قصائد.. مات على سوء ظنه


* شهدان الغرباوي

خاص- ( ثقافات )

بلازما
*****
الباليرينا التي تلاشت كتلتها فور أن مست أطرافُ أصابع قدمها اليمنى غابةَ صدره المهيب
قبل أن تبدأ الطقوس المباركة لرقصتها قالت: 
أيها المخدر الذي في رئتينا….
اخرج الآن 
اجلس على المقعد الخشبي في زاوية الغرفة
و مثل أي متلق كلاسي لإبداعاتنا
أخرِج ورقة وقلما 
ودوّن ما تلاحظه،
تعريف الدفء:……………………..
تعريف السخونة:…………………
تعريف الانصهار:………………..
تعريف الغليان:…………………. 
تعريف البَخر:…………………..
تعريف البلازما:……………………
ضع خطين تحت البلازما
وعندما تخرج إلى الشارع حاول ملء الفراغات
واذكر اسم ربك إذا نسيت
ثم احضر غداً في ذات الموعد
وعلى ذات المقعد
وأَعد المحاولة.
 سرطان أمي
*********** 
لن أصالحَه 
إلا أن يكف عن السير ورائي إبريقَ مرارةٍ إلى فراديسِ الأصدقاء
يوشك أن يمس حافة الكأس ويوشك أن يفر -وقبل أن يسمعه غيري – إلى فردوسي الأعظم النائم إلى جواري، يستبق
هامسا في أذني: لأقعدن لكِ منابع أنهار البرتقال.
لن أصالحه 
ذا المتربصَ بأمومة تقف على حافة نافذة عالية، باعثاً عفاريته عبر أنابيب الحنو الواصلة للطفلين بالغرفة المجاورة.
الا أن يتخلى عن سياسة “جس النبض” والتحلق حول موائدنا العائلية كجني يقصدني وحدي.
عليه أن يلج كاملاً ويرينا نفسه رأي العين 
وهو صاغر
أو فليغب 
أو لن أصالحه، سرطانَ أمي 
صوبه نحو ثديي-ربما – بحاجبي شيطان.
طبيبُها العسكري قذيفةً حية 
أذكر أنني عبرت الشارع إلى قيادة المنطقة الشمالية بغير ساقين.
لن أصالحه إلا أن يكون لي
إلا أن يمنحني كما منحها 
بياضاً فوقه بياض
تحته منضدة 
المنضدة تسعني وحدي 
بالوعة من تحتها سميتها الخلاص
لطولها
عرفت أحزاناً كيماوية وأنين أثداء تقطع بما قضته الأصابع الرسمية من لذة 
و عرفت ذكريات نشطة لآلام مزيلات الشعر ومساحيق لمسخ الذات 
و عرفت-لطولها- انكسارات لا تنبت إلا في حقول مذكرة 
بالوعة من تحتها، يسمع لها صراخ خافت: 
“وكانت الأنثى أكثر شيء تعباً”
القِبلة بالإسكندرية أن تستدبر البحر 
ذلك لا يعنى شيئا في مستشفى “مصطفى كامل للقوات المسلحة “
لباسمة تنام في غرفة سفلية 
لا يدخلها سوى ابنتها وأشياء لفرط بياضها شرعية، في وجود واحدة تمرر بين أصابعي الماء ممزوجاً بالسدر الشرعي وبكلمات لن تقدم شرعيتها لي ولن تؤخر.
حتى إذا اكتمل الجناحان. 
وغادرت أربع أكتاف تصادف أنها لذكور.
أثناء صعودي
سأصالحه..
 مات على سوء ظنه
*********
فنجان القهوة الذي قدموه لواحد أكرش في صوان العزاء 
وضعوه أمامه على قرص المنضدة الصغيرة ريثما تهدأ حرارته.
أخذت الأكرش سنة من النوم
بينا استراح الفنجان على طبقه وسكن مطمئن البال فالتقطت أُذنُه- التي على فطرتها- قولاً له حلاوة
وعليه طلاوة
فاستمع له
وأنصت
ولا إرادياً ولج من باب يشتبه أنه الخشوع
نعم، خشوع مهيب
هيام ما بعده هيام
راح الفنجان
راح في سحر البيان، متتبعاً الأحداث:
منذ أن “بلغ أشده” إذ “راودته”
وإذ “غلَّقت الأبواب”
وإذ قالت “هيت لك”
وإذ قال ” معاذ الله”
وإذ “همت به”
وإذ “هم بها”
هم بها
فجأة صحا الأكرش
الشرٍه
ورفع الفنجان على شفتيه الغليظتين مرة واحدة
وفي جرعة واحدة…. أزهق روح الهائم مرة واحدة دون أن يمهله سماع “لولا أن رأى برهان ربه”
ومات الفنجان 
مات البائس على سوء ظنه.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *