كِيتْ دِيدِنْ / ترجمة: مصطفى عبد الرحمن
علّمنني كيف أهمس بالحروف من ثلث شفتيّ
كما لو كنت أمصّ عصير الّليمون بقصبة
أو كما لو كان فمي متجمّداً مدة طويلة ثم انفرج أخيراً،
«صباح الخير» «جميل أن نراكِ» «أين حمّام البخار؟»
سألتهن كيف تقلن «أحبّك». دمدمن لبعضهن. ثم تجرأت ستاو
أكثرهن جرأة واندفاعاً من الأخريات
دائما تقول أشياء أكثر صراحة،
قالت إنها لا تستطيع ترجمة كلمة حبّ بالضّبط
قالت نقول كلمة خفيفة، تقولون بالإنكليزية،
أحبك لأمك، لصديقك، لكن لا للحبيب
نعم، نحن لا نقلها له.
للحبيب كلمة أقوى
للحبيب كلمة حبّ تتضمن أمل الّا يتخلى عنك
كيف إذن تعلمين أيّ نوع من الحبّ يحبّك حبيبك؟
أو كيف يحبّك؟ أو كيف تقوّمين نوعيّة حبّه؟
نقيس هياج الحبّ من الطريقة التي ينظر إلينا بها الحبيب،
نعرف من السياق ارتفاع وانخفاض نوبات الحبّ
بعدئذ قالت كلمة الحبّ في الفنلندية نادراً ما تذكر إلّا لشخص واحد، ربما للقليل.
ثم اهتاجت، أسرعت في نبراتها كما لو أنها ابتلعت الكلمات
سألتُهن: هل استعملت إحداكن كلمة الحبّ؟
من طريقة نظراتهن عرفت أنهن بعيدات عن عوالم بعضهن
وألّا يوجد فنلنديّ يسأل هذا السؤال
ثم أجبنني بخجل أنّهن لا يستطعن الإيضاح،
كلمة الحبّ تعني لغة جسد يتشرب ولا يسترجع
أيّ أسى سيلفني إذا واجهت خيار انهيار حبّ من اخترت؟
هل أستطيع نطق كلمة الحبّ؟
أعرف كلمة حبّ، أعرف كيف أحب، أعرف من هو على حافة الحياة معي
لكننا نهمس بها كلمة مختلفة عن الآخرين
يخيل إلي أن توضيح كلمة حبّ هي ما يجعلنا أحرار.
__________
-من ديوان آثار على سطح الماء. لكِيتْ دِيدِنْ. المنشور 2013. وورنسبورك
ظهرت قصائدها في العديد من المجلات الأمريكية، تدرس الكتابة الإبداعية في جامعة ميسوري
*شاعرة أمريكية- كاتب عراقي/ القدس العربي