نساء يساعدن يزيديات على تضميد ندوب الاغتصاب النفسية


أسست مجموعة من النساء اليزيديات في الفترة الأخيرة مؤسسة لمساعدة يزيديات تعرضن للاغتصاب من جانب مقاتلي تنظيم “داعش” على التعافي ومواصلة حياتهن بشكل طبيعي.

وفر عشرات الألوف من اليزيديين من موطنهم القديم في سنجار وقرى أخرى أمام التقدم الكاسح لمقاتلي التنظيم المتشدد في آب (اغسطس) والذين يعتبرون اليزيديين من “عباد الشياطين” ويرون ان عليهم ان يؤمنوا برؤيتهم عن الإسلام أو يقتلوا.

وقتل التنظيم المئات من اليزيديين واحتجز ألوفاً منهم أغلبهم من النساء والأطفال الذين استعبدوا واغتصبوا.

وتمكنت أعداد كبيرة من النساء والفتيات من الهرب لكن كثيرات غيرهن مازلن في الأسر.

وتُمول مؤسسة ماك للمرأة اليزيدية التي تقع في مدينة دهوك الشمالية الكردية من معبد لاليش أقدس المزارات اليزيدية والذي يقع على مسافة بضعة كيلومترات شمالي مدينة شيخان وعلى بعد 60 كيلومترا من مدينة الموصل التي يسيطر عليها المتشددون. وتقدم المؤسسة الدعم المعنوي والنفسي بدون مقابل لضحايا الاغتصاب.

وتقدم المنظمة التي تتكون من متطوعات جميعهن من النساء ويعني اسمها “الأم” بالكردية خدمات الاستشارات لجميع اليزيديين النازحين وبخاصة النساء اللائي يعشن حاليا في مخيمات لاجئين في دهوك.

وقالت سوزان سفر المسؤولة في مؤسسة ماك للمرأة اليزيدية “أسسنا هذا الغروب (المجموعة) بعدما شاهدنا ما تعرضت له المرأة اليزيدية من قتل وخطف وسبي واغتصاب من قبل أشرس تنظيم على وجه الأرض الذي هو التنظيم الأرهابي داعش. غروب ماك يتكون من 20 امرأة يزيدية مقسمين على كل المخيمات.

وتقول سفر إن 700 امرأة يزيدية تمكن من الفرار من تنظيم “داعش” يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة وهم في حاجة ماسة لدعم نفسي لمساعدتهن على المضي قدما في حياتهن.

وبدأت المؤسسة التي أنشئت في آب (أغسطس) الماضي نشاطها الفعلي هذا العام بتنظيم دورة تدريبية مدتها يومين عن الدعم النفسي والوعي الصحي في مخيم شاريا للاجئين اليزيديين على مسافة 20 كيلومترا غربي دهوك. ونظمت الدورة بالتعاون مع منظمة ايما للتنمية البشرية.

وكان هدف الدورة تشجيع الناجيات من الاغتصاب على رواية ما حدث لهن وكيف نقلهن المقاتلون من مكان لمكان وتم تهريبهن إلى الحدود السورية حيث قدمن كهدايا للمقاتلين.

وقالت كرمل عقيل التي ألقت محاضرة في الدورة التدريبية إن الخطوة الأولى هي جعل ضحية الاغتصاب تتحدث عن الاعتداء الجنسي المروع الذي تعرضت له وهذا أمر صعب جدا في حد ذاته بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بمن تعرضن للاغتصاب في مجتمع محافظ مثل العراق.

وقالت عقيل وهي ممثلة منظمة اليونسكو في دهوك “الناس بمجتمعاتنا ما تعودت أن تتكلم وتحكي عن المشاكل التي تصير بيها. دائما الناس تخجل وطبيعة مجتمعاتنا والثقافة التي عندنا أحنا خصوصا الناس من عندهم مشكلة تخجل تحكي بها فيأتي دورنا إحنا كمدربين إنه نساعدهم يتكلمون ويناقشون مشكلتهم مع بعضهم عل هذه المناقشة تجعلها تخرج قليلا من حالة الكبت التي عندهم والتي نلاحظ أننا بصعوبة نجعلهم يتكلمون. بصعوبة يناقشون مشكلاتهم وأعتقد أن الذي يمنعهم هو الخجل والثقافة في المنطقة”.
وحضرت 25 امرأة يزيدية الدورة التدريبية أغلبهن غطين وجوههن لإخفاء هوياتهن.
وقالت فتاة يزيدية لم تعرف نفسها “كل النساء الهاربات من تنظيم “داعش” يحتجن لعلاج نفسي. يحتجن لمساعدة ودعم ويحتجن لإيجاد عمل ومساعدة من طبيب نفسي. مجموعة ماك جيدة وهي تساعد الفتيات الذين هربوا من المقاتلين بالدورات النفسية.”
وأكدت امرأة يزيدية أخرى ذلك قائلة “مجموعة ماك تساعد الفتيات الهاربات من داعش بتنظيم دورات للعلاج النفسي للنساء والفتيات اليزيديات. شاركت في هذه الدورة وكانت مفيدة للغاية وساعدتني في التغلب على محنتي.”

وكانت الاقلية اليزيدية في سنجار قد أجبرت على ترك ديارها وقتل منهم المئات بوحشية على يد مقاتلي التنظيم المتشدد الذي حقق مكاسب كبيرة على الأرض في شمال العراق مما دفع الولايات المتحدة لشن غارات جوية عليه.

ولجأ عشرات الألوف من اليزيديين وأقليات أخرى إلى دهوك حيث يلجأون لمدارس ومباني تحت الإنشاء يقيمون فيها ويعتمدون على المساعدات الغذائية من الدول المانحة.
________
* ميدل ايست اونلاين

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *