«سبوت لايت» لتوم مكارثي في أدغال المؤسّسة الدينية


*زياد الخزاعي


يثير الفيلم السينمائي الجديد «سبوت لايت» للأميركي توم مكارثي سؤال العلاقة القائمة بين السينما والصحافة/ الإعلام، التي تتناولها أفلامٌ عديدة بأساليب يميل معظمها إلى واقعية العمل المهني وأخلاقية المهنة، بعيداً عن اتّهامات مسبقة وأحكام جاهزة. سينما تريد تبيان سلوك الصحافة/ الإعلام في مقاربة القضايا العامة الحسّاسة والخطرة، وفي الوقت نفسه تسعى إلى إعادة تسليط الضوء على مضامين القضايا نفسها هذه.

القراءة النقدية هذه محاولة لاستعادة أفلام منضوية في الإطار نفسه، انطلاقاً من «سبوت لايت» وامتداداً لمادته الدرامية المستلّة من حقائق معنية بمسألة تحرّش جنسي لكهنة كاثوليك في بوسطن الأميركية في العشرية الأخيرة من القرن الـ 20.
ما الذي يحضّ السينما على الوقوع في إغواء الصحافة وأهلها ومخاطراتهم؟ الجواب: الريبة. كلا الوسيطين مهووسٌ بالظنّ السياسي، والشُبْهَة الاجتماعية. ليس من باب التطفّل وحسب، بل لغرضِ الاختراق المعلوماتي، وكشف مؤسّساتٍ وجناياتها، وشخصياتٍ نافذة وعوراتها، والتشهير بمخالب حكومية وتخريباتها. تتسلّح ثنائية السينما ـ الصحافة باستقصائيّتها ومناوراتها الديناميكية، وصولاً إلى قلب مؤامراتٍ وقحة، وفضائح مستهجَنة، وجرائم دنيئة، وتجاوزات أخلاقية شنيعة.
تحقيقات
يُشكِّل نصّ الأميركية لورا بويترس، «سيتزن فور» («السفير»، 29 كانون الثاني 2015) نموذجاً مُبهراً للشراكة بين السينما والتقصّي الصحافي، بالتواصل مع خبير فني يعمل في طاقم سرّي تابع لـ «وكالة الأمن القومي» الأميركية، ويُدعى إدوارد سنودن، الذي يفرّ إلى غرفة فندق في هونغ كونغ، ليكشف أمام كاميراها ـ بحضور مراسل الصحيفة اليومية البريطانية «ذي غارديان»، ناشرة اعترافاته بالتزامن مع بثّ فيلمها على موقعها الإلكتروني ـ أكبر فضيحة تسريب وثائق لأنشطة مخابراتية دولية. قبلها، هناك المغامرة الشهيرة لصحافيّي الجريدة اليومية الأميركية «نيويورك تايمز» ـ مخترقي سرّية اتصالات ـ التي توصلهما إلى ما يُعرف بفضيحة «ووترغيت» التنصّتية (1972)، قبل أن يؤفلم آلن جي. باكولا حكايتهما كلّها في شريطه المحكم «كلّ رجال الرئيس» (1974). على منواله، يؤرّخ البريطاني مايكل كاتون ـ جونز «عهر» وزراء بلاط «سانت جيمس» في شريطه «فضيحة» (1988)، مستنداً إلى تحقيقات الصحافي التلفزيوني أنتوني سومرز، ومُصوِّراً ـ بتفاصيل محرجة ـ خزي وزير الحرب آنذاك جون بروفومو مع بائعة الهوى كريستين كيلر في جلسات جماع جماعية تشهدها شقق الحيّ الحكومي. أما «عقدة بادر ماينهوف» للألماني أولي إيدل، فاقتباسٌ ملحميٌّ لتحقيقات رئيس التحرير السابق للمجلة الأسبوعية الألمانية «دير شبيغل» استفان أوست، حول الزّمرة الفوضوية الشهيرة، ونشرها في كتاب صادر في العام 1985، كاشفاً فيها معلومات صادمة عن تصفيات مدبّرة يتعرّض لها رموزها تباعاً داخل معتقلاتهم.
هناك عناوين سينمائية كثيرة في المجال نفسه هذا. لكن مستويات الخزي متنوّعة، وهي لم تعد محصورة بسياسيّ أو بمركز حاكم، لأنها تطال، منذ العقدين الأخيرين في القرن الـ 20، «تابواً» عقائدياً لم يجرؤ أحدٌ على تأثيمه، ناهيك بالارتياب فيه: الكنيسة، كمؤسّسة إدارة وتسيير وعلاقات ومصالح ونفوذ وسلطان. الصحافة الاستقصائية تسبق الجميع، وتفضح جرائم ارتكاب الفاحشة مع أطفال قاصرين تجري في مراكز عبادة ومدارس إصلاحية في بلدان عديدة. بعض قصصها يهزّ أركان حاضرة الفاتيكان، مرغماً إياها على الاعتراف بالجرائم، إثر نشر تقرير «كلية جون جاي للعدالة الجنائية»، الذي يُتابع التجاوزات منذ خمسينيات القرن المنصرم. يُقرّ مسؤولون في «الكرسي الرسولي» بأن العام 2004 وحده يشهد 3400 اعتداءٍ جنسيّ، وأنه يتمّ الحكم على 2572 كاهناً بعقوبة التكفير عن الذنب مدى الحياة، فيما يُعزل 848 آخرين. يُساجِل التقصّي الصحافي الجريء ظاهرة الـ «بيدوفيليا» الكاثوليكية، ويتحامل بلا هوادة على فسوق كهنةٍ وشبقيّتهم، ويُدين التستّر الرسمي عليها، سواء بالدحض، أو بالتعمية الإعلامية، أو بنقل الجناة إلى أماكن سرّية.
تتلقّف السينما، الوثائقية تحديداً وشقيقتها التلفزيونية، الأوزار هذه، وتقايسها درامياً ومعلوماتياً. تُشكّل في رؤاها متناً تحريضياً، مُدجّجاً بإنذارٍ ضدّ انتهاكات واسعة النطاق لأعضاء الإكليروس ومندوبيهم، ممن يُروّعون مئات آلاف الأطفال. السبق للأميركية أمي جي. بيرغ وفيلمها الحامل قولاً إنجيلياً شهيراً هو: «نجّنا من الشيطان» (2006)، يحتوي على لقاءات مع نشطاء ورجال دين ومسؤولين فيديراليين وعلماء نفس ورجال قضاء، بالإضافة إلى «حشدٍ» من وثائق مصوّرة واعترافات، محصّلتها إدانة دامغة للأسقف أوليفر أوغريدي، المعتدي على 25 طفلاً في أبرشيّته في شمال كاليفورنيا، والمُشنّع بتآمر قادة الكنيسة في الولاية لإخفاء جرائمه وحمايته.
عناوين
الكندي جون أن. سميث يُنجز نصّاً من نوع «ديكودراما» بجزءين اثنين، عنوانه «أطفال سانت فنسنت» (1992)، يضمّ وقائع مفصّلة، يؤدّيها ممثلون، لحالات إرغام يُمارس فيها الأب بيتر لافين اللواط مع أيتام دير يُديره هو. لم تُكتشف تجاوزاته إلاّ بعد انتحار أحد ضحاياه. أما الأميركي الإيطالي جو كولتيريرا فيُصوِّر، في «يد الله» (2006) حكاية شقيقه بول، الذي يستعبده الكاهن جوزف بيرمنغهام جنسياً إلى جانب مئة طفل، يُغويهم بقطع «بيتزا». ويُوثِّق المدير التنفيذي السابق لمنظمة «أمنيستي إنترناشونال» في إيرلندا كولم أوغرمان، في شريطه التلفزيوني «الجرائم الجنسية والفاتيكان» (2006)، حادثة اغتصابه وهو في الـ 14 من عمره، من قِبَل قسّ كاثوليكي في أبرشية بلدة «فيرنس». تُجمَع الشهادات هذه على شعار واحد جسور: «إنشروا أسماءهم، وافضحوهم»، فهي قرائن لا تدحض، ولن تنافق.
مناسبة استعادة اللعنات الأخلاقية هذه اليوم متأتية من جديد الأميركي توم مكارثي «سبوت لايت» (نقطة ضوء)، وإحياؤه قضية فريق صحافي عنيد، تتوصّل حشريته المهنيّة إلى كشف أكبر «عصابة كنسيّة» من ممارسي الـ «بيدوفيليا» في ولاية بوسطن، يُجمع النقّاد على آنيته وفرادة صنعته، كما على حرصه على معلوماته وفيوضها ودقتها، ويُدافعون عن ترشيحه في موسم الجوائز السينمائية لعام 2016، أول غيثها فوزه بجائزة أفضل فيلم من «الجمعية الوطنية للنقّاد السينمائيين الأميركيين في نيويورك»، بعد ضمانه 23 صوتاً من 53 عضواً. نصٌّ حول ريبة إعلامية تقود تحرّياتها إلى قلب عارٍ جماعي. في بنائه الدرامي، يقترب الشريط كثيراً من اشتغال باكولا في «كلّ رجال الرئيس»، من ناحية تركيزه على عمل محرّرين تابعين للصحيفة اليومية الأميركية «بوسطن غلوب»، ومسارهم البطيء الذي يبدأ شكوكاً في صحّة خبر، قبل أن تتضح الكارثة ومصائبها.
يترسّم مخرج «ناظر المحطة» (2003) و «الزائر» (2007) فريقه كوحدة محترفة لا دوافع مسيَّسة لها سوى الوصول إلى الحقّ. لذا، تصبح المناكفات والسجالات الطويلة، وخشيتهم من الوقوع في فخّ خفيّ، وتعاظم «فوبيا» الظنون والخيانة، خطاً درامياً محسوباً، يُفخِّم من التزاميتهم ويُعظِّم من الصَنْعَة الأصيلة للصحافة، باعتبارها هادياً للضمائر. المركزيّ في سردية «سبوت لايت» ـ المعروض في برنامج «سينما العالم» في الدورة الـ 12 (9 ـ 16 كانون الأول 2015) لـ «مهرجان دبي السينمائي الدولي» ـ متمثّل في مراكمة معلوماته لمُشاهده بأسلوب متبصّر، على مدى 128 دقيقة، تُسهّل له صياغة عمله كسجل ذهني ومعرفي تراتبي لوقائع متداخلة ذات حشد واسع من الأسماء. لأجل ذلك، يُبوِّب توم مكارثي (ومعه كاتب السيناريو جوش سينكر) فصوله الأولى للتعريف بطاقم مؤلّف من 4 صحافيين، عبر استعراض روتين عمل يومي يتطلّب منهم تحرّكاً ذا ميكانيكية خاصة عند استخدامهم مكاتبهم، أو التنقل بينها، وتعاطيهم مع أدواتها، الهواتف تحديداً، وطرق إلقائهم حوارات محادثاتهم عبرها، كونها وسائط حقيقية تقودهم إلى عمل محصَّن، وليست كأكسسوارات ديكور داخلي ضاغط. لهذا السبب المجازي، يعمد مكارثي ومدير تصويره الياباني ماسانوبو تاكايانجي إلى جمع العصبة وتصويرهم في لقطات متوسّطة، إشارةً إلى أنهم «لمّة» إنسانية محاصرة بسموّ هدفها. إنهم أيضاً عالم مصغّر ومتكافل عاطفياً. لذا، فإن تعيين رئيس تحرير جديد وشاب يدعى مارتي (ليف شرايبر) يعني لهم تهديداً لحماستهم. لكن الاجتماع الأول به، واقتراحه متابعة خبر منشور في صحيفة مغمورة حول قضية تحرّش جنسي، تضع رهان الصحيفة برّمته في الواجهة.
قبل هذا، يُمهِّد توم مكارثي للفاجعة المقبلة بفقرة سريعة داخل مخفر شرطة، حيث يُلقى القبض على قسّ ملعون بشذوذه. ما يُسمَع كإنذارٍ يقوله ضابط مضطرب: «أبعدوا مراسلي الصحف». بعد 13 دقيقة من بداية الشريط، يكون فريق «سبوت لايت» داخل المتاهة، مع شروع ساشا فايفر (راشيل ماك آدمز) الخطوة الأولى التي تطال مجازرها سمعة كاردينال الولاية نفسه، الذي لن يخفي مكيدته باتهام مارتي بتجييش الفضيحة كونه يهودياً، في مشهد مشحون بالهدوء. هذه الأخيرة تبقى سائدة كصفة سرد صلدة، فالهدف كامنٌ في تراكم حجة وليس اختبار تشويق سينمائي متهافت.
أفراد أم مؤسّسات؟
ما يجعل شريط توم مكارثي شديد التأثير اعتماده على تقابل الإرادات واحتكامها إلى القانون، بدلاً من عجالات التهمة، وإثباتها بأيّ ثمن. عليه، يواجه مارتي مشيئة ناشر الصحيفة وسؤاله: «هل تريد مقاضاة الكنيسة الكاثوليكية؟». عندما يسمع كلمة «نعم»، يردّ بكياسة: «وهل تجد هذا الأمر ضرورياً؟»، فيكون الردّ ثانية: «نعم». في المقابل، يهادن مدير تحرير قسم «سبوت لايت» روبي (مايكل كيتن) مُهادناً زميله بن (جون ستلاتري) بشأن تهديدات مستقبل الصحيفة، مع تعقّد خيوط القضية، وازدياد أعداد المتحرّشين. يواجه الصحافي وبطل كشف الفضيحة مايكل رزنديز (مارك روفالو) صدود محامي الضحايا ميتشل (ستانلي توشي)، قبل أن تليّنه حجة قوّة الإعلام في نيل اليقين، مع إصراره بأن «بشر هذه المدينة يسهل عليهم تربية طفل، ويسهل عليهم التحرّش به»، فيما يبقى محامي الكنيسة أريك ماكليش (بيلي كرودوب) متعنّتاً بسبب ولائه وخبثه.
أين مكان الريبة إذاً؟ بحسب إيديولوجية الشريط، هي متجسّدة بالمؤسّسة ونظامها. فتطفّل صحافي ليس كافياً ما لم يكن مدعوماً بوثائق تثبت أن التكتّم على ممارسات رذيلة تحرسه سياسات لا أفراد. هذا هو الانقلاب الكبير، الذي يقود إلى توجيه الاتّهام إلى 90 رجل دين كاثوليكياً، تُنشر أسماؤهم على الصفحة الأولى للجريدة لتشنيعهم، وتعيير ضمير عقائدي يُجاهد في حجب خطايا شياطينه.
هنا، لا بدّ من ذكر شريط مواطنه جون باتريك شانلي، الذي يؤفلم مسرحيته الشهيرة «شك» (2008) حول أبرشية نيويوركية، تحوم ظنون مسؤوليها حول «بيدوفيلية» الأب فلين (فيليب سيمور هوفمان) مع فتى زنجي، ليصبح الإيمان والشكّ معاً «مقتلة» نبله الإنساني. التستّر أساس شريط التشيلي بابلو لاراين «النادي» (2015)، وغرابة شخصياته وطويّاتهم التي تتشبّه بطائفة أبالسة، ترى في الخارج ـ الطبيعي الساحر بمحيطه وسواحله وآفاقه، وتبدّل أيامه، ودورة مواسمه، وأبدية شعائره ـ أشبه بشرنقة سماوية تحميهم من العار وفضيحته. 4 قساوسة وراهبة واحدة تُسكنهم الكنيسة الكاثوليكية في قرية ساحلية نائية تُدعى «لا بوكا»، مظلِّلة قاطنيها الأصليين بأنهم حجّاج عزلة ورهبنة وانقطاع عن المآثم. لكن انتحار شابٍ عند عتبة الدار المنعزلة يكشف مذلّتهم، لكونه ضحية اعتداء جنسي يرتكبه أحدهم بحقّه وهو طفل. تأتي الضحية بعد مسيرة شاقّة لتُطالب بخلاصها، ليس بمقاضاة قانون بل بسفك دمها أمام الوحش الذي يسلبها عفّتها. القصاص الروحي الذي تمرّ به هذه الزمرة مسردٌ درامي يعزل كلّ شخصية منها بسور ضميري، يحوّلها إلى غيلان أنانية تسعى إلى النفاذ بجلدها مع مجيء الأب غارسيا، مُكلّفاً من الفاتيكان بمعالجة الفضيحة الجديدة، وإغلاق حفرة الندم هذه. تتعاظم قسوة لاراين من دون فعل عنفي ـ جسدي. فمحاسبة كائنات ناقصة وشاذة تتمّ في «النادي» عبر تعظيم رذائلهم ولوعاتها ومحارقها، المنتهية بانتحار أكثرهم فحشاً، وبموت طمأنينة البقية الذين يتّخذون من سباق كلاب ومراهناتها باباً للنسيان والتواري.
غير أن اختار المكسيكي لويس أوركيثا، في باكورته «طاعة عمياء» (2014)، إدانة النفاق الديني عبر استعارة شخصية (تسمّى في الفيلم أنخيل دي لاكروز)، مؤسّس «فيلق يسوع» الشهير الأب مارسيال مرسيل، الذي يظلّ يمارس استقواءه الجنسي بحقّ مراهقي مدرسته الإكليريكيّة حتى العام 2006، عندما يشي به أحد ضحاياه. لم يعترف بذنوبه إلا في العام 2009. هذا شريط وقائع أكثر منه فيلم تحامل عاطفي، إذ يعتمد أوركيثا على تلميح سينمائي للاعتداءات وجلساتها. فحالات المداعبة تكثر في بداية الشريط، كمحاولة من رجل الدين التعرّف إلى ضحاياه وإغوائهم وضمان كتمانهم. ما يبدأ مزحةً ولعباً بريئاً، يتحوّل إلى نظرات إعجاب وتباري بقصّ تفاصيل جنسية للإثارة، قبل أن نلمح باباً يُغلق على طالب بوضع شاذ، أو صبي يُرغَم على خلع ملابسه عقاباً أمام زملائه، أو استعراضَ لمسات أنخيل وقبلاته الشهوانية لأقدام تلاميذه خلال طقوس غسلها، وغيرها.
يحرَص «طاعة عمياء» على شيطنة بطله بتركيزه على طلّة أناقة رهبنة باذخة، ومرفوقة بحركات أنثوية، تشعّ بأمانٍ ملائكيٍّ لا يتماشى مع انحرافه. فهو ديدبان جُحر مدنّس، عليه أن يُبقي واجهته الإيمانية خالية من عماه الأخلاقي، الذي يتعامل معه لويس أوركيثا بحرص الوثيقة التاريخية، ما يقطع الطريق على كرادلة المكسيك من عرقلة عرض فيلمه الصادم، أو منعه.
________
*السفير الثقافي

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *