مؤتمر “القدس الثالث ثقافة وهويّة” يصدر بيانا في ختام أعماله



خاص ( ثقافات )
انعقد اليوم، الأحد، في مقر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس في رام الله، مؤتمر القدس الثالث ثقافة وهوية، تحت شعار: القدس تحتضن الألم، ولن تستسلم لتقسيم قلبها: الأقصى المبارك.
وبعد عدد من الندوات الثقافيّة والمداخلات التي تعرضت للوضع الذي تحياه القدس تحت الاحتلال، ولعدد من الموضوعات من بينها محاضرة تناولت التعليم في القدس وتدخلات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مسار هذا التعليم لحرفه عن أهدافه الوطنية والغايات المرجوة منه، أصدر المجمتعون في المؤتمر البيان التالي: 
إعلان القدس الثقافي
تتعرض القدس هذه الأيام لتصعيد غير مسبوق في مخطط التهويد الذي يستهدف طمس هويّة مدينتنا العربية الفلسطينية، والعبث بمشهدها العمراني الأصيل، وتقليص الحضور البشري لمواطنيها المسلمين والمسيحيين فيها، وإحلال ثقافة الغزو والهيمنة والعدوان بديلاً من ثقافة التعددية والتسامح واحترام الأديان.
ويتخذ هذا التصعيد في مخطط التهويد من المسجد الأقصى هدفًا للتطاول على أقدس مقدسات العرب والمسلمين وكل محبي الحريّة والسلام في العالم، حيث يتواصل انتهاك حرمة المسجد واجتياحه من قطعان المستوطنين، ومن غلاة المتطرفين الإسرائيليين، وفي عدادهم وزراء في حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب. 
وبينما تقوم قوات الاحتلال بحراسة هؤلاء المتطرفين وحمايتهم، فإنها تمعن في اضطهاد المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، وفي قمع المواطنات والمواطنين المقدسيين الذين يتصدون بصدور عارية لهجمة التهويد التي تسعى إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيًّا، تمهيدًا لتقسيمه مكانيًّا كما هو الحال الآن في الحرم الإبراهيمي في الخليل، ولا تُستبعد احتمالات هدمه في المستقبل المنظور بأيدي المتطرفين. 
يتمّ هذا العدوان على المسجد الأقصى وعلى القدس في ظل تقاعس حكومات عربية وإسلامية عديدة عن الضغط على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في بلدانها، للتوقف عن مساندة المحتلين الإسرائيليين، وتسهيل تطاولاتهم على الحقوق الوطنيّة للشعب الفلسطيني، وعلى عروبة القدس وأقصاها الشريف. 
ويتمّ هذا العدوان المستند إلى غطرسة القوة، وإلى قوة الدعاية المضللة، والبراعة في تزوير التاريخ، في ظل صمت دولي، أو في أحسن الأحوال، في ظل احتجاجات لفظيّة لا تردع المعتدين، ولا تعيد للمظلومين حقوقهم المشروعة في وطنهم.
إننا نحن الكتاب والكاتبات والصحافيين والإعلاميين والإعلاميات ورجال السياسة والمثقفين المشاركين في المؤتمر الثالث للقدس ثقافة وهوية، المنعقد في رام الله بتاريخ 4 / 10 / 2015 تحت شعار: القدس تحتضن الألم، ولن تستسلم لتقسيم قلبها: الأقصى المبارك، وانطلاقًا من رفضنا لثقافة الغزو والهيمنة، ندين التنكّر لحق الشعب الفلسطيني في قدسه وفي وطنه، مثلما ندين الإرهاب، سواء أكان إرهاب جماعات متطرفة، أم إرهاب دولة عنصرية محتلة، ونساند الحقّ المشروع في التصدي لهذا الإرهاب، إرهاب الجماعات وإرهاب الدولة، ونعلن انحيازنا إلى ثقافة التعددية التي تعتبر السمة الأبرز من سمات مدينتنا المقدسة، وندعو المثقفين الفلسطينيين في الوطن وفي الشتات، والمثقفين العرب أينما كانوا، وكل المثقفين المحبين للحرية والعدل والسلام في العالم، أن ينحازوا لهذه الثقافة التي ترفض العدوان، وتنسجم مع حريّة الشعوب وكرامتها وأمنها وسلامها. 
ولتكن نصرة القدس أول الطريق إلى الحرية والكرامة والعدل والسلام.
وليكن الدفاع عن المسجد الأقصى أول الطريق إلى حريّة القدس، عاصمة دولة فلسطين المستقلة، وإلى إحلال السلام والعدل والأمن والأمان في منطقتنا وفي العالم سواء بسواء.
رام الله 4 / 10 / 2015

شاهد أيضاً

أبورياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع لإنارة الطريق

الأديب موسى أبو رياش: المثقف معني بكل شيء في وطنه وعليه إشعال المزيد من الشموع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *