كان عمر غابرييل غارسيا ماركيز 33 عاماً حين وصل إلى مانهاتن عام 1961 بصحبة زوجته وطفله، حيث مكث في فندق وبستر، ولم يكن يدور بخلده أنه قد وُضع تحت مراقبة الـ “إف.بي.آي” منذ أن وصل.
وخلال الأربعة وعشرين عاماً التالية من حياته في أميركا، سيكبر ملف ماركيز الذي فتحه الضابط جي. إدغار هوفر، وظل أمره مكتوماً حتى كُشف عنه الآن، دون أن يُعلن الدافع من وراء مراقبة صاحب “مئة عام من العزلة”.
لكن التفسيرات ترجّح أن مراقبته تعود إلى السبب الذي جاء من أجله إلى أميركا، حيث كان يساعد صديقه الرئيس فيديل كاسترو في تأسيس “وكالة أخبار حكومية كوبية”، حسبما ورد في الصحف الأميركية التي تداولت الخبر أمس واليوم، وكانوا يعتقدون أنه اسمه الحقيقي خوسيه ماركيز وأنه متنكر باسم غابرييل.
بعد سنوات وحين أراد أحد الضباط تحديث صورة ماركيز في الملف، انتزع غلاف أحد كتبه الذي يحمل صورته ثم ختم عليه كلمة “سرّي” وألصقه بالملف.
في الملف، يوجد عبارات كتبها المخبرون يسخرون فيها من إنجليزية غابو الركيكة، لا سيما حين كان يحاول أن يغطي كصحافي محاكمة رجل كوبي متهم بالقتل. هنا يكتب المخبر “غارسيا ماركيز لديه صعوبة فظيعة في فهم الإنجليزية، وهو في وضع لا يحسد عليه ولن يستطيع تغطية المحاكمة”.
كما جمع رَصَدة ماركيز كل ما كُتب عنه في الصحافة الأميركية، ولدى تصدر خبر فوزه بنوبل عام 1982 الصحف، انتزع أحدهم خبر الـ “نيويورك تايمز” وكتب تحت عنوان فوز الكاتب بالجائزة: “صديق حميم لفيديل كاسترو”.
يظهر في الملف الذي يبدأ تاريخه في 8 شباط/ فبراير 1961 اتصالات صاحب “خريف البطريرك” مع شيوعيين أو شخصيات مساندة للشيوعين. ثمة ملاحظة أيضاً تقول: “يبدو أنه يضع شارباً اصطناعياً”(الصورة: ماركيز وزوجته مرسيدس بوت/ 1968).
مكتب الـ “إف.بي.آي” نشر 137 صفحة من الملف بناء على طلب من “واشنطن بوست”، حسبما ورد في الصحيفة. هكذا ينضمّ ماركيز إلى كل من إرنست همنجواي وجون شتاينبيك ونورمان ميلر وآخرين ممن كان الضابط هوفر نفسه مسؤولاً عن ملفاتهم.
من جهته، صرّح ابن غابو، رودريغو غارسيا، أن عائلته لم يكن لديها أدنى فكرة أن والدهم كان تحت المراقبة، لكن الأمر أيضاً لا يفاجئهم، إذ كان ماركيز صحافي كولومبي يحاول أن يؤسس وكالة أنباء لكوبا في ذلك الوقت.
هنا يذكر الابن حادثة وقعت في 1961، حين قال له والده إنه يشعر أنه ملاحق من قبل رجلين منذ أن يخرج حتى يعود إلى البيت.
العربي الجديد