ماماس أمرير*
ثِمّةَ خَطَإ في الرُؤوسْ …
بِدونِ شكْ
الحَياةُ تَمْشي طَبيعِيَةْ،
المَهْووسونْ بِالمَجْدِ، أفْسَدوا حَياتَنا…
يَجْعلونَكَ تَرى الحَقيقَةَ مُخْتَلفَةْ،
ومَريرَةْ
رَجاءً أصْلِحوا مِنْ وَضْعِ رُؤوسِكُمْ!!
هَرَشْتُ رَأسي كَثيراً دونَ جَدْوى
كُلّ الأفكارِ تَبْدو هَزيلةْ
ومُسْتَهْلكةْ
عَينايَ تَتَعلقانِ بِالسماءْ …
وَتَرْتَعِبُ
يَدايَ مَشْغولتانْ
تَمْسَحانِ أثارَ الكَدَماتِ التي تَرَكَها البُكاءْ عَلى وَجْهي
لمَ كلّ هَذِهِ الحروبْ؟
قَلّما أكْتُبُ شَيْئاً يُشْبِهُ الصَباحْ،
قَلّما أثِقُ بِالليْلِ الذي يُشْبِهُ سُحْنَةَ الجِنِرالاتْ
وَيُصَوّبُ أفْكارَهُ العَنيفَةْ نَحْوي
هَذِهِ القصائدْ… شَجَرُ وَرْدٍ
تَتَفَتّحُ في يَدي
وروحي مُهَدّدَةٌ بِالوَحْدَةْ
كُتُبُ الحَرْبِ حَطّمَتْ مُخَيّلتي
ولكيْ أخَلّصَ العالَمَ مِنْها
كُنتُ أهْديها لِصاحِبِ (الفَرْناطْشي*)
ثُم أدْخُل، لِأسْتَحِمْ…
أغْسْلُ مُخَيّلتي المُتْعبةْ
وَبِلذّةِ فائِقَةٍ أتَذَكّرُالأمْجادَ التي تَحْتَرقْ
أعْرِفُ أنّني امْرَأةٌ جَهَنّمِيَةْ
تَعْرِفُ كَيْفَ تَغْسِلُ مُخَيّلتَها
وتَجْمَعُ بَيْنَ مَخالبِها الكَثيرَ مِنَ الطيبَةِ
وَ الشراسَةْ
وتَدْفَعُ الجِنِرالاتْ إلى المَزيدِ مِنَ الحَرْبْ
كُلما تَخَلصْتُ مِنْ تاريخِ حُروبِهِمْ
خَطّطوا لِتاريخٍ جَديدٍ
وَأعْلنوا
الحَرْبَ ضِدّي
كأنّ العالمَ يَهذي …
كأنّ الأرْضَ ضاقَتْ بِهذيانِنا
بِأحْزانِنا
كَأسُ نَبيذٍ واحِدَةٍ، كانَتْ تَكْفي لِتَجَنّبِ هَذا العالمْ
كُلّ أنْواعِ المُخَدّراتِ التي اخْتَرعوها الآنَ
لمْ تَعُدْ تَكْفيني
أريدُ أنْ أنْسى هَذا العالمْ
وَبكَأسٍ واحِدَةٍ!
———————
*الفرنطاشي: فرن يعمل بالخشب خاص بتسخين مياه الحمام المغربي