يصر ملتقى «يا مال الشام- شعر وخمر» على البقاء صامداً في وجه الظروف الحالكة في دمشق. لا يأبه منظّموه بعدد القذائف التي تمطر أقدم عاصمة في التاريخ. يقول مدير الملتقى المخرج المسرحي أحمد كنعان بأسلوبه الكوميدي الصرف: «الحياة في دمشق تماماً مثل من يركب سيارة أجرة هذه الأيام. لو حالفه كل الحظ الطيب، سيكون السائق صاحب ضمير حي ويشغّل العداد لينجو من تكلفة باهظة وهو حال وضع القذائف. لو حالفك الحظ، ستنجو منها وهو آخر همنا نجونا أم متنا سنحارب اليأس بالشعر والفن» عدد كبير من الملتقيات المستنسخة بدأت تجرّب تقليد «يا مال الشام»، لكن الأخير جرّب البقاء متفرداً إلى درجة أنه أوقف نشاطاته في الفترة الماضية ثم عاد منذ حوالي أسبوع بدعوة للشاعر اللبناني مهدي منصور لإحياء أمسية في مقرّ الملتقى الجديد أي في «آرت كافيه ع الهدا» (دمشق القديمة). ويستأنف هذا المساء أمسياته بدعوة للشاعر والصحافي اسكندر حبش. في اتصاله معنا أثناء عبوره الحدود اللبنانية السورية، قال حبش: «أتمنى ألا تحمّل هذه الأمسية أكثر من طاقتها كأمسية شعرية. منذ أن أسس أحمد كنعان «يا مال الشام» في بيروت قبل سنوات، ظلّت تأتيني دعوات لاقامة أمسية ضمن نشاطاته بعدما انتقل إلى الشام. لذا أنا عائد إلى البيت الذي ساهمت في تأسيسه. وبالنسبة للخطر فهو موجود أينما كان، بخاصة أننا كنا نتنقّل طيلة فترة الحرب الأهلية في لبنان بشكل عادي وربما تستحق السعادة التي تغمرني بإحياء أمسية في دمشق وهي في هذا الظرف أن أتحمّل أي تبعات ممكنة».
من جانب آخر، يشرح لنا مدير ملتقى «يا مال الشام» عن الطريقة الجديدة التي سيتبعونها بالقول: «قررنا تغيير سياسة الملتقى بعدما تم تقليده ببغائياً في أكثر من مكان وسيقدم كل أسبوع شاعراً مهماً، إضافة إلى بعض المشاركات الشبابية المدروسة ويسعى الملتقى بالتعاون مع بعض رجال الأعمال لإطلاق جائزة شهرية للكتاب الشباب حملت اسم «جائزة أول السطر» سيكون أول تجربة لها مساء هذا اليوم»
الأخبار اللبنانية