( ثقافات )
كتاب جديد في أدب الرحلة للعلامة السيد محمد بن الحسين غمضان الكبسي ، وقد حررها وقدم لها كل من :عبد الله محمد الحبشي وحسني محمد دياب وهما من سوريا.
يصدر الكتاب ضمن مشروع ارتياد الآفاق بين المؤسسة العربية للدراسات والنشر والمركز العربي للأدب الجغرافي – دار السويدي في أبو ظبي.
حاز الكتاب على جائزة ابن بطوطة للمخطوطات للعام 2014 – 2015 التي يمنحها المركز، وهو نص رحلي يحمل أهمية تاريخية وأدبية خاصة ، دونه العلامة اليمني محمد بن الحسين بن يحيى غمضان الذي سافر إلى الاستانه عام 1907 م ، 1325 هـ على رأس وفد توجه من صنعاء للقاء السلطان العثماني في أعقاب اضطرابات سياسية عرفها اليمن ، وكان يومذاك جزءا من الإمبراطورية العثمانية.
دون الرحالة في نصه مراحل هذه الرحلة ووقائعها بلغة سردية جمعت إلى المعلومة والوثيقة ودقة الملاحظة وصفاً أدبيا وبساطة في اللغة.
انطلقت الرحلة من صنعاء عن طريق متنة ومناخة إلى الحديدة ، ومن هناك ، عبر البحر إلى تركيا ، مرورا بالسويس .في استنبول ، التي يسميها دار السعادة ، سوف تبهره أضواء المدينة ببهرجها الحضاري ، وقد حل في عالم لا عهد له به من قبل، فيصف المناظر باندهاش وكأنه طفل صغير لم يبرح مبهورا ً بما يرى .
يزور الرحالة المدينة، ويتعرف على ملامحها الحديثة التي لم تكن لتختلف عن مدن أوروبا ، لما بلغته من تطور في العمران والاجتماع .
ولسوف تتسع الدهشة ويبلغ التعجب منتهاه خصوصا وهو يقف على بعض مستحدثات العصر الحديث من مدارس ومستشفيات وأسطول حربي ، ومصانع بآلاتها ومعداتها ، وصولا إلى حديقة الحيوان ،والمقاهي ،فالمتاحف وأغلبها مما يؤرخ لعظمة الدولة العثمانية وأبهتها .كل ذلك ينقله لنا الكاتب بدهشة مقرونة باحترام ،فهو يبدو متقبلا للجديد ومعجبا به دون تحجر أو انكماش .
يكتسب هذا النص أهميته من كونه وثيقة سياسية ،إلى جانب كونه نصا سرديا ،وأدبا ممتعا ،لرحالة كان شخصية مهمة اجتماعيا وسياسيا ،فهو متحدر من عائلة علمية، عينه الأمام يحيى حاكما بقضاء ذمار ، ثم في ريمه ، وفي سنة 1343 هـ ، تم تعيينه حاكما للواء الحديدة ، ثم رئيسا لحكومة سنحان .
ولهذه الاعتبارات وغيرها نال هذا النص جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة – فرع تحقيق المخطوطات .
يقع الكتاب في 96 صفحة من القطع الكبير .
قام بتصميم الغلاف ناصر بخيت من السودان .