* فاطمة بن فضيلة
خاص- ( ثقافات )
1
مولاي ضاقت
على مجنونك الصحف
عامان مّرا
و قلبي نازف تعبٌ
حانٍ بباب الشوق يرتجف
مولاي لا نجم لينبئني
و لا نار
بما في الغيب تنكشف
مسجونك مشدودٌ إلى وتدٍ
بلا جلد و منه الطير تغترف
مرّ الرعاة، تعالت بينهم لغة
فلا ساروا بمنتظمٍ و لا هبّوا ولا انحرفوا
يرمونني بالعيد بعدَكُمُ….
أيّ الهلال رأوا… و أنت…
صامتٌ، وَجِلٌ
طافٍ بباب الغيم معتكف.
2
يقول حبيبي أنّ شفاهيَ توتْ
و لم يدْرِ أنّ شفاهي استوَتْ
و استدارت
و صارت ثمارا و ثارت عليه و جارتْ
و لكن…
بلا شفتيه تموتْ
3
من يوميات حانة
______-
على غير عادته
جاء هذا المساء سريعا
و جاء النّدامى
على غير وعد جميعا
تلفتُّ حولي…
ها قد أتوا على غير ما عوّدتني الطريق
جموعا
تلحّفتُ بالأزرق المخمليّ ربيعا
و أعددتُ ما طاب من دافئات الخمور
ووشوشت في أذن النادل أن
أخرج قواريرك الفاتحات جميعا
و هيّئ لعشّاقيَ الليلة عشا وديعا
على غير عادتهم
شرب العاشقون الكثير
و لم يسكروا
لم أستمع للأجشّ يغنّي “سوج آ الحمام”
و لم يقرأ المتناهي قصيدة حب جديدة
و لم يتعارك كعادته
كلّما طرب القلب من لذّة الخمر داعي السلام
على غير ما عوّدوا القلب لم يطربوا
وشوشتُ في أذن النادل
-أأعددت للعاشقين الخمور جميعا
-نعم قد فعلتُ
-سكبتَ لهم ما قد تعتّق
من عصير الشعير و روح العنب
-بلى قد سكبتُ
-جلبتَ النبيذ القديم
و تلك الجرار الصغيرة خلف الجدار؟
-أجل قد جلبتُ
-و حتى البراق؟
-و حتى البراق
ما بالهم يا رفيق همومي اذا
يشربون و لا يطربون
ما بالهم يا رفيقي حزانى حزانى كليل الفراق
همهمَ النّادل ثم قال:
لأنّ…لأنّ…لأنّ العراق
4
عيناكَ محرابان
ديران متأرجحان
بأذرع الغيمات
و أنا القصيدة يا ابن روحي
ماء يُرشّ على أنين الخاطئات
عيناك بابان على الإله مغلّقان
و أنا…
أنا ابنة الاثم القديم
أنا المدينة هدّمت أسوارها
للعاشقات
عيناك…
يا سيّد الزيتون مغفرة و إثم
ذنب أستدلّ على إلهي به
لأمضي
…
و أنا ألوح بباب البحر أمس
قفز الزيتون غطّى الملح
و تناثرت صور على شبّاك
منزلنا الحزين
الأسود المفتون في عينيّ
للأسود المجنون في عينيك يمتدّ
فيرجؤه الحنين
كيف أعبر باب روحك يا ابن روحي
كيف أعرج من مسائي الى السماء
المساء مدينة مفتوحة كالجرح
و الغابة السمراء تنفض قلبها للعابرين
– بائع الفول
– عازف الايقاع مقطوع اليمين
– المومس الشقراء
– المدرّس
-عتّالون في ميناء رادس
الغابة السمراء تفتح جرحها للأنبياء.