ورليكوفسكي يلقي كلمة اليوم العالمي للمسرح من منبر الفجيرة




ماهر منصور*

( ثقافات ) 
ألقى المخرج البولندي كريستوف ورليكوفسكي كلمة اليوم العالمي للمسرح التي اختارته الهيئة الدولية للمسرح لكتابتها هذا العام، على خشبة دبا الفجيرة ضمن الاحتفالية الخاصة التي نظمتها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مساء مساء الجمعة 27 مارس 2015 في مسرح دبا الفجيرة، بحضور محمد سيف الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح وأعضاء المكتب التنفيذي للهيئة، والكاتب الإماراتي إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، والفنان أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام ومدير أيام الشارقة المسرحية، والفنان ياسر القرقاوي مدير إدارة المشاريع والفعاليات بالإنابة ورئيس اللجنة المنظمة لمهرجان دبي لمسرح الشباب في هيئة دبي للثقافة والفنون إلى جانب نخبة من نجوم المسرح العربي والإماراتي.
ورحب الأفخم، بوجود المخرج ورليكوفسكي في الإمارات العربية المتحدة في هذه المناسبة العالمية، شاكراً سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام على دعمه اللامحدود في إنجاح هذه الليلة المسرحية العالمية.
وأشار الأفخم في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح الاحتفالية، إلى أن التقدير العالمي الذي ناله المخرج البولندي اليوم بكتابة الكلمة العالمية، سبق وناله عدد من المسرحيين العرب، في مقدمتهم رجل المسرح والدولة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى / حاكم الشارقة الذي كتب كلمة يوم المسرح العالمي 2007 ..و في هذا الحضور العربي المسرحي المؤثر عالمياً، المتمثل بالتقدير العالمي للمسرحيين العرب ما يؤكد على عراقة المسرح العربي، وقدرته التنافسية على مسارح العالم.
ووصف الأفخم المسرح بـ”فن التناقضات والدوران في فلك الإنسان وهو الملاذ القديم الأول لإنعاش الذات وإعادة بناءها في جانبها الجمالي والفكري”، مؤكداً أنه “يبرز دائماً كعلامة متفوقة تشير إلى أهمية بناء الإنسان وتهتم بديمومته وتسعى لانخراطه في الحركة الاجتماعية الأكبر.. وهو بهويته الإنسانية يتخطى حدود التضييق العرقي والإقليمي لما هو أبعد فيجدّ ويجتهد كي يمرر مشروعه الكبير في جعل الفن قيمة كالقيم العلمية والعملية، وفي بناء الشخصية الإنسانية بناءً يحتكم لمعايير الجمال والخلق والإبداع”.
وختم الأفخم كلمته بالقول: “إننا بحاجة أكبر من حاجة أسلافنا لمسرح ذو ملامح يحمل خصوصية هويته ويقترح حلولاً تبادلية لأزماته من أجل الاندماج والتعايش وخلق بنية مجتمعية متوازنة تؤمن بمثلى القيم وتنشد السمو والتجلي”.
المدير العام للهيئة الدولية للمسرح السيد توبياس بيانكوني، سلط ، في كلمته، الضوء على مسيرة المخرج كريستوف ورليكوفسكي، لافتاً إلى أن اختياره لكتابة الكلمة العالمية جاء لكونه من أهم المبدعين في المسرح المعاصر ولأنه قاد ممثليه بقوة وإصرار لإنتاج أعمال تعد من أهم الأعمال المسرحية وأفضلها في العالم.
وصعد المخرج ورليكوفسكي إلى خشبة المسرح، حيث حيا جمهور الفجيرة وضيوفها قبل أن يقرأ كلمته العالمية باللغة الانكليزية، بعدها ألقى الكاتب والمخرج الإماراتي ناجي الحاي الكلمة ذاتها باللغة العربية والتي تولت ترجمتها الدكتورة نهاد صليحة، رئيس المركز المصري للمعهد الدولي للمسرح.
وتمحورت كلمة المسرح العالمي لهذا العام حول رؤية ورليكوفسكي لأبي الفنون، فقال “إن العثور على الأساتذة الحقيقيين لفن المسرح أمر سهل للغاية بشرط أن نبحث عنهم بعيدا عن خشبته، فهم غير معنيين بالمسرح كآلة لاستنساخ التقاليد أو إعادة إنتاج القوالب أو الصيغ الجامدة المبتذلة، بل يبحثون عن منابعه النابضة وتياراته الحية التي غالبا ما تتجاوز قاعات التمثيل”.
وتناول ورليكوفسكي التحولات التي شهدتها العلاقات بين البشر تلك التي تنبأ بها كتاب مثل فرانز كافكا وتوماس مان ومارسيل بروست وجون ماكسويل كوتزى..داعياً أن يستمد المسرح قوته من مغالبته، أي من استراق النظر داخل كل المناطق المحرمة، على حد تعبير المخرج البولندي.
وختم ورليكوفسكي كلمته بالقول: “تسعى الأسطورة إلى شرح ما لا يمكن شرحه، ولما كانت الأسطورة قائمة على الحقيقة، فلابد أن تنتهي إلى ما يستعصى على التفسير.” هكذا وصف كافكا تحول بروميثيوس في الأسطورة المعروفة، ولدى إحساس قوى بأن المسرح يجب أن يوصف بنفس هذه الكلمات، فهذا النوع من المسرح القائم على الحقيقة، والذي يجد غايته فيما يستعصى على الشرح والتفسير، هو ما أصبو إليه وأتمناه لكل العاملين بالمسرح… سواء كانوا على خشبته أو بين جمهوره … أتمناه من كل قلبي”.
وكانت احتفالية هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الخاصة شهدت عرض فيلم قصير ( ٨ دقائق) عن المخرج البولندي كريستوف ورليكوفسك، الذي كرمه سعادة محمد سيف الأفخم بدرع الهيئة.. فيما تابع الجمهور عقب الكلمات الرسمية عرض مسرحية لمجموعة من الطلبة بعنوان ” غدا ” تأليف الطالب عبدالله الخديم، إخراج الطالب أحمد عبدالله ، إنتاج مدرسة حمد بن عبد الله للتعليم الثانوي، وهو العرض الحائز على جائزة أفضل عمل في مهرجان الفجيرة للمسرح المدرسي.. فيما اختتم الحفل بعدد من المعزوفات الموسيقية التي أداها الفنان علي الحفيتي وفرقته “تخت الإمارات”. 

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *