لو أحوش الماء


*محمد شاكر

خاص- ( ثقافات )

1
لو أحوش الماءَ في كفِّ اللحظة
ولا أتسرَّبُ مِن بين أصابع الذكرى
قطرَات ٍ..
يَشْربُها رمْلُ النِّسيان
ماذا أكون 
لولا شَفافية المـاء..؟
وأسارير طفل، تنـْداح ُدَوائر
في لـُجـَج رعْناء.
3
أكادُ أشرَق بذكريات الماءْ
ولا أطفو على وحَل العُمر
ليْت لي نهْرا
مِن طـُمأنينة الرُّوح
أصْطاف عليه 
في رحْلة الغـَرقْ
4
لِلماءِ كـُسورُه
ونزيفُه الأبـيضْ
يَسعى’ به
على وجَع الأرض
مِن غيْر جلال
هذا ما بُصِّرتُ به في خضَّم الأحْوال
فلُذت بعُريي
خاليا مِن جُبَّة الظـِّلال.
أيها الماءُ الشَّفيف..لم أعدْ أفـْقـَه بَوْحك الرَّاعش ْ
مُثقلٌ داخلي بغيْم كثيفْ
والقلبُ أعْشى
يَتحسَّس نبْض الخريفْ
ولا باب
للفرح العَفيف ْ.
6
غاضَ ماءُ الرُّوح..يا سليلَ الماء
مَن يَروي عطشَ الظـِّماء
في صَحارى العصر
ورمْل الأهـواء..
7
لا دوائر 
تكبر فيكَ ..تَنْداح ..أيُّها الـماءْ
لِترسم لي كنـَفـًا 
للبَوْح الجَليل.
8
قد لا أحلـُم في نفْس الماء ِ، مرَّتيْن
أو كأنَّ الماءَ يَنساني في انْجراف الحَنين 
ألا أيُّها الماءُ العميق 
في جَريان العُمر
ربَّما لستَ مائِي..في حيْرة الضِّفاف
في شلَل الموْج
وحشْرجة الهدير.
9
كم ماء جَرى بمراياي إلى مَصبِّ نِسيان
لويَتفقَّدُني الآن باهِت الألوان
كي أسْتعيد سِباحتي في بـِرَك الأمانْ
لو يَعود أدْراجَه قـَريبا مِن شُرفة طِفـل ٍ
يُكوِّر مِن طين الضِّفاف
صورةَ إنسانْ
يَنفُخ فيه مِن روح الخَيال دبيبَ أحْلام جَليلة ْ
تموتُ في عَماء الألوانْ.
10
كم ماء يعبرني الآن ..يـَبـُلُّ شقوقَ ذاكرتي 
لكن ْ
لا طعْم 
لا لون
لا رائحة 
لا أشرعة 
تـُسابق ريحَ الزَّمان
_____
*شاعر من المغرب

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *