أمل دنقل في ذكرى وفاته يتمسك بحق الرفض !


( ثقافات )

مرت الخميس 21 أيار (مايو) الذكرى الثانية والثلاثون لوفاة الشاعر القومي العروبي أمل دنقل، الذي ترك أعمالا شعرية ستبقى ترددها الأجيال المتلاحقة مخلدة واحداً من ألمع الشعراء المصريين المعاصرين.

ولد أمل دنقل في أسرة صعيدية بقرية القلعة في 1940، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا انتقل إلى القاهرة لدراسة الآداب إلا أنه انقطع عنها منذ العام الاول حتى يعمل. 

دنقل الذي عمل موظفاً بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً في منظمة التضامن الأفروآسيوي، ظل مشدوداً إلى الشعر، عكف على كتابته مخالفاً معظم المدارس الشعرية في الخمسينيات مستوحياً قصائده من رموز التراث العربي، رغم أن التأثر بالميثولوجيا الغربية عموماً واليونانية خصوصاً كانت سمة تطبع الشعر في ذلك الوقت.

تكسرت أحلام دنقل كما كثير من العرب والمصريين بهزيمة العام 1967، وصدم صاحب القصيدة الأشهر “لا تصالح” التي أهلته ليكون “شاعر الرفض” بامتياز، فهو رافض للقمع والظلم والاستبداد، ومعادٍ لمعاهدة “السلام المصرية- الاسرائيلية”، لتظهر تلك الصدمة في مجموعته “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” (1969) ومجموعته “تعليق على ما حدث” ( 1971). وكثيراً ما كانت مواقفه سبباً في اصطدامه بالسلطات المصرية، سيما أن أشعاره كانت تتردد على ألسن الآلاف في المظاهرات.

“البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” هي القصيدة التي كتبها الشاعر الراحل بعد هزيمة حزيران وسمي الديوان باسمها، وشكلت تلك القصيدة ودوانه علامة فارقة فيما بات يسمى بـ “أدب حزيران” الذي يتسم بالمقاومة. ومن قصائده المشهورة أيضاً “كلمات سبارتكوس الأخيرة” التي يدعو فيها دنقل للثورة على الطغيان والعبودية.

كان دنقل واعياً للواقع المأزوم والخراب الذي ترتع فيه مصر والأمة العربية، وظهر ذلك في أشعاره التي قدمت صورة عن مواطن ثائر ساخط غاضب وقد يكون عاجزا لكنه يرفض الذل والاستكانة.

تمكن دنقل بعد نصر اكتوبر في 1973 من نشر قصائده الرومانسية في مجموعته “مقتل القمر” التي وصفها النقاد بـ “الحالمة” ولم تكن بمستوى النضج الفني الذي بدا في مجموعتيه الأوليين. 

وبعد أن شهد دنقل ضحايا حرب اكتوبر، وما شهدته مصر من احتجاجت فضلا عن التحولات السياسية والامنية، والتضييق على المثقفين، يعود في ديوانه “العهد الآتي” (1975) للتأكيد على أن العهد القادم يجب أن يرسخ الانسانية والعدالة، متأثراً هنا بكلمات للسيد المسيح وضعها بافتتاحية ديوانه “مملكتي ليست من هذا العالم”. لتلي هذا الديوان مجموعته” أقوال جديدة عن حرب البسوس”

توفي دنقل وهو في الثالثة والأربعين من عمره بعد معاناة مع السرطان ثلاثة أعوام، وظهرت معاناته في آخر أعماله “أوراق الغرفة 8” (1983) وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام، ونقلت قصيدتاه “السرير” و”ضد من” معاناة وآلام دنقل وآخر قصيدة كتبها هي “الجنوبي”.

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *