* محمد المعايطه
خاص- ( ثقافات )
ليس وحيداً .. تماماً
.
.
هناك مدينة ألعاب في رأسه
رغم عزلته
هو ليس وحيداً تماماً ..
ربما ونّسه صداع نصفي
حتى يكتب نصاً قليلاً بعيون جاحظة
نصٌ محدقٌ بجدار .. وجدارٌ محدق فيه ..
….
ثلاثون طفلاً يكبرون في رأسه
يضربون جرس الفكرة
ويهربون..
يشترون الحلوى المكشوفة
من حلم فاسد..
….
باعة متجولون
وصبايا على شبابيك خياله
يسحبهن الفضول لخزانة الملابس
وجوارير الإكسسوارات
هناك مجهول في الخُرْج وهناك فضول
وصبايا حالمات وشبابيك مفتوحة
وأبواب مُتَرّبَسَةٌ بعذريتهن..
….
يفتعل شجاراً مع أشخاص لا يعرفهم
يلوي ذراع الخيال
حتى يكون منتصراً ولو مرة واحدة
في شجار..
….
رغم عزلته
يتشظى ألف وجه في يديه
تطير في الحجرة كصغار الذباب..
وتحط على ورقة فارغة من الهراء
يكتب عنواناً برأس الصفحة
يصيد الذباب به..
.
.
ثم يؤرخ قصيدته الجديدة
الثلاثاء / السابع من نيسان..
*******
“رثاء متأخر لمحمد الماغوط”
..
تأخرت في رثاءك
تأخرت في أن أكتب على رقعة في ثيابي
قصيدة لك..
أن أجمع كل أعقاب السجائر
من المنفضة
وأدخنها مرة أخرى بصحتك..
..
تأخرت أن أشرب عنك كأس العرق
في كل مرة يداهمني البكاء
كرجال الأمن..
..
تأخرت أن أوشم وجهك على وجهي
وأركض “عارياً إلى غابتي”..
أن ألقي خمج الثمار على المارة
وأدعي أنها وصيتك..
..
تأخرت أن أقرأ صوتك كاملاً
كل ليلة..
كقصص الأطفال قبل النوم
صوتك العاصفة
أنعم من عين ماء..
..
تأخرت أن ألون بداوتي
بالأحمر..
وأخون منفاي
أن أجرد سيفي
على زهور الحديقة العامة
أن أسير غرب الله إلى عدن..
..
تأخرت في الزيارة
كان الطريق مزدحماً
وحراس السجن
خدعوني..
سرقوا رغيف الخبز من يدي
وعدت وحيداً خائباً
كأيٍ من قصائدك..
..
أتيتُ متأخراً
ورحلتَ باكراً..
كلانا قد تأخر
نحمل بقجة من بلاد خائبة
وكفناً من الشعر..
..
تعال نعيش قليلاً بعد..
تعال نرثي البلاد..
——-
*شاعر من الأردن