الحياة مُهندَسَة والهندسة حياة




*إيمان يونس

خاص- ( ثقافات ) 

المتأمل فى الكون من حوله لابد وأن ينبهر بمهندس الكون الأعظم الذى أتقن كل شىء صنعًا سبحانه ” اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ” سورة الرعد 2
ومراحل خلق الإنسان التى تتجلى فى الآية الكريمة ” ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين‏ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ” سورة المؤمنين 11-14″‏
هذا بخلاف الجينات الوراثية الحاملة لكثير من الصفات الخًلقية والخٌلقية التى يحملها كل إنسان وتنتقل عبر الأجيال وفقًا لقوانين الهندسة الوراثية. 
وكليات الهندسة فى كل بقعة فى الأرض تضم العديد من الأقسام والتخصصات المختلفة على سبيل المثال ” عمارة ، مدنى ، كيمياء ، كمبيوتر ، كهرباء ، غزل ونسيج وميكانيكا وغيرها ” والأقسام ذاتها مُفعلة بين أفراد المجتمع فيجب أن يحدث تفاعل لدرجة ما بين الأشخاص لوضع أساسات علاقتهم ومن ثم البناء عليها ووضع تصور لطرازها ، وتحديد درجة قوتها لا سيما وإن كانوا من نسيج اجتماعى متقارب وشبكات التواصل والمعلومات عن بعضهم متاحة ،وكل علاقة بها جوانب مضيئة إيجابية وجوانب أخرى معتمة سلبية 
وبعض المهندسات والمهندسين على اختلاف تخصصاتهم التى تؤثر بشكل مباشر فى الحياة من حولنا لهم حضور فى الحياة الثقافية من خلال أعمالهم الأدبية ، ما مدى تأثير دراسة الهندسة عليهم وعلى أعمالهم ؟ وما تأثير الهندسة فى الحياة من وجهة نظرهم وكانت البداية مع 
الأديب القدير أ / سعيد سالم حاصل على : 
بكالوريوس هندسة كيمائية ، ثم ماجستير هندسة كيمائية من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية
له إنتاج أدبي غزير 15 رواية منها على سبيل المثال لا الحصر ” الجلامبو ، المقلب ،الحب والزمن والفصل والوصل ” و10 مجموعات قصصية منها ” قبلة الملكة ، الممنوع والمسموح وأقاصيص من السويد ” كما كتب للمسرح ” الجبلاية ، دكتور مخالف “
وللدراما الإذاعية ” مفتاح السر ،رجال من بحرى وغيرها “
وللدراما التليفزيونية ” عاليها واطيها ” والمقلب قيد الإعداد 
وفى النقد ” الاسكندرية 2010 فيض من الابداع المتألق ، نجيب محفوظ الانسان 2011 “
بالإضافة إلى الكتب تحت الطبع 
كما نال العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية 1994 ، جائزة الدولة التقديرية 2012 ووسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى 2013
وبسؤاله عن ما مدى تأثير دراسة الهندسة عليه وعلى أعماله ؟ أفاد بأن
دراسة الهندسة تعلم التركيز والتكثيف واقتحام الهدف مباشرة كما ان التحليل والتفاعل صفتين مشتركتين بين الرواية والكيمياء مضافا اليهما التفاعل بين العناصر من جهة والاحداث الروائية من جهة اخرى
احتكاكى باوساط العمال ورجال الاعمال واصحاب الشركات قدموا لى موضوعات روائية وقصصية عديدة.
_________
و الأديب محمد عباس على
تخصصه قوى كهربية وهو شاعر له ديوان شعرى “خديث مع السكون ” وقاص له العديد من الاصدارات القصصية منها حين تميل الجدران وفاطمة تعيش الحلم التى نال عنها جائزة الطيب صالح لعام 2014
وبسؤاله عن ما مدى تأثير دراسة الهندسة عليه وعلى أعماله ؟ 
تأثير دراستى على اعمالى الادبيه اولا ثقافه علميه ثانيا تنظيم هندسى ثالثا استخدام نسيج مختلط مابين الادب والعلم
وعن كيفية ربط الهندسة بالحياة عامة والثقافية خاصة كان رأيه أن
الربط بين الهندسه والحياة عامة شىء مهم جدا فهو اولا تنميه للعقل بيحث يواجه الحياه بطريقة منظمة
ثانيا ترتيب الافكار دائما وتنظيم الحياة
ثالثا رؤية الامور بنظرة عقلانيه بعيدا عن انفعال اللحظة
رابعا الاحساس ان الحياه منظومه علينا ترتيبه.
_______
الكاتبة الواعدة والمهندسة المعمارية غانيا الوناس _ الجزائر 
لديها مجموعتان قصصيتان، واحدة منهما قيد النشر تحمل اسم وذاكرتها لاتزال خالية. ولديها مجموعة كبيرة من النصوص تطمح لجمعها في كتاب واحد، بالإضافة إلى كتابتها لرواية حاليا و حصلت على المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة، بمهرجان همسة للفنون والآداب بالقاهرة لعام 2015
وعن علاقة الهندسة بالكتابة بالنسبة لها أجابت 
العلاقة بين الهندسة والكتابة كانت بالنسبة لي كنوع من التحدي، انا منذ طفولتي كانت ميولاتي أدبية، كنت أعشق كتب الأدب العربي التي كانت بحوزة والدي، الذي كان مدرسا للغة العربية، نشأت وأنا محبة لكل ما له علاقة بالأدب. في دراستي الثانوية تفاجأت أنه تم توجيهي للقسم العلمي وواصلت في الجامعة اخترت الهندسة المعمارية ، لكني ميولاتي بقيت دائما باتجاه الادب الهندسة والكتابة عمليا مختلفان، لكن كون كلاهما يعتبران من الفنون
وعن مدى تأثير دراستها على كتاباتها ؟
تعتقد أن الهندسة عززت من موهبتها الأدبية لتكون موازية لها وطدت العلاقة بينها وبين الكتابة 
وعن كيفية تأثير الهندسة فى الحياة الثقافية ردت 
لتأثير الهندسة في الحياة الثقافية، حسب اعتقادي الهندسة بشكل أو بآخر خصوصا مجال العمارة تربي لدينا الذوق العام، بحيث يصبح دائماً اهتمامنا بالاختيار الافضل هو الهاجس، وأكثر ما يشغلنا، وبالتالي فإنها تصبح في ذلك على خط متوازي مع الثقافة، لأنهما في النهاية ينتميان إلى الفن، والفن بامكانه تطوير أفكار الناس، وتوجيهها نحو ما هو مفيد ومؤثر في حياتهم بشكل عام.
_______
أما الأديب الشاب إيهاب عبد المولى 
دراسته وتخصصه، في الهندسة المدنية، وأنهي بعدها عدة دراسات، في مجال الجودة لكتنولوجيا المعلومات 
بالنسبة لإعماله الأدبية، يعمل من خلال مشروع أدبي يتكون من ثماني روايات تمزج بين العلوم والأداب. صدر منها رواية (اليعسوب)، ورواية (المريخ واحد). وأنهيت عملين: (رواية نفسك في إيه)، ورواية (ظلامية 
ما مدى تأثير دراستك الهندسية على أعمالك الأدبية ؟ كيف يمكن الربط بين الهندسة والحياة عامة والثقافية خاصة
الإنسان ما هو إلا تراكب، وتراكم، للخبرات، بمختلف أشكالها، وتنوعاتها. هذه الخبرات، التي يحصدها خلال رحلة حياته وما يتعلمه أثناء دراسته، وإطلاعاته. والأديب ما هو إلا إنسان، قادر على أن يخلق عالم كامل على الورق، عن طريق معالجة هذه الخبرات المكتسبة، ودمجها مع مخزونه الثقافي، والدراسي، ليأتي بأفكار مصفوفة، على صفحات كتبه. 
والهندسة، علم، وفن. و(لله) المثل الأعلى، كوننا ما هو إلا نتاج هندسة على أعلى مستوى، مصحوبة بكمال في التنفيذ، وجمال في الأخراج. فالإبداع، والفن، والجمال، ثالوث لا ينفصل. الإديب المهندس، يستطيع أن يبني عالم كامل متناسق، متشابك، ومعقد لإقصى درجة، ولكنه في نفس الوقت، تحفة فنية، ليستطيع مخاطبة العقل، القلب معا. وهذا هو شرط نجاح الأديب المهندس من وجهة نظري. الذي يستطيع مخاطبة العقول، والقلوب معا.
فلو خلى الكتاب من الجمال، لتحولت الرواية إلا بحث علمي. ولو خلت الرواية من الأفكار، لتحولت إلى كلمات منثورة ، أو أشعار مزجولة. وهذا هو ما أحاول أن أقدمه في أعمالي. مزيج من الأفكار التي تخاطب العقل، والمشاعر التي تخاطب الوجدان. وما كنت بقادر ،على إخراج مثل هذه النوعية من الإعمال، لولا دراستي الهندسية، وإطلاعاتي الأدبية، وخبراتي المتنوعة في الحياة.
ولهذا لا إنفصال، عن الهندسة، والحياة عامة، والثقافية خاصة.
فالهندسة، والتنظيم الدقيق هما سر الحياة. هناك 26 ثابت كوني تعد بمثابة السقالات، أو الدعامات، التي بني عليها كوننا. ولو إختل ثابت واحد منها، ولو بنسبة ضئيلة، لن تصبح الحياة ممكنة على هذا الكوكب. أما الثقافة، فهي نتاج أصيل، للمخزون الوعي المتراكم للإنسان، عبر العصور. وكل حضارات الأمم السابقة، والتالية، وحتى فناء الكون، سيظل الملمح الثقافي لها، هو عنوانها، و(الترمومتر )، الذي نعرف من خلاله، مدى تقدمها، وتحضر شعوبها.
__________
الكاتب الواعد مهند فودة
تخصصه هندسة معمارية وماجستير عن للمباني التراثية وهو مدرس مساعد بكلية الهندسة جامعة المنصورة 
.. اثرت دراستي الهندسية بشكل كبير على اعمالي الادبية .. اهتمامي بالتفاصيل .. بالاماكن .. بوصف البنايات وخاصة القديمة والتراثية منها .. لي عدة نصوص ادبية مرتبطة بالاماكن والاحياء والمباني القديمة .. محاولة للفت الانتباه الى اهميتها وقيمتها. . والأكثر القيم المعنوية المرتبطة بذاكرة الاشخاص
ويرى أن الهندسة المعمارية مرتبطة بشكل عام بالمجتمع والبيئة بشكل كبير وهو ما يميزها بشكل كبير عن باقي التخصصات. . وتعتبر اكثر فروع الهندسة اقرب للادب باعتبار الفن نوع من الفنون .. حيث اننا ندرس تاريخ العمارة والحضارات ونلم باحتياجات الانسان والمجتمع لكي ينعكس ذلك ايجابيا على تصميمنا للفراغات بجميع احجامها .. اعتقد انني من خلال نصوصي الادبية يمكنني طرح العديد من قضايا العمارة والعمران..مثل العشوائيات. . ابراز قيم الجمال في المباني القديمة والتاريخية..
________
حسن اللمعى 
حاصل على بكالوريوس هندسة الإتصالات جامعة الإسكندرية نشر قصصه بالعديد من الصحف والمجلات المحلية بالإسكندرية عمل بقطاع الهندسة الإذاعية باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى، ومازال يفكر فى تجميع ما نشره فى إصدارات خاصة به ، ويحرص على المشاركة فى الندوات والمؤتمرات الثقافية وله حضور مميز ومداخلات قيمة بها ويرى أن 
الدراسة الهندسية مكنته من ترتيب أفكاره بشكل رياضى بحت ، وساعدته على تسلسل موضوعاته بشكل متتالى دون إقحام فكرة على فكرة أخرى لمجرد الكتابة وفقط الهندسة يتمتع من درسها بحس متفرد يطلق عليه
( engineering sen
مما جعله يمارس الحياة بحسابات خاصة تتلمس مدخل خاص لكل شخصية يقابلها ويتعامل معها سواء شخصية ثقافية أو عامة
.
أما الأديب رضا الهجرسى
حاصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكية وله إصدارات أدبية منوعة بين القصة ،الرواية والمسرح والأدب الساخر ومنها مذكرات زوج مفروس جدا ( فى الأدب الساخر) – مسرحية (الفرفور والطرطور ) 
ورأيه أن لدراسة الهندسة تأثير واضح فى كتاباته حيث تعلم أن التفكير الواقعى بمعطياته هى أقصر الطرق لحل المشاكل ,ولذلك صبغت تلك الدراسة قصصه ورواياته إظهار الواقع بكل معطياته من خلال وضع بقعة ضوء على عيوبه ومواطن الضعف فيه من 
جهل وتخلف وكيفية مواجهته
كما أن عمله بالمواقع المختلفة بأرجاء المحافظات أثرى معلوماتى عن مجتمعات عديدة على أختلاف عاداتها وتقاليدها 
-وعن كيفية الربط بين الهندسة والحياة عامة والثقافية خاصة ؟
– فى دراستنا الهندسية درسنا قوانين الحياة وأهمها فى رأى 
– قانون الحركة والذى لو طبقنا قوانينه على الحياة لأكتشفنا 
أنه أساس تقدم الأمم وتخلفها , 
– قانون النسبية , وهى نسبية الرؤى بين الشعوب والمجتمعات 
فى حل ومواجهه مشاكلها ,
وفرضت تلك القوانين نفسها على كتاباتى دون وعى منى لأنها رابضة فى أعماقى من دراستى الهندسية مع إيمانى الكامل بها وتأثيرها المباشر على حياتنا. 
والشاعر محمود الفحام 
دراسته هندسة ميكانيكية من كلية الهندسة جامعة الاسكندرية من إصداراته الشعرية الفصل الثانى لم يبدأ ويبقى الشعر تذكارًا. 
ان المواد الهندسية ساعدت علي اتساع الآفاق الفكرية لديّ وتنشيط ملكات البحث والاستنباط والتخيل والاستيعاب ثم الدقة المتناهية في الرصد والتعبير حيث ان انحراف خط غير وارد في الرسم الهندسي كذلك اختلاف حرف من كلمة في بيت من الشعر يُخِلّ بالوزن ويبتعد بالشعر عن ثوابته العروضية. كذلك تعلمت ان الاتزان بين شَطريّ البيت الشعري يشبه الاتزان بين طرَفَيْ معادلة رياضية أو معادلة كيميائية. أما تأثير الهندسة علي الحياة العامة فهذا أمر جلِيّ يتجلي في كل الابتكارات والانشاءات الهندسية والمعدات الميكانيكية والكهربائية التي تخدم الإنسان وكل ذلك نتاج فكر هندسيّ وتنفيذ رائع لما ابتكره هذا الفكر. اما تأثير الهندسة علي الحياة الثقافية فليس هناك تأثير مباشر اللهم إلا فيما يقدمه العقل الهندسي من معدات مثل آلات الطباعة وآلات العرض السينيمائي والتليفزيوني تصنيعا وتشغيلا وصيانة 
وهذا يساعد علي نشر الثقافة ونقل فكر و إبداع المثقفين
الدقة ،النظام ، الخيال الخصب ، عمق الرؤية والقدرة على الإبتكار صفات يتحلى بها من درس الهندسة بتخصاصتها المختلفة ، كما جاءت فى ردودهم السابقة هل هذه الصفات وجدها الآخرون فى كتاباتهم أم هناك سمات أخرى تميزوا بها.
_______ 
د. عدلي الهواري
ناشر ورئيس تحرير مجلة «عـــود الــنــــد» الثقافية حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية ، ماجستير علوم سياسية ثم دكتوراه دراسات اجتماعية وسياسية ، وهو عضو سابق في هيئة تحرير مجلة مركز دراسات الديموقراطية بجامعة وستمنستر.كما أنه معد ومقدم ومنتج مختلف أنواع البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية – bbc، وكاتب للتحليلات بالإنجليزية والعربية، ومقدم ومعد برامج منها عالم الظهيرة. العالم هذا الصباح. العالم هذا المساء. حصاد اليوم الإخباري. بين السائل والمجيب. 
ووجهنا له السؤال بحكم عملكم بمجال النشر و الإعلام وخبرتكم الطويلة هل الأدباء / الأديبات الذين درسوا الهندسة لهم ما يميزهم عن غيرهم ؟
من المحتمل كثيرا طبعا، ولكن الدقة العلمية تدعوني إلى تفادي التعميم في هذا الشأن، فلا بد أن هناك عوامل أخرى تؤثر أيضا، وبالتالي ينتج عنها أسلوب خاص بكل كاتب/ة-مهندس/ة.
وما تأثير دراسة الهندسة عليكم ؟
تأثير دراسة الهندسة المدنية عليّ ألمسه في حرصي على تسلسل الأفكار واللغة السهلة، فهي عندي أهم من محاولات الكتابة بمفردات غايتها إكساب النص صفة متخيلة وهي “أدبي”. هناك من يركز على استخدام مفردات جميلة، ولكنها في كثير من الحالات لا تحمل فكرة واضحة.
على ضوء تجربتي في نشر مجلة “عود الند” الثقافية، التي يوجد بين كاتبتها مهندسات ومهندسون، لا أظن أن هناك مقياس دقيق يمكن أن نستخدمه لإصدار تعميم على الأسلوب. ولكن من بين مجالات الاهتمام في نصوص المهندسات والمهندسين المشكلات الإنسانية والاجتماعية.
من المعروف أيضا أن الإنسان يزيد اهتمامه بالأمور الأدبية والتأمل بعد الانتهاء من مرحلة ذروة الشباب، فأمور الحياة لا تحل بسهولة حل المعادلات الرياضية. ومن كبت ميوله الأدبية في مرحلة الشباب، نراه يعود إليها.
الميول الأدبية متوفر لدى الكثيرين ممن يتخصصون في مجالات علمية من هندسة وطب وصيدلة ورياضيات وكيمياء وخلافه. في كثير من الحالات يكون التخصص في موضوع علمي إرضاء للأهل أو لأن فرص العمل أفضل
الفصل بين الأدبي والعلمي تعسفي إلى حد كبير، ولذا من المفيد أن تظل المواد الأدبية متوفرة كمواد اختيارية ضمن التخصصات العلمية في الجامعات، وهكذا يظل عدد أكبر من المتخصصين في العلوم على صلة بعالم الثقافة والأدب.
ود عبد البارى خطاب 
دكتواره الفلسفة في العلوم الإقتصادية ” تخطيط وتنظيم وادارة الإنتاج الزراعي الصناعي ” . استشاري الصيد البحري والمزارع السمكية . كاتب مؤلفات عديدة في مجالات الإستزراع السمكي والصيد البحري . روائي : ثلاث روايات منشورة , قاص : مجموعات قصصية منشورة الكترونيا وله حضور واسع فى الوسط الثقافى عامة ومشارك فى الفاعليات الأدبية المحلية والعربية ، ورأيه أن التعليم العالي بوجه عام , والعملي على وجه الخصوص يؤثر على حياة الإنسان , فيكسبه القدرة على التفكير المنطقي , وربط الأسباب بالنتائج , كما يساعده على فهم العلاقات المتشابكة والتأثيرات المتبادلة بينها …. وعن علاقة التعليم بالثقافة , فالتعليم بكل درجاته ونوعياته لايخلق انسانا مثقفا , لكنه يفتح الأبواب والنوافذ لكي ينهل الإنسان من كل نواحي الحياة , الفنية والأدبية , الفلسفية والحياتية , المعلوماتية والفكرية , المادية والروحانية …. والتي تشكل معا الجوهرة الثقافية متعددة الأوجه والألوان .
_______
أ/ حسن غراب
صاحب ومدير دار غراب للنشر والتوزيع وبحكم عمله أحتك بالعديد من المستويات الإجتماعية بأنماطها التعليمية المختلفة وكذلك أجيال متفاوتة وعن تجربته وخبرته يحدثنا
من خلال خبرتي المهنية كنائب لمدير عام دار نشر كبري منذ عام 1984 ، ومن ثم صاحب دار نشر منذ العام 1997 تعرفت على انماط بشرية متباينة وأفكار متنوعة تختلف باختلاف البيئات الثقافية والمعيشية لكل شخصية ، تتفاوت تلك الشخصيات ما بين الشخصية الجادة الحاسمة الحريصة في ادق التفاصيل سواء على المستوى الإنساني من سلوك وتصرف وإستيعاب للأمور وتقبل الرأي الآخر ومنطق تفاهمه للأشياء ومحور جدليته للحوار سرعة البديهة في فهم ما يدور حوله ، والتروى في اتخاذ القرارات 
ما بين شخصية مغرقة في الصمت الباحثة خلف المشهد الواضح من خفايا ربما ممعنة في رصد الوجوه ،تتبع خطى ممنهجة بلا عشوائية أو ترك امور للصدفة ، ،والشخصية المفرطة في الحديث والتي تثير جلبة من اللغط ، يغلب عليها البساطة والروح الشفيفة التي تجبرك على التبسط معها دون اللجوء الي بروتوكول في التعامل والخوض في الرسميات وإلا ستصبح شاذ في هذا الايقاع السريع البسيط 
استوقفتني كثير من هذه النماذج وتعاملت معهم جميعا عن قرب ، لا يمكنني الجزم بتميز فئة عن أخري في كل الجوانب ، فالبعض يسود في نواحي والبعض يفشل فشلا ذريعا في البعض الآخر .
واذا تطرق حديثنا في هذا المنحى اإلى الاديب / ة المهندس / ة على وجه التحديد ،فلا يمكنا ان نتعرض لهذه الفئة دون ان نتطرق لبعض السمات الخاصة بهم وهي الدقة المتناهية في التعامل مع كل الأشياء وتناول كل الأمور ، فعلى سبيل المثال لا الحصر الدقة في انتقاء الالفاظ ، فوحدة الدلالة لا تغني عن التمعن في اختيار لفظ معني بذاته ، لا تستسيغ الاسهاب في تفاصيل كثيرة يمكن الاستعاضة عنها بمجاز يفي بعدد من التراكيب اللغوية التى لا مبرر لها ، وكذلك البنية الفنية لأعمالهما محددة خالية من الترهل الذي يشوه الكثير من اوجه الجمال عند الادباء الذين لا ينتمون لهذه الفئة ، كذلك هو الحال على المستوى الشخصي تنفرد بالتحديد القاطع في كلمات الاتفاقيات و التواريخ المحددة بالساعة ، فالامر لا يترك له فسحة من الاحتمالات و لا يترك مجال للعبث في سير الامور ، وبالتالي تكون اعمالهم مرأة لشخوصهم وارواحهم التى يمكن اكتشافها بالولوج إلى عوالمهم ، فالكتاب خير مرشد عن شخصية صاحبه لأنه يحمل من ثقافته ويخبرنا عن فلسفته فى الوجود ومنطق تفاعله مع كل الموجودات .

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

تعليق واحد

  1. عبدالله بن يحيى

    هل يجوز وصف الله عز وجل بمهندس الكون الأعظم
    مع العلم أن اسماء الله وصفاته توقيفية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *