طنجة ـ في جلسته الأولى، قرر المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، المنعقد الآن في مدينة طنجة الساحلية بالمملكة المغربية، رفض اعتذار الكاتب محمد سلماوي عن الاستمرار في موقعه كأمين عام للاتحاد، مطالبينه بالاستمرار حتى النهاية الطبيعية لدورته الحالية التي تنتهي في ديسمبر/كانون الأول من هذا العام، حيث سيعقد المؤتمر العام السادس والعشرين في أبو ظبي لاختيار أمين عام جديد.
وكان محمد سلماوي قد أعرب للمكتب الدائم في جلسته الأولى عن رغبته في التنحي عن موقعه، وأن يتولى نائبه الأول الشاعر البحريني إبراهيم بوهندي مهامه حتى نهاية الدورة الحالية، إعمالاً لما نص عليه النظام الأساس للاتحاد في حالة استقالة الأمين العام، إلا أن بوهندي رفض ذلك، ودعمه أعضاء المكتب الدائم، مطالبين سلماوي بالاستمرار في موقعه.
يذكر أن محمد سلماوي قد شغل منصب أمين عام الاتحاد لمدة تسع سنوات، لثلاث دورات متتالية، منذ المؤتمر العام الثالث والعشرين الذي عقد بالقاهرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2006.
وكان سلماوي قد قرر عدم الترشح لرئاسة اتحاد كتاب مصر بعد اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد في مارس/آذار الماضي، حتى يترك الفرصة للقيادات الجديدة في الاتحاد، ولكي يتفرغ لمشروعه الأدبي بعد بلوغه السبعين، في إطار قرار بالتخفف من جميع المناصب الإدارية التي شغلها في مصر والوطن العربي.
***
ومن ناحية أخرى تلقي الأدباء والكتاب العرب؛ المشاركون في اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، في طنجة؛ بمزيد من الحزن والأسى نبأ رحيل القاص والروائي المصري الكبير فؤاد قنديل، الذي رحل عن عالمنا يوم الأربعاء الثالث من يونيو/ حزيران الجاري، حيث كان مثالاً للمثقف العربي المهموم بقضايا وطنه وأمته، لا يدخر جهدًا في سبيل الارتقاء بالوطن والمواطن، مسخرًا قلمه وإبداعه وجهده، ومشاركًا – كمثقف عضوي – في مجالس إدارات الهيئات الثقافية الأهلية، وفي المؤتمرات والندوات والحلقات البحثية والنقاشية داخل مصر وخارجها، مقدمًا النموذج الأمثل للدأب والعطاء وإيثار الآخرين على نفسه.
لقد ترك فؤاد قنديل للمكتبة العربية عشرات الكتب بين القصة القصيرة والرواية والمقالات الأدبية والسياسية والدراسات الاجتماعية، حصل بها على العديد من الجوائز المصرية مثل جائزتي التفوق والتقديرية، كما أن دوره بارز ومعروف في المساهمة في إنشاء مشروع النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة التي كان أحد قياداتها، وكذلك مساهمته في اكتشاف وإبراز مواهب كثيرين من شباب الأدباء في الأنواع الأدبية المختلفة من خلال رئاسته للسلاسل الأدبية مثل أصوات أدبية وإبداعات وكتابات جديدة، مما يجعله بمثابة أب روحي لكثيرين من الأدباء البارزين في مصر الآن.
إن الأدباء والكتاب العرب المجتمعين في طنجة بالمملكة المغربية وهم ينعون الراحل الكبير فؤاد قنديل للأمة العربية ومثقفيها وأدبائها، ليثقون في أن هذه الأمة المبدعة قادرة على إنجاب المبدعين من كل الأجيال، وفي كل المجالات الأدبية والثقافية، ليقودوا قطار التنمية في الوطن العربي.
_____
*ميدل إيست أونلاين