليّ عليها.”[9]
ولعل استشارة أحد المقاتلين عمّار بن ياسر في مسألة شرعيّة قتال أعدائهم من جيش معاوية لخير دليل على ما آلت عليه العلاقات بين الفرق المتنازعة، فقد ذكر نصر بن مزاحم المنقري قول أحد المقاتلين وقد أصابته الحيرة من أمر قتال الأعداء الذين تصوّرهم قبل الحرب كافرين: “إني خرجت من أهلي مستبصراً في الحق الذي نحن عليه لا أشك في ضلالة هؤلاء القوم، وأنهم على الباطل، فلم أزل على ذلك مستبصراً حتى كان ليلتي هذه صَبَاحَ يَوْمِنَا هذا، فتقدّم مُنَادِينَا، فشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ونادى بالصلاة، فنادى مناديهم بمثل ذلك، ثم أقيمت الصلاة فصلينا صلاة واحدة، ودعونا دعوة واحدة، وتلونا كتاباً واحداً ورسولنا واحد، فأدركني الشك في ليلتي هذه، فبتّ بليلة لا يعلمها إلا الله حتّى أصبحت، فأتيت أمير المؤمنين فذكرت له فقال: هل لقيت عمّار بن ياسر؟ قلت: لا. قال: فالقه فانظر ما يقول لك فاتّبعه. فجئتك لذلك. قال له عمّار: هل تعرف صاحب الرّاية السّوداء المقابلة راية عمرو ابن العاص، قاتلتها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاث مرات، وهذه الرّابعة ما هي بخيرهنّ ولا أبرّهنّ، بل هي من شرّهنّ وأجرهنّ. أشهدت بدراً وأحداً وحنيناً أو شهدها لك أب فيخبرك عنها؟ قال: لا. قال: فإنّ مراكزنا على مراكز رايات رسول الله صلّى الله عليه وسّلم يوم بدر ويوم أحد، ويوم حنين، وإنّ هؤلاء على مراكز رايات المشركين من الأحزاب، هل ترى هذا العسكر ومن فيه؟ فوالله لوددت أنّ جميع من أقبل مع معاوية يريد قتالنا مفارقاً للذي نحن عليه كانوا خلقاً واحداً فقطّعته وذبحته. والله لدماؤهم جميعاً أحلّ من دم عصفور. أفترى دم عصفور حراماً؟ قال: لا، بل حلال. قال: فإنّهم كذلك حلال دماؤهم.”[10]
لقد ساهمت الفتنة في فتح باب التكفير واستباحة دم الخصوم السياسيين الذين صاروا كفّاراً رغم اشتراكهم مع خصومهم في التوحيد والطقوس. فوقوفهم في وجه المشروع السياسيّ يعني خروجهم عن الإسلام واستباحة لدمهم الذي صار في مرتبة دم العصفور.
وتواصلت فصول المحنة الشيعيّة بمقتل الحسين بن عليّ، وقد تفنّنت الذاكرة الجماعيّة في تصوير المأساة التي صارت جزءاً من الطقوس البكائيّة التي يمارسها الشيعة ليتذكّروا عمق المأساة الحسينيّة، ويزيدوا باحتفالهم نقمة على المتسبّبين في قتله وتشريد أسرته، فقد تولّت المصادر التاريخيّة ذاتها شحن الأنفس بحبّ الانتقام والثأر للشهيد، وإن كان الثأر رمزيّاً بإظهار الحسرة على الفقيد والنقمة على أعدائه، وما يزال دعاء الحسين يتردّد في القلوب “ربّ إن تك حبست عنّا النصر من السّماء فاجعل ذلك لما هو خير، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين.”[11] وما تزال أصداء قول زينب ابنة فاطمة وهي تنعى أخاها الحسين: “يا محمداه، يا محمداه، صلّى عليك ملائكة السّماء، هذا الحسين بالعراء، مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، يا محمداه وبناتك سبايا وذريتك مقتلة، تسفي عليها الصبايا. قال: فأبكت واللّه كلّ عدوّ وصديق.”[12] وهي ما تزال تبكي الملايين ممّن يحيون ذكرى مقتل الحسين.
وقد دخل الخوارج في مواجهة مباشرة مع السلطة القائمة بعد تلك الواقعة لتتواصل فصول الصراع الدمويّ على السلطة وتفتتح بحرب “النهروان” سلسلة من الحروب الأخرى في المشرق والمغرب. فقد خرجوا في أوّل عهد معاوية، وفي العهد الزبيريّ، وفي خلافة عبد الملك بن مروان[13]، وتمكّنوا من إقامة الدولة الرستميّة على يد عبد الرحمن بن رستم (ت 190 هـ) في شمال القارة الإفريقيّة، وقد كانت الإباضية المذهب الرسمي للبربر، وهي بمثابة ردّة فعل للممارسات العنيفة التي للفاتحين الأوائل. فتاريخ المسلمين هو تاريخ نزاعات سياسيّة فرّقت المسلمين وولّدت عداء بينهم قد يفوق عداءهم لأصحاب الديانات الأخرى ممّن اعتبروا من أهل الذمّة.
4- ميراث الأوهام
لا ريب أنّ تاريخ الإسلام مثقل بالصراعات بين الفرق، بل إنّنا نكاد نظفر بروايات مختلفة للأحداث المهمّة في التاريخ تختلف بحسب زوايا النظر وبحكم انتماء المؤرّخ، وإنّ أكبر وهم اليوم هو أن نتحدّث عن الإسلام بصيغة التعميم المخلّ، فلن يكتب لمصطلح الإسلام أن يكون دالاً إلا إذا كان متعدّداً، أمّا الحديث انطلاقاً من عقائد فرقة أو اعتماداً على مرجعيّاته الخاصّة فيظلّ مشروعاً لفريق من المؤمنين دون غيرهم، ولذلك فهو لا يمكن أن يكون مشروعاً إسلاميّاً، وإنّما قدره أن يظلّ مشروعاً طائفيّاً.
إنّها الهنة التي وقع فيها الإسلام السياسيّ، بفرعيه السنّي والشيعيّ، فقد تصوّر نفسه ناطقاً باسم الإسلام والمسلمين وهو في الحقيقة واقع تحت سلطة تراث مثقل بافتراق الفرق والنزعة الطّائفيّة، ولعلّ ذلك ما عسّر قيام مشاريع إسلاميّة موجّهة لجميع المسلمين، وفسّر إلى حدّ كبير النزاعات الدّاخليّة التي خاضها أصحاب مشروع الإسلام السياسيّ حيثما حاولوا تطبيق تصوّراتهم، فهم يستعدون أطرافاً من المسلمين أنفسهم قبل أن يستعدوا الغرب المتّهم دوماً بأنّه المتآمر عليها، ولعلّ المثال الإيرانيّ وتجربة الإخوان المسلمين في مصر خير دليل على أنّ مشروع الإسلام السياسي يشهد معارضة من المسلمين أنفسهم، من قبل أن يلقى رفض الدول الغربيّة، ولعلّ المفارقة تكمن في أنّ تلك المشاريع قد تلقى دعماً من الغرب في الوقت الذي تبدي كثير من الدول الإسلاميّة معارضة صريحة لقيامها.
إنّ حسم الخلافات التاريخيّة بين الفرق، وإقامة حوار فعلي بين الطّوائف، وتأسيس مشاريع تؤمن بالتعدّد والاختلاف وتتجاوز عقليّة التعالي والفرقة النّاجية يمكن أن يجعل من الحديث عن الإسلام بصيغة تشمل كلّ فرقه وطوائفه أمراً واقعيّاً، وليس مجرّد طوبى تقتضيها الخطابة وأوهام امتلاك الحقيقة ومفاتيح الغيب، وذاك أمر لن يتحقّق دون الانفتاح على المشاريع الإنسانيّة ونبذ نزعة الانغلاق والتعصّب التي تضيّق على المشاريع الإسلاميّة، وتحدّ من فاعليّتها السياسيّة والاقتصاديّة، وتحكم عليها دوماً بأن تظلّ مجرّد أوهام سياسيّة.

[1]ـ الشهرستاني (أبو الفتح)، الملل والنحل، (أحمد فهمي محمد)، ط2، بيروت، دار الكتب العلمية، 1992، ص 13

[2]ـ قال هشام: “قال أبو مخنف: فحدثني أبو بكر بن محمّد الخزاعي، أنّ أسلم أقبلت بجماعتها حتّى تضايقت بهم السكك، فبايعوا أبا بكر، فكان عمر يقول: ما هو إلا أن رأيت أسلم، فأيقنت بالنصر.” الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ط1، السعودية / الأردن، بيت الأفكار الدولية، (د ت)، ص 493

[3]ـ انظر: أركون (محمّد)، تاريخيّة الفكر العربي الإسلاميّ (ترجمة هاشم صالح)، ط3، بيروت، المركز الثقافي العربي/ مركز الإنماء القومي، 1998، ص 91

[4]ـ البلاذري (أحمد بن يحيى)، أنساب الأشراف، (تحقيق محمد حميد الله)، ط1، مصر، دار المعارف، 1959، ج1، ص 586. وقد نقل ابن قتيبة الخبر أيضاً فقال: “إنّ أبا بكر رضي الله عنه تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص، إنّ فيها فاطمة؟ فقال: وإنْ. فخرجوا فبايعوا إلا عليّاً فإنّه زعم أنّه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتّى أجمع القرآن.” ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، (تحقيق علي شيري)، ط1، بيروت، دار الأضواء، 1990، ص 30

[5]ـ ابن قتيبة، المصدر نفسه، ج1، ص ص 28، 29

[6]ـ نقل ابن الأثير أنّه لمّا قتل عثمان بن عفّان، وبلغ عائشة نبأ مبايعة عليّ بن أبي طالب قالت: “ليت هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لصاحبك (تقصد عليّاً) ردّوني ردّوني فانصرفت إلى مكّة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوماً، والله لأطلبنّ بدمه.” ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1989، ج2، ص 313

[7]ـ يصوّر المنقري الليلة الأخيرة من وقعة صفين التي سميت بليلة الهرير بقوله: “وزحف النّاس بعضهم إلى بعض فارتموا بالنبل والحجارة حتّى فنيت، ثمّ تطاعنوا بالرّماح حتّى تكسّرت واندقّت، ثمّ مشى القوم بعضهم إلى بعض بالسيف وعمد الحديد، فلم يسمع السّامع إلا وقع الحديد بعضه على بعض، لهو أشدّ هولاً في صدور الرجال من الصّواعق، ومن جبال تهامة يدكّ بعضها بعضاً.” نصر بن مزاحم المنقري، وقعة صفّين (تحقيق عبد السلام هارون)، ط1، بيروت، دار الجيل، 1990، ص 475

[8]ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص 404

[9]ـ الطبري، مصدر مذكور، ص 872

[10]ـ نصر بن مزاحم المنقري، مصدر مذكور، ص ص 321، 322

[11]ـ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ص 1011

[12]ـ المصدر نفسه، ص 1014

[13]ـ انظر: نايف محمود معروف، الخوارج في العصر الأموي، ط5، بيروت، دار الطليعة، 2004، ص ص 107- 170
________
*المصدر: مؤمنون بلا حدود

شاهد أيضاً

العولمة بين الهيمنة والفشل

(ثقافات) العولمة بين الهيمنة والفشل قراءة في كتاب “ايديولوجية العولمة، دراسة في آليات السيطرة الرأسمالية” لصاجبه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *