الدراما العربية 2015: ثيمات مكررة تغرد بعيدا عن أوجاع الشعوب


*حنان عقيل



اتهامات عدّة تكال للدراما العربية في مختلف البلدان الرائدة في هذا المجال، يأتي على رأسها اغتراب الدراما عن الواقع العربي، فلا تزال الجهود الإنتاجية مكرسة للأعمال الخفيفة التي تلقى رواجا لدى جمهور لا يشغله كثيرا ما تعانيه البلدان العربية من تغيرات مصيرية، ولا يبحث سوى عن التسلية أو الترفيه. “العرب” رصدت أبرز الأعمال الدرامية لهذا العام في مصر وسوريا ولبنان، فكان هذا الحصاد.
الدراما المصرية
جرت العادة لدى صناع الدراما في مصر أن يركزوا جلّ جهودهم لتظهر أعمالهم الدرامية في الموسم الرمضاني، الذي يشهد أكبر نسب مشاهدة للأعمال التلفزيونية خلال العام، إلاّ أن العام الحالي شهد تخلي بعضهم عن ذلك التقليد؛ خوفا من ضياع أعمالهم في زحام الكم الهائل من الأعمال، وفي محاولة لأن يحظوا بمشاهدات استثنائية لأعمالهم خارج إطار المواسم، وإن كان البعض قد اضطرته ظروف التصوير والإنتاج إلى تأجيل العرض خارج الموسم الرمضاني رغم أنفه.
من أبرز المسلسلات التي تمّ عرضها خارج الموسم الرمضاني مسلسل “ساحرة الجنوب” الذي قامت ببطولته كل من حورية فرغلي وصلاح عبدالله وسوسن بدر، ويبلغ عدد حلقاته 60 حلقة، وينتمي المسلسل إلى فئة مسلسلات الرعب، التي تعد من التجارب الحديثة في الدراما. أيضا، عرضت قناة النهار المصرية مسلسل “البيوت أسرار” الذي قامت ببطولته كل من هنا شيحة، وآيتن عامر، وشيري عادل، وهو فكرة لمحمد أمين راضي، وإخراج كريم العدل، وتدور أحداثه حول جريمة قتل غامضة داخل تجمع سكني فاخر.
وعلى القناة ذاتها، تمّ عرض مسلسلات بارزة مثل “أنا عشقت” بطولة أمير كرارة ومنذر رياحنة، ومسلسل “الصندوق الأسود” لرانيا يوسف وتامر هجرس، ومسلسل “ألوان الطيف” بطولة لقاء الخميسي وعبير صبري وأميرة فتحي.
وعلى قناة الحياة المصرية، تم عرض الجزء الأول من مسلسل “شطرنج”، الذي تصل حلقاته إلى 106 حلقات، والمسلسل من بطولة وفاء عامر ونضال الشافعي وريم البارودي وميس حمدان، ومن تأليف حسام موسى، وإخراج محمد حمدي.
وعلى قناة أم بي سي تم عرض الجزء الثاني من مسلسل “سلسال الدم”، وهو دراما صعيدية يقوم ببطولته كل من عبلة كامل ورياض الخولي وعلا غانم وراندا البحيري، ومن تأليف مجدي صابر وإخراج مصطفى الشال. أيضا، تم عرض مسلسل “أسرار” على قنوات سي بي سي، الذي تقوم ببطولته الفنانة نادية الجندي، بمشاركة عزت أبوعوف وعبير صبري ومحمد مرزبان، ومن تأليف أحمد صبحي، فضلا عن عرضها لجزأين من مسلسل “هبة رجل الغراب” الذي تقوم ببطولته الفنانة إيمي سمير غانم.
الموسم الرمضاني
شهد الموسم الدرامي في رمضان الماضي منافسة كبيرة بين نجوم الفن، وزاد من حدة المنافسة دخول أطراف جديدة إلى ساحاتها؛ فلم تقتصر المسلسلات المقدّمة على موضوعات بعينها أو أشخاص بعينهم، لكنها تنوعت في الموضوعات وفي الممثلين، إذ شهدت دراما رمضان عودة العديد من النجوم الشباب لمنافسة الكبار، وعلى رأسهم مصطفى شعبان وأحمد السقا وعمرو يوسف وحسن الرداد وغيرهم، فضلا عن دخول المطربين بشكل واضح إلى ساحة المنافسة، ليس في تقديم الشارات كما هو معتاد، ولكن بأداء أدوار البطولة. الفنانة شيرين عبدالوهاب كانت على رأس نجوم الغناء الذين نافسوا في الدراما الرمضانية، بمسلسلها “طريقي”، الذي كتب له السيناريو تامر حبيب، وأخرجه محمد شاكر، كما شارك المطرب حمادة هلال في المنافسة الدرامية من خلال مسلسل “ولي العهد”، وهو من تأليف أحمد محمود أبوزيد، وإخراج محمد النقلي.
وشاركت الفنانة الكويتية ميساء مغربي لأول مرة في الدراما المصرية من خلال مسلسل “مولانا العاشق”، فضلا عن مسلسل “مريم” الذي قامت ببطولته الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، وهو من تأليف أيمن سلامة، وإخراج محمد علي، وشاركها البطولة فيه الفنان خالد النبوي.
أما الفنانة روبي، والتي أثبتت نجاحها دراميا في العام الماضي من خلال مسلسل “سجن النسا”، كررت التجربة في مسلسل “أرض النعام”، والذي شاركتها البطولة فيه الفنانة رانيا يوسف، فضلا عن مشاركة المطربة اللبنانية نيكول سابا في مسلسل “ألف ليلة وليلة”.
تنوعت المواضيع المطروحة في الموسم الدرامي الرمضاني ما بين الكوميديا والدراما والموضوعات الاجتماعية، فعلى صعيد الكوميديا الاجتماعية قدّم الفنان عادل إمام مسلسل “أستاذ ورئيس قسم” الذي لعب فيه دور أستاذ جامعي متأثر بمآلات الأحداث بعد ثورة يناير 2011.
وقدم أيضا الفنان مصطفى شعبان الكوميديا الاجتماعية في مسلسله “مولانا العاشق” الذي قدّم فيه شخصية الشاب القاطن في حي شعبي، في حين برزت الكوميديا بشكل واضح من خلال مسلسل “لهفة” الذي قامت ببطولته الفنانة دنيا سمير غانم بالمشاركة مع سمير غانم وغيره من النجوم، ومن خلال مسلسل “يوميات زوجة مفروسة أوي” الذي قامت ببطولته الفنانة داليا البحيري، فضلا عن مسلسل “يا أنا يا أنتي” والذي كان ببطولة مشتركة بين الفنانة سمية الخشاب وفيفي عبده.
الاهتمام بالقضايا الاجتماعية كان على رأس اهتمامات صناع الدراما المصرية في رمضان الماضي، إذ طرحت الفنانة نيللي كريم قضية المخدرات والإدمان في مسلسلها “تحت السيطرة”، في حين سلّط مسلسل “حارة اليهود” الضوء على سكان حارة اليهود وعلى شكل حياتهم في الفترة بين بداية حرب فلسطين وحتى العدوان الثلاثي.
وكانت ثيمة “الحارة المصرية” حاضرة بقوة في عدد من الأعمال مثل “حواري بوخارست” للفنانة أميرة كرارة، و”الصعلوك” للفنان خالد الصاوي، و”حالة عشق” للفنانة مي عز الدين، في حين غابت دراما السيرة الذاتية بشكل كامل في الموسم الرمضاني الماضي.
الدراما السورية
استطاعت الدراما السورية أن تثبت حضورها بشكل كبير خلال العام الذي نودعه، وبشكل خاص خلال الموسم الرمضاني، الذي شهد عرض عدد لا بأس به من الأعمال الدرامية السورية، شارك فيها كبار الفنانين، والتي تنوعت ثيماتها ما بين الموضوعات الاجتماعية والفانتازيا والكوميديا وغيرها، وسط بعض الانتقادات في الساحات الفنية للموضوعات المقدمة في الدراما السورية، وعدم قدرتها على التجدّد إلى حدّ إعادة تكرار ذاتها سواء من خلال الأجزاء الجديدة للأعمال السابقة مثل مسلسل “باب الحارة” و”بقعة ضوء” أو من خلال الاقتباس من الثلاثية التاريخية الهوليوودية “العراب”، وذلك في مسلسلين هما “العراب” و”نادي الشرق”.
وشهد الموسم الرمضاني للدراما السورية تنوعا كبيرا في الموضوعات المقدمة، إذ تم تقديم عدد من المسلسلات الكوميدية مثل “أهلين جارتي” من بطولة ريم عبدالعزيز وتولاي هارون، و”فارس وخمس عوانس″ الذي قام ببطولته عدد من النجوم منهم عبدالمنعم عمايري، مرح جبر، رنا الأبيض، وجيني إسبر، ومسلسل “وعدتني يا رفيقي” بطولة كل من طلال مارديني، خالد حيدر، فاتح سلمان، ويحيى بيازي، فضلا عن الكوميديا السوداء المقدمة في مسلسل “مآسي على قياسي” والذي قام ببطولته أندريه سكاف وحسام تحسين بيك.
وعلى صعيد الدراما الاجتماعية، برز عدد من المسلسلات خلال العام الماضي كان من أبرزها مسلسل “شهر زمان”، الذي قام ببطولته كل من عباس النوري، ديمة قندلفت، ورنا جمول، ومسلسل “عناية مشددة” الذي قام ببطولته عباس النوري وفادي صبيح، ومسلسل “دامسكو” الذي تناول عبر حلقاته التحولات الاجتماعية وتأثيرها على القيم الاستهلاكية، كما قدّم قصي خولي وسلافة معمار مسلسل “بنت الشهبندر” الذي تدور أحداثه في الشام خلال نهاية القرن التاسع عشر.
وعادت أيضا الفنانة سوزان نجم الدين إلى الدراما السورية من جديد من خلال المسلسل الاجتماعي “امرأة من رماد” الذي تناول تأثير الأزمة السورية على الجوانب النفسية لدى السوريين، أما مسلسل “حارة المشرقة” فقد تناول عددا من قضايا الفساد والجاسوسية التي تعيش فيها سوريا، وسلّط مسلسل “بانتظار الياسمين” الضوء على عدد من القصص الإنسانية التي ولدت من رحم الثورة السورية، فيما قام كل من تيم حسن ويوسف الخال ونادين نجيم ببطولة المسلسل الاجتماعي”تشيللو”.
قضايا لبنانية
تألقت الدراما اللبنانية بعدد من الأعمال البارزة مثل “24 قيراط” لعابد فهد وسيرين عبدالنور، والذي دارت أحداثه في إطار اجتماعي لا يخلو من التشويق، كما قام كل من سابين وجورج شلهوب ويوسف حداد ببطولة مسلسل “أحمد وكريستينا” الذي تناول التمييز بين الأديان، فيما قدّم مسلسل “قلبي دق” مجموعة من الأفكار الخاطئة السائدة في المجتمع اللبناني، وقد قام ببطولته يورغو شلهوب وكارين رزق الله وميشال حوراني.
وناقش أيضا مسلسل “عين الجوزة” الصراع الدائر داخل أراضي قرية “عين الجوزة” الواقعة على الحدود الجنوبية للبنان خلال حقبة الاحتلال الفرنسي، وقد قام ببطولته كل من عبدالمجيد مجذوب وأسعد فضة وعمار شلق، فيما أخرج اللبناني فيليب أسمر مسلسلا بعنوان “قصة حب” والذي قام ببطولته عدد من النجوم العرب منهم باسل خياط وماجد المصري ونادين الراسي.
_______
*العرب

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *