وليد أبو بكر*
خاص- ( ثقافات ) بالاتفاق مع مجلة “الفجيرة الثقافية”
لم تحظ رواية سلمان رشدي “الآيات الشيطانية” حين صدرت، وربما حتى الآن، بكثير من النقد الجاد الذي لا يكتفي بأن” يمجّد” مغامرتها الجريئة، ويدافع عن صاحبها باسم حرية الرأي، كما كانت وجهة نظر الغرب، حيث يعيش الكاتب الهندي الأصل، كما أنه لا يكتفي بأن “ينفي” بعض ما انتقته هذه الرواية من التاريخ الإسلامي، (وهو تخصص كاتبها) بقصد مسبق، لأن كاتبها اختار أن يركز على القضايا الخلافية أو المشكوك فيها، أو تلك التي لم يكن عليها إجماع، مثل الآيات التي وسوس بها الشيطان، أو قصة الإفك، كما أنه اخترع بعض الأحداث أو العلاقات التي تسيىء إلى السيرة النبوية، أو إلى بعض الصحابة، أو غير ذلك مما استندت إليه الرواية في سردها لوقائع تتعلق بالفترة المبكرة من ذلك التاريخ، التي بُنيت عليها بعض فصول الرواية.
لقد كان واضحاً أن الكاتب خطط لروايته بنجاح، من أجل أن تثير الضجة التي أثارتها بالضبط، ربما دون آثارها الشخصية عليه، وهو أمر يتقن التعامل معه، من خلال تجربته السابقة في الكتابة التي تأثرت بتجربته في الإعلام البريطاني المسموع، وهي ضجة سبق أن “ذاق شيئًا من طعمها” حين أصدر روايته “أطفال منتصف الليل”Midnight’s Children ، التي ينظر إليها النقاد باعتبارها أهم أعماله، والتي أزعجت القيادة التاريخية في الهند عند صدورها.
تلك الرواية تحدثت عن أطفال ولدوا في منتصف ليلة استقلال الهند الموحّدة (بشرقها وغربها) عن الاستعمار الإنجليزي، لكنهم شهدوا بعد ذلك انفصال باكستان عن هذه الوحدة. ويمكن للقارئ أن يشتمّ في ثنايا هذه الرواية تهماً موجهة إلى زعماء الأحزاب الهندية، وفي مقدمتهم رئيسة وزرائها بعد ذلك “أنديرا غاندي”، التي تمّ تصويرها كمتهمة أولى في هذا الشأن ـ وغيره ـ طمعاً في الوصول إلى رئاسة الوزراء، حتى على حساب “حياة” زوجها، إضافة إلى أن رواية “الآيات الشيطانية” نفسها تتعامل مع زعامة الهند بسخرية واضحة، فهي مثلاً تجعل رئيسة الوزراء “تلغي ارتباطاتها وتطير” لزيارة ممثل هندي شهير يرقد في المستشفى، بينما يجلس ابنها (الذي كان رئيساً للوزراء وقت صدور الرواية) في غرفة نوم ذلك الممثل، وهو يمسك بيده.
وحين كتب النقاد الأوروبيون عن رواية “الآيات الشيطانية”، ووصفها البعض بأنها “استثنائية”، فيما بالغ البعض الآخر ووضعها في الدرجة نفسها مع روايات عالمية لا تموت، مثل رواية “رحلات جيليفر” لسويفت الإنجليزي، و”كانديد” لفولتير الفرنسي .. كانت هذه المبالغة تحت تأثير الضجة التي تولدت بسبب فتوى دينية أهدرت دم الكاتب، صدرت عن مرجعية دينية كانت تثبّت وجودها في قيادة الثورة الإيرانية التي اشتعلت ضد الشاه، قبل أقلّ من عقد واحد من صدور الرواية، التي يمكن أن يشار إلى أنها أساءت إلى صورة تلك الشخصية، بشكل تسهل ملاحظته، وهي في أوج قوتها.
لكن هذا النقد، أو الإعجاب المجرّد، الذي وصف الرواية بأنها “رواية تناسخ ومطاردات وذكريات وهلوسات واعترافات وإعلانات صاخبة ونكات” ، لم يكن نقداً جاداً أو مقارناً، يحاول أن يبحث في أصالتها، أو منابع قوتها الذاتية، كما فعل من قبل مع كتابات رشدي التي سبقتها، من “غريماس” Grimus (التي لم تترجم إلى العربية) حتى “العار” Shame، التي تحدثت عن انفصال آخر أصاب الهند، هو انفصال بنغلادش عنها، لأنه ظلّ نقدا منحازا ضد الجهات التي أدانتها أو منعتها أو أهدرت دم كاتبها.
أما “إدانة” الرواية، فلم تأخذ إلا جانب الانحياز أيضاً، وإذا كانت الرواية نفسها تسمح بأن يكون جزء من هذا النقد غيرة على الدين بالفعل، فلا شكّ في أنه انطلق في أجزاء أخرى من أسباب غير دينية، يقع معظمها في التقليد، أو افتعال الغيرة، أو امتطاء موجة سائدة، كما فعل كثيرون ممن هاجموا الرواية دون أن يقرأوها ، وإنما بسبب ما سمعوه عنها. وقد أشار بعضهم إلى ذلك ـ كتابة ـ دون محاسبة للنفس، أو إحساس بالخطأ ، بينما كانت السياسة وراء بعض المواقف. وربما كان إسراع الهند مثلاً، إلى منع الرواية، في زمن غاندي الابن، نوعاً من هذا الميل الذي يمكن تفسيره بالانتقام من رواية سابقة، أكثر من اعتباره غيرة دينية، أو مجاملة لدول إسلامية ـ قليلة ـ سبقت الهند في منع الرواية.
ومع عدم التقليل من شأن الدافع الديني في المنع، بسبب ما تمتلئ به الرواية من “هرطقات” مقصودة بذاتها، ومن استخفاف بمشاعر المؤمنين، يمكن الإشارة إلى أن معزّزات أخرى ساهمت إلى جانب ذلك، بعضها سياسيّ وبعضها الآخر شخصي، ومن السهل التقاطها من النص نفسه، كما أن من السهل اعتبارها مساساً بصورة بعض الشخصيات الدينية (المعاصرة) التي تتمتع بكثير من الإجلال.
لكن النظر النقديّ في الرواية قد يوصل إلى إدانة أدبية لا تقل عن الإدانة السابقة، دون بروز اتهام بمحاربة الإبداع أو الحجر على الحريات، وما يشبه ذلك من اعتراضات على مقاطعة الرواية أو تهديد الكاتب، ما تسبب في منعه من الظهور العلني سنوات طويلة.
ولا يبدو أن الكاتب كان “يخفي” ما يمكن أن يوصل إليه النقد في المستقبل، من ربط هذه الرواية بمرجعيات أدبية سابقة عليها، ففي تنويه الاعترافات بالفضل – Acknowledgments ، الذي سجله في نهاية روايته، شكر سلمان رشدي كل من ساعده، وأشار إلى بعض مصادره، ثم أنهى ذلك بجملة غامضة، لكنها موحية، تقول: “هوّيات عدد من المؤلفين الذين تعلمت منهم، سوف تكون واضحة، كما آمل، خلال النص؛ كما أن آخرين يجب أن يبقوا مجهولين؛ مع ذلك، فأنا أشكرهم أيضا” . ويبدو أن أحد هؤلاء الذي قصد المؤلف أن يظلوا مجهولين بالفعل، هو مؤلف روسي، استوحى رشدي كثيراً من رواية فريدة له.
هبوط الملاك
تبدأ “الآيات الشيطانية” بمشهد فانتازي يغري بالمتابعة، هو مشهد سقوط جبريل فاريشتا (المعرّف كممثل هنديّ شهير) ورفيق رحلته الجوية من الهند إلى بريطانيا، صلاح الدين شامشا، من طائرة ضخمة تمّ تفجيرها في الجو من قبل مختطفين، ليكونا الناجيين الوحيدين بين ركاب تلك الطائرة، لا نجاة طبيعية، وإنما لأن جبريل يلجأ إلى التحليق بيديه كجناحي طائر، ثم يحمي زميله، ويهبطان بسلام، أو مثل ريشة طائر، فوق القنال الإنجليزي، ثم يتمكنان معا من “أن يسيرا فوق الماء” حتى يصلا إلى الشاطئ.
وهذا الهبوط الذي يصفه الصديقان بأنه “معجزة”، حدثت لجبريل، في عيد ميلاده الأربعين، يذكّر بهبوط آخر، هو هبوط الشيطان، متجسّدا في صورة عالِم، في الأربعين من عمره، في أحد الأحياء الشعبية في موسكو، في رواية الروسيّ ميخائيل بولغاكوف “المعلّم ومرغريتا” ، التي كتبت قبل نصف قرن كامل من رواية رشدي، ونشرت بعض مقاطعها أوائل ستينيات القرن العشرين (بعد وفاة الكاتب بأكثر من عشرين عاماً)، وإن تأخر نشرها كاملة لثلاثة عقود من الزمن، بسبب معارضة ستالين، نظراً للنقد الذي توجهه إلى عهده، وهي الرواية التي يبدو أن اعتراف رشدي بالفضل وضعها في خانة ما يجب أن يبقى مجهولاً.
ورغم أن مشي الشيطان، في تلك الرواية، كان في الهواء، وهو “يميل ذات اليمين وذات الشمال، دون أن تمسّ قدماه الأرض” ، إلا أن صورة المسيح الذي يمشي فوق الماء، في بحيرة طبريا الفلسطينية، كما في الأناجيل، لا تختلف عن ذلك كثيراً، كما لا يختلف عن ذلك طيران الشيطان، أو ظهوره المفاجئ، أو اختفاؤه، أو نقله الفوري لآخرين إلى أماكن بعيدة.
هذه الصور ليست غائبة عن الرواية الروسية، التي يدور جزء من أحداثها حول حياة المسيح، خصوصاً بعد إلقاء القبض عليه وتسليمه للحاكم الروماني، بحيث يمكن اعتبارها أول رواية “خيالية” Fiction تستوحي حياة المسيح، كما يمكن القول إنها أثّرت في جميع الروايات التي تطرّقت إلى سيرة المسيح بعد ذلك، رغم أن بعضها حقق شهرة تفوق الشهرة التي تأخرت عنها كثيراً، كما أنها أثّرت في بعض الروايات التي اتخذت بعداً تاريخياً أو دينياً، ومن بينها على وجه الخصوص، رواية “الآيات الشيطانية”.
ومع أن “الآيات الشيطانية” ليست عن حياة المسيح، ولا عن محاكمته، أو صلبه، أو قيامته، كما هو الحال في مقاطع من الرواية الروسية، إلا أن التدقيق في بنيتها يشير إلى أنها أكثر الروايات “العالمية” تأثرا برواية بولغاكوف، إلى درجة “تفرض” الإحساس بتقليد مباشر، يستخدم فيه الكاتب هيكل الرواية الروسية، الذي فصل من قبل، ثم يقوم بعد ذلك بملء فراغات الأحداث بنقلها من التاريخ المسيحي، إلى التاريخ الإسلامي، بشكل يكاد يكون موازياً.
الرواية لا تكتفي بما يوصف بالتحوّل في حياة “جبريل الملاك”، ولا في طبيعة زميله في الرحلة الجوية، “صلاح الدين فاريشتا”، مع أن الكاتب، ربما من باب التمويه، أو بهدف إخفاء التقليد، أو بسبب ثقافة منتشرة في بيئته الأصلية، عمد إلى التوظيف الجيد لفكرة التناسخ المعروفة في الفكر الشرقي.
كما أن الرواية تأخذ كثيراً من التفاصيل، بدءاً من الاهتمام بالوصف الدقيق للكائنات الغريبة الشكل والسلوك، من ناحية تفاصيل الحجم، ولون العينين، وهي تهبط من السماء أو تبرز فوق الأرض، من حيث لا يدري أحد، وتظهر فجأة أمام الناس، منفّرة بطريقة اختيار ملابسها غير المناسبة، أو التي تثير السخرية، ثمّ بنشاط هذه الكائنات، وعلاقة كل منها بالمجتمع الذي تنزل فيه، وأسلوب الكاتبين في التعامل مع هذا المجتمع، المحبوب والمرفوض في وقت واحد، لأن مدينة موسكو زائفة عند بولغاكوف، ومدينة لندن زائفة مثلها عند رشدي. ويتمّ تشريح فساد المجتمع في كل من المدينتين من خلال عرض مقارنة بينه وبين مجتمع سابق عليه، هو مجتمع البداية المبكرة للديانة المسيحية عند بولغاكوف، والبداية المبكرة للديانة الإسلامية عند رشدي.
أزمنة أخرى
في كلا الروايتين، تتوزع الفصول بين الحدث الذي يرافق زمن السرد فيها (وهو ثلاثينيات القرن العشرين في الأولى، وثمانينياته في الثانية)، والحدث التاريخي. الروايتان تفتتحان بوصف ذلك “الهبوط الذي يشبه المعجزة” بكثير من التشابه، لدرجة أن الغيوم تتكاثف في كل منهما، ثمّ تتجسد بعد ذلك على شكل أشخاص، وأن بساطاً سحرياً يظهر في كل منهما، (هو في الرواية الروسية تأثر واضح بألف ليلة وليلة، دون إغفال ذكر الخليفة هارون الرشيد، وفي “الآيات الشيطانية” تأثر بالرواية الروسية وبألف ليلة وليلة معاً). كما أن الحوار، في جزء منه، يدور بشكل متشابه فيهما، حول الإيمان الديني والإلحاد، أو حول وجود الله وحقيقة ميلاد المسيح ، وحول عزازيل (أو أزازيل)؛ وهما يخلقان نوعاً من التوأمة بين الشيطان والملاك، وما يمثله كل واحد منهما، ويجعلان من ذلك وجهين لعملة واحدة.
وإذا كان الشيطان قد ظهر منذ البداية في “المعلم ومرغريتا”، واتهم بأنه جاسوس، فإن ظهوره لا يتأخر كثيراً في “الآيات الشيطانية”، إذ إن صلاح الدين يتحول فيها إلى ما يقترب من الشيطان في صورته التقليدية، فيتخذ بالتدريج شكل “تيس” له قرنان وظلفان وذيل يبرز من تحت ملابسه الفضفاضة، في المكان الذي لجأ إليه مع زميله جبريل أول الأمر، عند عجوز على شاطئ القنال، إذ يبدأ مع اللحظة التي اعتقلته الشرطة فيها، ثم ينمو تدريجياً حتى تكتمل صورته، في النزل الذي آواه في لندن، ليعيد سيرة فولند، شيطان “المعلم ومرغريتا”، وهو يشير إلى أنه عاش هنا و”سنوات طويلة، ولم يحدث ذلك بالمرة…”، ولتوجه إليه الشبهة بعد ذلك بأنه “متحوّل”، أو “أجل، تلك هي، جاسوس” ؛ يضاف إلى كل ذلك تشابه غير خاف في التحولات المختلفة والأفعال العجيبة التي تفيض بها الروايتان، ونوعيات النساء، والعلاقات، والحفلات الفنية الصاخبة، والمؤامرات المتعدّدة الأوجه، وألوان الصراخ والفوضى في عديد من الأمكنة، والجنون الذي يلحق ببعض الشخصيات، وحتى نهايات كثير منها.
وعندما تتحول الرواية الروسية إلى التاريخ، فإنها تروي شيئا منه، في فصلها الثاني، على لسان الشيطان المتخفّي في صورة عالم، وبصيغة خاصة، تبدو مثل حلم أمام من يستمعان إليه (وهما شاعر ورئيس تحرير)، وتركز على ذلك الحوار الشهير، الذي يقول الشيطان إنه كان شاهداً عليه، في قصر “بيلاطس البنطي”، والذي انتهى بقرار الحكم على المسيح، بينما يروي رشدي في فصله الثاني بالضبط، شيئاً من سيرة الرسول محمد، قبل الرسالة وفي بداياتها، كما شهدها جبريل “الشخصية الروائية “، أو كما حلم بها، وهو يرويها بالصيغة الخاصة ذاتها. ثمّ تستمرّ الروايتان، في الفصول التالية، في رواية الأحداث المعاصرة لكتابتهما، في موازاة مكملة للأحداث التاريخية الخاصة بكل منهما، بشكل يوحي بهذا التشابه الكبير.
والصيغة الخاصة في سرد الأحداث التاريخية، تعني أن تلك الأحداث لا تُروى كما وردت في الكتب الدينية أو ما رُوي عنها في التاريخ المدون، أو حتى ما يقبله الإجماع العام، وإنما تُروى كما يريد لها كل من الكاتبين أن تُروى، حتى تحمل الرسالة التي توصلها الرواية. بسبب ذلك يكون الاعتراض الواضح على ما يرويه الشيطان عن التحقيق مع المسيح، حين يقول له “برليوز”، رئيس التحرير الذي يحاوره مستغرباً كل ما يقول، وهو يظنّ أنه مجنون: “قصتك مشوقة جداً (…) على الرغم من أنها لا تتطابق إطلاقاً والقصص الإنجيلي” . وقد تركز اعتراض المعترضين ـ دينياً ـ على رواية رشدي بأن كثيراً من الوقائع التي وردت فيها يسيىء إلى الرسالة، لأنه لا يرد في السيرة النبوية أو التاريخية بالشكل الذي رواه.
وإذا كان النظر في مسألة التشابه بين الروايتين، يوحي بأنه لا يمكن أن يكون من باب “توارد الخواطر”، فإن ذلك يتأكد تماماً، حين ينظر إلى الصفة الأساسية في كل من الروايتين، وهي أنهما هجائيتان بامتياز، وظفتا التراث الديني في “محاكمة” القناعات السائدة، ووجهتا الهجاء بشكل حاد إلى الواقع في زمن كل منهما، ولذلك ووجهت كل منهما بالرفض، وقت كتابتها.
________
*ناقد من فلسطين
________
مراجع:
1ـ تستند هذه القراءة إلى: Salman Rushdi, The Satanic Verses. Vintage books, London: 2006 ومن المعروف أن الرواية صدرت لأول مرة في العام 1988
2-The Satanic Verses, p 28.
3 كما جاء على غلاف الرواية نقلا عن صحيفة “التايمز.
4 الرواية لم تترجم إلى العربية قط، وما هو متداول منها عبر الانترنت ليس سوى تلخيص مخل بها، مليء بالأخطاء، بدءا من العنوان الذي يتخذه (آيات شيطانية)؛ أو هو مقتطفات غير كاملة، وغير دقيقة أيضا، أشيع أنها ترجمت (دون أن تطبع) ليطلع عليها زعيم عربي راحل. ولو أن الرواية ترجمت بالفعل لوصلت صفحاتها إلى خمسة أضعاف التلخيص المتداول، ما يذكر بالتلخيص العربي المتداول والمخل لرواية ليو توستولوي “أنا كارينينا”، الذي يوزع في كتاب يشوّه واحدة من أعظم الروايات في التاريخ الأدبي.
5 كانت الرواية قد وصلتني بالبريد فور صدورها، وتصورت بعد قراءتها أنها ستثير ضجة من نوع ما، لكن هذه الضجة تأخرت ما يقرب من العام، وكأنها انتظرت صدور الفتوى الدينية، حتى تسمع بالرواية. وبعدها تبارى “الجميع” في الكتابة عنها، دون أن يقرأوها، واعترفت أسماء كبيرة في الصحافة بأنها استندت إلى ما كتب عنها، أو إلى “تلخيصات” وصلت إليها. كان أحمد بهاء الدين وفهمي هويدي من بين الذين كتبوا عن الرواية.
6- The Satanic Verses, p 549.
7- The Satanic Verses, p 10.
8- ميخائيل بولغاكوف، المعلم ومرغريتا، (في جزأين)، ت: يوسف حلاق، سلسلة روايات عالمية ـ 14، وزارة الثقافة، دمشق 1986.
9- المعلم ومرغريتا، ج1، ص 28.
، المعلم ومرغريتا، ج 1 ص، 33. The Satanic Verses p 91
10 The Satanic Verses, p 168
11 المعلم ومرغريتا، ج 1، ص 92.