إيناس العباسي: المغامرة دفعتني نحو قصة الطفل


*خلود الفلاح

خاص- ( ثقافات )

إيناس العباسي قاصة وشاعرة تونسية تدخل اليوم تجربة كتابية جديدة ألا وهي الكتابة للطفل وتحمل مسئولية إدارة “دار النحلة الصغيرة” للنشر التي انطلقت منذ شهر يوليو 2014 ، بتسعة عناوين كبداية. وتعمل الدار حاليا على تجهيز مجموعة جديدة من القصص حوالي 11 عنوانا جديدة ستصدر على مرحلتين.
وتصف القاصة إيناس العباسي كتابتها للطفل بالقول: كثيرا ما توصف الكتابة للأطفال بأنها السهل الممتنع وأنا أعتبرها من الصعب الممتنع. التحدي الأكبر الذي أواجهه اللغة. لغتي مثقلة بالشعر ومثقلة بلغة الصحافة بحكم عملي السابق ومثقلة بلغتي كقاصة. لهذا أعتمد أسلوبين في الكتابة إما أن أتفرغ في فترة معينة فقط لكل ما يهم قصة الطفل فأتوقف عن القراءة أو الكتابة بلغة الكبار أو أكتب القصة وأبتعد عنها لفترة ثم أعيد صياغتها من جديد بلغة أكثر طفولية.
فرادة الفكرة واللغة 
ومتى بدأت الفكرة قالت القاصة إيناس العباسي: “من خلال علاقتي بابنتي كنت ارغب في أن أقص عليها قصصا من تأليفي وهكذا كتبت قصة أولى بحثت لها عن رسامة وهنا وقعت في فخ الرسومات. هناك العديد من المواهب العربية الشابة في مجال الرسم للأطفال ما سحبني تماما لعشق الرسم. بكل تأكيد لا ننسى الكتاب الموهوبين في العالم العربي لكن الرسم شهد في السنوات الأخيرة طفرة كبيرة وكل شكري للسيدة الرسامة الكبيرة انطلاق محمد علي فهي عرفتني أكثر وأكثر بالرسم من خلال صفحتها illustrations culture التي ثقفتني بصريا وسهلت عليّ اختيار الرسامين لاحقا. 
هكذا بدأت الفكرة قصة أولى والإبحار يوميا في صفحة الرسم، جعلني أفتتن أكثر بقصص الأطفال ومن هناك بدأت الفكرة ذات صباح بينما كنت أتحدث مع زوجي وشريكي في تأسيس دار النحلة الصغيرة”.
قمت بعدة جولات في المدارس لتقديم القصص للطلبة. هل يسهم ذلك في التعريف بمنشوراتكم؟ فكان رد القاصة إيناس العباسي: “بكل تأكيد! من المهم القيام بمثل هذه القراءات القصصية في المدارس ومعارض الكتب وغيرها من الفعاليات الثقافية. وهذا لا يساهم فقط في التعريف بكتب الدار بل يساهم في احتكاك مباشر وأكبر مع الأطفال وهم الفئة المستهدفة. هكذا أستطيع متابعة آرائهم حول قصصنا مباشرة، ما الذي أحبوه وما الذي لم يحبوه. ما هي القصص التي استحوذت على انتباههم أكثر والأهم من كل هذا مثل هذه الجلسات هي متعة حقيقية بالنسبة لي على مستوى شخصي أستعيد فيها فرحا بريئا خالصا ففي الكثير من هذه الحصص يسأل الأطفال اسئلة مدهشة وطريفة ويدققون في تفاصيل لا تخطر على بال الكاتب ولا الرسام. 
مثلا بنت السنة الماضية دققت في قصة وقالت المعلمة هي نفسها الأم (رغم أنهما شخصيتان مختلفتان) وحين دققت النظر انتبهت أن هناك وجه شبه كبير بينهما في الملامح”، وأضافت: سنركز في الوقت الحالي على نشر القصص للأطفال ولو تلقينا لاحقا قصصا مميزة موجهة لليافعين بالتأكيد سننشرها. المبدأ الذي تعتمده لجنة القراءة في الدار الاختلاف والفرادة في المواضيع واللغة البسيطة والجميلة في نفس الوقت.
مغامرة ممتعة
تقول القاصة إيناس العباسي إن أكبر تحدٍ يواجه من يكتب للأطفال الفكرة. من يريد أن يبدع ويتميز في هذا المجال عليه البحث والتنقيب عن فكرة جميلة ومختلفة، فكرة مُبتكرة وقادرة على شد انتباه الطفل وجعله يفكر في القصة وتفاصيلها حتى بعد الانتهاء من قراءتها.
والتحدي الثاني هي اللغة. كثيرا ما يقال أن الكتابة للأطفال هي السهل الممتنع. لا أرى أنها سهلة أبدا خاصة على مستوى اللغة فمن تعود على التفكير بلغة الكبار والكتابة للكبار سيصعب عليه كتابة لغة بسيطة ومحرضة للخيال في نفس الوقت.
وما جدوى دار نشر في الوقت الذي يوجد فيه العديد من القنوات التليفزيونية المخصصة للطفل تقدم له أفلام الكرتون والبرامج الترفيهية. فأوضحت القاصة إيناس العباسي: “ليت المشكلة تُختصر في القنوات التليفزيونية فقط هناك تحد أكبر يواجه الكتاب أخطر من قنوات الاطفال وهي التطبيقات الأونلاين على الهواتف الذكية والأجهزة مثل هذه التطبيقات إذا لم يتم استغلالها بطريقة جيدة فستؤثر سلبا على الاطفال وحتى على نمو ذكائهم. 
قضاء ساعات في اللعب العاب ترفيهية لا فائدة منها لن يسبب إلا في كسل ذهني سواء للأطفال أو الكبار، يتحول الطفل إلى مستهلك للتسلية وحسب. بينما يوجد عربيا حاليا تطبيقات مثل تطبيق “لمسة” خطت خطوة جدية وهادفة تخدم الطفل العربي والكتاب العربي. حيث يتم تحويل الكتب إلى صيغة متحركة تتطابق مع الاجهزة الحديثة بحيث يقرأ الطفل القصة وكأنه يشاهدها ويتفاعل معها”.

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *