محمد عبدالسميع
قالت الروائية السودانية آن الصافي: إن الكثير مما يكتب على أنه رواية في الوقت الراهن لا يخرج بنا عن ذلك الثالوث التقليدي وإن تنوعت أساليب الطرح. فعلى سبيل المثال وليس الحصر، قد ينقل لنا الكاتب مشاهد مباشرة من مشفى المرضى النفسيين ومن يعانون من داء عقلي ثم يصنف كتابته بوصفها عملاً روائياً تخيلياً. أين الابتكار والإبداع الفني في ذلك؟
وأضافت الصافي خلال جلسة نقاشية تناولت روايتها «فلك الغواية»، بالدراسة والتحليل، نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره في الشارقة، مساء أمس الأول، أن الكتابة للمستقبل اختيار يحتمه واقعنا الآن كمسؤولية تجاه حاضرنا وأجيال ستأتي من بعدنا. أجيال قد تسألنا عما نقلناه لهم من ماض لم يعايشوه معنا ربما. وأضافت الصافي: الكتابة للمستقبل تعني أن نتحرر من التكرار النمطي الذي تعاني منه الكتابة الروائية العربية المعاصرة للثالوث التقليدي المحدد بالسياسية والدين والجنس، وأن تنفتح المغامرة الروائية على مديات أكثر رحابة واتساعاً وأكثر تجريبية وأشمل في تعبيرها عن قضايا الإنسان المعاصر وهواجسه.
من جانبه، أشار الناقد الدكتور صالح هويدي، خلال الأمسية التي قدمها الكاتب اسلام بوشكير، إلى أن «فلك الغواية» هي الرواية الأولى للكاتبة آن الصافي، وبالطبع كلنا يعرف ماذا تعني الرواية الأولى للكاتب؟ نتوقع أن تكون خطوة في درب الإبداع الروائي العربي. وأضاف: سأستخدم مصطلح الرواية متجاوزاً لأن هي رواية قصيرة أكثر منها رواية. شخصياتها انقسمت إلى شخصيات رئيسة احتلت مساحة كبيرة، وشخصيات احتلت مساحة أقل وكان لها فاعلية شخصيات مكملة وأقرب إلى الديكور، شخصيات هامشية. ونوه هويدي إلى أن مدينة أبوظبي هي المكان الرئيسي الذي تقوم فيه الأحداث إضافة إلى قبرص والمغرب ودول أوربية. وأن الرواية انقسمت إلى 22 فقرة ولا يمكن أن نسميها فصولا لأنها تتفاوت في الحجم فبعضها لا يتعدى الصفحتين. وهذه الرواية تأخذ شكل السيرة الذاتية، والسرد بضمير المتكلم يتيح فرصة للبوح وهو يلائم سرد السيرة الذاتية عادةً.
وتحدثت الكاتبة آن الصافي قائلة: نعم هي روايتي الأولى وكان هدفي أن أترك بصمتي المعبرة عن قناعتي ورؤيتي، فأنا لا أنتمي إلى أي مدرسة. وقد يكون لدي بعض الجرأة والتهور. وأضافت: الرواية استغرقت 4 سنوات تخللتها قراءات في مناحي الحياة وحوارات واكتساب خبرات بالاطلاع. بعدها بدأت في عمل اسكتش لشكل الرواية (رسم الشخصيات، والأحداث).
الاتحاد