المنامة – في كتاب “أيها الفحم يا سيدي.. دفاتر فنسنت فان غوخ”، للشاعر قاسم حداد لا تستطيع أن تفصل بين قول الرسام وقول الشاعر، إنه كتاب عن الإبداع بشكل عام، عن نظرة المبدع تجاه عمله، وتجاه العالم المحيط به، يهدم حداد كل الجدران التي تحيط بمنبع العمل الفني، ليصل إلى ذلك الجوهر الكامن في كل مبدع، الشغف الحقيقي بفكرة الخلق ذاتها. يتقمص شخصية فان غوخ ليتحدث بصوته، ويدخل في لباس الرسام ليستنطق الشاعر والرسام معا. إنه عمل مشغول بخبرة الشاعر الطويلة في الكتابة وتمرسه في البحث والتقصي والتقمص والتعبير، وجرأة الرسام الشاب وهوسه بالتجديد، والمغامرة والاستشفاف والتعرّض، هوسه بالتعبير عن الأشياء بشكل مختلف، بشكل حقيقي.
في الكتاب يقول حداد “إلى أين أنت ذاهبٌ على وجه التحديد؟ هل أنتَ طفلٌ يبحث عن سَكينَةٍ مفقودة في ليل الكون؟ أقدامٌ وحيدةٌ تتقرّى مواقعها نحو ارتفاعات رشيقة، في حذر من يضع خطواته في طريق جديدة لا يعرف فيها التضاريس ولا المهاجع”. وقاسم حداد من مواليد البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي. التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975، ثم عمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام من عام 1980.
حصل على إجازة التفرغ للعمل الأدبي من طرف وزارة الإعلام نهاية عام 1997. شارك في تأسيس “أسرة الأدباء والكتاب في البحرين ” عام 1969. شغل عددا من المراكز القيادية في إدارتها. عضو مؤسس في فرقة “مسرح أوال” عام 1970. يكتب مقالا أسبوعيا منذ بداية الثمانينات بعنوان “وقت للكتابة” ينشر في عدد من الصحافة العربية. كتبت عن تجربته الشعرية عدد من الأطروحات في الجامعات العربية والأجنبية، والدراسات النقدية بالصحف والدوريات العربية والأجنبية. ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات الأجنــبية.
من أعمال الشاعر نذكر “البشارة” و”خروج رأس الحسين من المدن الخائنة” و”الدم الثاني” و”قلب الحب” و”القيامة” و”شظايا” و”انتماءات” و”النهروان” و”الجواشن” (نص مشترك مع أمين صالح) و”يمشي مخفورا بالوعول” و”عزلة الملكات” و”نقد الأمل”.
_________
*العرب