نصوص.. الملاك الحارس



*هدى حسين

خاص- ( ثقافات )

تماماً كالعاصفة
تهبين في وجهي فجأة
وتحملين كل الرمال إليّ.
أنا لم أفعل شيئاً إجرامياً:
أحببتك
وتركتك ترحلين
هل تعتقدين أن ذلك هين؟
حملت عنك أتربة الذكريات الخربة
وانتظرتك ساعة في المقهى
لأشعل سيجارتك وأتركك
لشهوة الكلام.
لم أدفعك إلى الفراش بركلة قدم
ولم يسِل لعابي عليك كالقروى الساذج.
فهل تعرفين هذه الغصة التي تشبه الحب؟
هذا الألم الذي يخرج بابتسامة صافية 
بينما يرف شالك وأنت تنقلين قدميك
الواحدة تلو الأخرى
بخفة على الرصيف؟
يدك المعلقة باستخفاف في ذراعي تمنحني رعشة
وعيناك الشاردتان بعد فاصل طويل من الحكي تدفعاني للبكاء.
وأنت تنهين الكلام:
-“عندما تذكرتكِ
وشعرتُ أنني أفتقدكِ
نطقت اسمك
يا هدى.”
الملاك الحارس

الراعي العجوز
تعرفه خرافه تمام المعرفة:
هو الذي يملك مفاتيح ابتهاجها.
له شجرة وحيدة وعنزة محببة يحرِّم عليها الخراف.
أحياناً يعزف الكمان تحت شجرته
الأوتار تنقطع لو اندمج في العزف.
هذا هو سوء التفاهم اللازم
لتعبِّر عنزة وحيدة عن انفعالاتها.
—-
وجه الشبه
الذبابة التي تزعجني أثناء الكتابة
يزعجها دخان سجائري:
كلانا يحارب الآخر في مجال تنفسه
حرباً عادلة.
فكلانا أسود ومطرود ومحتَقَر.
لكن الذبابة تتميز عليَّ بالأجنحة
وبعري تام
لا يستنكره أحد.
___________
من ديوان “نحن المجانين” الصادر عن وزارة الثقافة اليمنية بصنعاء 2004

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *