* آماليا داود
خاص – ( ثقافات )
تحت شعار “الالتزام في الأدب المعاصر” اختتمت في ولاية منوبة/ تونس فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الوطني -العربي البشير التلمودي للأدباء الشباب، والتي استمرت من تاريخ 22 أيار (مايو) 2015 حتى 24 من الشهر نفسه، بحضور الكاتب الفلسطيني زياد خداش، والشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد كضيف شرف.
المسابقة التي تنظمها جمعية أقلام أدبية برئاسة الناقد التونسي بشير الجلجلي، والجمعية الوطنية للإبداع الثقافي بدعم من وزارة الثقافة التنوسية، تأتي ضمن اهتمام ملتقى البشير التلمودي بدعم مختلف الإبداعات الأدبية، حيث يشتمل المهرجان على أربع مسابقات: مسابقة قصة الطفل، ومسابقة القصة القصيرة، ومسابقة المقال النقدي.
وانطلقت يوم الجمعة 22 أيار (مايو) 2015، مسابقة قصة الطفل بإشراف الجمعية الوطنية للإبداع الثقافي ومعرض للكتاب لأحدث الإنتاجات الأدبية التونسية، فضلاً عن معرض للوحات الزيتية وتخلل النشاطات إلقاء عدد من المحاضرات منها: “تاريخ الكتابة للطفل”، إلى جانب إقامة عروض مسرحية، وورشة كتابة أشرف عليها الكاتب الفلسطيني زياد خداش، لتتبعها عروض موسيقية أدبية تتخللها قراءات شعرية وقصصية للضيوف العرب ومنهم الشاعرة الفلسطينية هند جودة والشاعرة العراقية هنادي جليل.
وأعلنت لجنة التحكيم المشكلة من القاصة نورة الورتاني والاديب محمد بليغ التركي نتائج مسابقة قصة الطفل في المهرجان، وهي على النحو التالي:
الجائزة الاولى: نوران نضال الملكاوي من الأردن
الجائزة الثانية بالتساوي: آية بن صالح / سندرا الحرازي
الجائزة الرابعة: قصي الحاجي
الجائزة الخامسة: سمرقند بن حسين
علماً وأن بقية المشاركين وعددهم قارب الأربعين طفلاً حصلوا على شهادات تقديرية.
واختتمت فعاليات الملتقى بقراءات شعرية لضيف شرف المهرجان الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد، وللشاعرة العراقية هنادي الجليل والشاعرة الفلسطينية هند جودة وبمشاركة الشاعر الفلسطيني طلال حّماد. وأسدل الستار على المهرجان بتوقيع الكتب الجديدة للشعراء العرب في دار الثقافة ابن رشيق، ومن ضمنهم توقيع كتاب للشاعر الفلسطيني زياد خداش .
___________
القصة الفائزة بالجائزة الأولى من الأردن
اسم القصة: أكره الرياضيات
الكاتبة: نوران نضال ملكاوي
أجلس في غرفتي الصغيرة أنظر حولي، حولي ألعابي التي أحب تتوزع هنا وهناك، ورسوماتي، وعلب ألواني، وقصصي، وكتبي وألبومات صوري.
في زاوية من غرفتي أغراض لأمي ورسوماتها وذكرياتها وأدوات وكتب أبي.
يا الله ماذا لو تهدمت غرفتي؟
هل سيقولون تهدمت غرفة؟!!
طفلة صغيرة تجلس في زاوية المنزل الذي قصفوه دون رحمة، تنظر إلى ما تبقى منه وتبكي.
في زاوية أخرى تجمع الناس وبعض الأشخاص الذين يحصون عدد ما تهدم من منازل (20 منزلاً) وعدد من مات من أطفال (10 أطفال) ومن كبـار (15 شخصاً)، يحصون عـدد الجرحى ( 50جريحاً) ويكتبون ما تبقى من حياة.
في زاوية ثالثة طفل يبكي بدموع ملونة، يبحث عن والديه ويسأل عن سيارته الصغيرة التي اشتراها من مصروفه اليومي.
وطفلة تريد لعبتها التي تحب.
وأم تبحث عما تبقى لها من ذكريات.
كيف لكم أن تحصوا ما خلفته الحرب والدمار؟ لطفلة ضاع فستانها الأبيض؟ ولعبتها الجميلة؟ ولطفل يبحث عن ألوانه ورسوماته التي يحب؟ وطفلة تبحث عن قصصها وكتبها؟ وأب ضاعت منه أوراق العائلة التي احتفظ بها؟ وأم حرقوا كل ذكرياتها بكل زوايا البيت؟…هل فكرتم أن تحصوها وتنثروها أمام العالم الأعمى؟!
هل عرفتم الآن لماذا أكره الرياضيات؟!
لأنه حين تموت طفلة..هل ينقص العالم طفلة؟ أم تزيد السماء عصفورة ونجمة، وتزيد الأرض وردة، وتتطرز الأرض والسماء بالأطفال والذكريات.
لأنه عندما يدمرون 20 منزلاً .. هل ينقص العالم 20 منزلاً فقط؟ وماذا عن غرفته وغرفتها؟ وأغراضه وأغراضها؟ وذكرياته وذكرياتها؟ وألعابه وألعابها؟ ومكتبته ومكتبتها؟ وملابسه وملابسها؟ وقصصه وقصصها؟
ألم أقل أنني أكره الرياضيات!