*مايا الحاج
قبل أن يُتمّ الثمانين، قرّر ماريو فارغاس يوسا أن يصنع من حياته رواية يكون هو بطلها. أراد أن يضع خاتمة جديدة تبتعد عن العادي والمتوقع. فبعد عودته من نيويورك حيث احتفل وزوجته باتريسيا يوسا وأولادهما وأحفادهما بذكرى مرور نصف قرن على زواجهما، ترك الكاتب البيروفي (1936) رسالة وجهها إلى زوجته، قبل أن يمضي في مغامرته «المجنونة»: «لقد أديت ما علي، حان الوقت كي أكون سعيداً. لم يبق لي كثير من الوقت». السعادة التي يبحث عنها يوسا (حاز نوبل عام 2010) وجدها إذاً في الحب، كأن الكتابة لم تكفه لكي يتفادى تعاسته، وهو من قال في كتابه «رسائل إلى روائي شاب»: «إن الأدب هو أفضل ما اخترع للوقاية من التعاسة».
مع بداية الصيف، نشرت مجلة Hola الإسبانية صورة يوسا وإيزابيل بريسلير متعانقين في أحد مطاعم السوشي في مدريد. تفاقمت الثرثرات من حولهما، لكن صاحب «دفاتر دون ريغوبيرتو» آثر عدم التعليق مكتفياً بأنه انفصل عن زوجته. وبعد تكتم من الطرفين، ظهر الحبيبان «العجوزان» أخيراً، يداً بيد، في مناسبة رسمية لتكرّس أخباراً تتناقلها الصحافة عن نيتهما في الزواج قريباً.
هي المرة الأولى تهتم فيها الصحافة بقضية كاتب في مثل سن يوسا، من غير أن يكون الحافز حالته الصحية أو منجزه الأدبي. لكنها قصة حب تواجه الزمن بأسلوب فلورنتينو وفيرمينا، بطلي غابرييل غارسيا ماركيز، صديق يوسا اللدود، في روايته «الحب في زمن الكوليرا».
حبيبة يوسا الجديدة هي أيضاً شخصية معروفة حول العالم. وتُشكّل سيرتها العاطفية مادة جذب. فالسيدة الفيليبينية – الإسبانية الجميلة (عارضة أزياء ومقدمة برامج سابقة) هي الزوجة الأولى للفنان العالمي خوليو إيغليزياس، وأم ابنته البكر وولديه خوليو جونيور وانريكيه. وزواجها الثاني كان من كارلوس فالكو (ماركيز «غرينيون») وأنجبت منه ابنتها تمارا، قبل أن ترتبط بوزير الاقتصاد الإسباني ميغيل بوير (والد ابنتها أنّا)، الذي توفي في أيلول (سبتمبر) 2014. وكانت وصفته خلال استضافتها في أشهر برنامج إسباني «El Hermiguero» بأنه «حبّ حياتها الأكبر».
بعد «نوبل» لم يُفكّر يوسا أن يواصل الكتابة كما أعلن «لو كليزيو» ولا أن يضع حداً لحياته على طريقة «ياسوناري كاواباتا»، بل فضل أن يصغي إلى صوت قلبه ويكمل ما تبقى من حياته كمراهق شغوف. هكذا تحوّل كاتب «شيطنات الطفلة الخبيثة» إلى «عجوز» يشغل العالم بـ «شيطاناته» الغريبة. واللافت أن أخباره الأخيرة انعكست على حركة بيع كتبه، فازدادت باطّراد، سواء في معرض الكتاب في «ليما» أو في «مدريد» أو عبر ترجماتها إلى الفرنسية والإنكليزية. فهل يكون «يوسا» عريس الموسم الجديد؟
______
*المصدر: الحياة
شاهد أيضاً
ليتني بعض ما يتمنى المدى
(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …