* تغريد أبو شاور
خاص- ( ثقافات )
نساء الجمعة حصادات، ويجدن عصر العنب.
يقفن على أعتاب صلاة الظهر يكنسن خطايا أولادهن الذكور بالأدعية، و يعلمن الغنج و الغسيل لبناتهن.
يترفعن عن لبس الحرير البربري،وتغريهن ركازة السموكن و اللون الأرجواني في المناديل.
يغيرن أسماء دلالهن حسب هبة الشوق الخمسيني .
ويتدحرجن نحو السرير بطبق من الحلقوم ، والكثير من أسرار أو لادهن الناضجة
نساء الخميس حامضات ، كبرتقالات أول الشتاء لم ينضج السكر في أحشائهن بعد.
يحددن البرتقالي علامة روحية، ولا يملكن من الشهرة سوى اللون.
يتضاعف حجم القلق في صدورهن كلما ازداد الشتاء شهوة.
و يسقطن زهر برتقالهن كلما زادت ضراوة المواقد.
و كحبات كستناء فجة ينتهي بهن الحلم
نساء الأربعاء منذ زمن ،قلوبهن شرفة لكل العصافير المهجورة المهاجرة والهاجرة، ينثرن فيها الحب و لا يوجعهن وخز المناقير .
نساء الأربعاء ،صحون على ندف متأخر؛ فلم يكترثن لعبثية الفصول
بل أكثرن من أحمر الشفاه و الحبوب المنومة أخيراً
نساء الثلاثاء ..
يرقعن فستاتينهن بالقصص ساعة العصر .
و عند المساء ، ينتزعن عن قمصانهن القرمزية كل الخرز.
ويفكرن بالهوة الماكرة بين الليل والنهار .
صباحا ، يخبئن العمر في محافظهن ، وينتظرن القطارات المتجهة نحو الغرب.
نساء الاثنين ، حصرم !
جززن شعورهن عند الظهر، و عقدن آخر ربطات العنق على خصورهن أحكمن العقدة على الجلابيات .
أغلقن الزر الأول فالثاني في الجلابية
و غسلن الأواني المغربية والصحون الدمشقية ، و الحلات المصرية
و رمين الحب للدجاج قبل المغيب .
و جلسن عند المساء يشربن الشاي بكوب انجليزي، و ينسلن خريطة للوطن طرزنها على قماش بلجيكي
نساء الأحد يحببن الآلهة كثيرا ، والأوز والأحصنة في اللوحات ، بالعادة هن عصبيات يغضبن كلما زاد لمعان الشموع و فتحات الفساتين من الخلف ، خافتات رغم انهن ينتعلن الكعوب العالية ويتقن المكياج ويتجردن من حليهن للغفران
نزقات ، و دوما يتناقشن بعدد ثقوب الناي .
نساء السبت ، أزرار قرنفل لم تواتيها رعونة المشاتل؛ فتفتحت بهناءة في علب من تنك في حديقة عازف التشيللو الستيني .
متزنات خاشعات كالأيام الآحادية في المعابد.
يتهيأن للفرح بحلاوة ،كخطيئة اللون الأحمر في الكرز .
يدغدغن العرجون بأظافرهن فيندلق العمر في الشرفات من جديد.
نساء االسبت كرزيات إلى أن يموت القمر.