«عبود كنديشن» ثلاثية الوحدة والعزوبية وقلة الحظ


*ريما عبدالفتاح

استطاع فيلم «عبود كنديشن»، أول فيلم روائي طويل للمخرج فاضل المهيري، إغراء عدد كبير من عشاق السينما، أول من أمس، في ريل سينما بدبي مول، لا سيما وأن اسمه يوحي بالكثير من الكوميديا والتشويق، وهذا ما شكل عامل جذب للمراهقين تحديداً الذين أتوا مع أسرهم لمشاهدة الفيلم الذي يتناول قصة الشاب الإماراتي «عبود كنديشن» وثلاثية الوحدة والعزوبية وقلة الحظ التي يعاني منها في حياته.

بداية
يبدأ الفيلم بمشهد رجل يكتب رسالة ويخفيها في علبة صغيرة ثم يقوم بدفن شيء ما في باحة المنزل، وبعدها يترك المخرج فاضل المهيري المشاهدين مع مشهد كوميدي أبطاله موظفان مصريان يعملان في مجال توصيل الطلبات لمطعم متخصص في الأكلات الشعبية، حيث يندهش أحدهما من اسم منطقة «الهباب» ليرد الآخر عليه: «ومالو ما احنا في مصر كنا نوصل الأكل لزفتة وهِنا نروح الهباب».
عبود أو عبدالله جارالله كنديشن، خريج ثانوية عامة قسم أدبي، لا يتقن اللغة الإنجليزية، ويتعامل مع وظيفته الحكومية التي أمضى فيها 13 عاماً باستهتار، حيث يستغل وقت الدوام الرسمي لبيع «العيش» و«الهريس» و«اللحم» للموظفين، أملاً في زيادة دخله، ولكن الإدارة تتنبه لسلوكياته غير المقبولة وتقرر نقله للعمل في مكان آخر انطلاقاً من مبدأ «التطوير يتطلب التغيير»، والاستعانة بموظفين جامعيين جدد، أما عن تسميته بـ«كنديشن»، فذلك أن والده كان أحد تجار المكيفات المعروفين.
حبيبة عبود
أما بالنسبة للجانب العاطفي في حياة عبود كنديشن، فيبرز الفيلم تعلق عبود بشابة من «الفريج» اسمها «عايدة»، وتتميز بطموحها وسعيها نحو تطوير نفسها من الناحية التعليمية، وكلما كان يناقشها بموضوع الزواج تطلب منه التروي والصبر بحجة الدراسة.
وحول حياته الخاصة، يعيش عبود كنديشن في منزل شعبي مع مدبر المنزل الهندي «شوكت» الذي يحضر له الطعام ويدبر شؤون المنزل ويعتني بالدجاج والبط، ويقوم بأعمال الغسيل والمسح والشطف.
معاناة
معاناة «عبود» تبدأ مع صدور قرار نقله من العمل، حيث يحاول الاستعانة بأحد أصدقائه للوصول إلى ابن مديره في العمل، عله يتراجع عن قرار نقله، ولكن صديقه يتخلى عنه ويرفض مساعدته ويمنعه من استغلال ابن المدير، ويطلب منه التعامل مع معطيات الواقع برضا وقناعة. أما بالنسبة للشابة التي يحبها، فتتركه بسبب بساطته وقلة إمكاناته والفارق الكبير بينها وبينه من حيث المستويين المادي والتعليمي.
ليلة استثنائية
وفي ليلة تغير مجرى حياته، فبينما كان عبود يبحث عن شيء ما في مخزن البيت، سقطت جرة فخارية وجد فيها علبة صغيرة وبداخلها رسالة توضح أن كنزاً ما تم دفنه تحت النخلة في المنزل، ليسرع عبود نحوها، ويبدأ بعملية الحفر ويستخرج سبائك ذهبية براقة، تعيد احترام الآخرين له تماماً على مبدأ «معاك قرش تسوى قرش».
ميزانية
ويقول المخرج فاضل المهيري: بلغت ميزانية الفيلم نحو 100 ألف درهم، وهي دعم من شركة «أدنوك للتوزيع»، وهذا يفسر ضعف الفيلم من الناحية التقنية، ولكنا كفريق عمل أردنا المجازفة وتقديم عمل سينمائي شجاع يسهم في تشجيع المواطنين على عدم التوقف عند عائق الدعم المادي وإيجاد الحلول السريعة من أجل تطوير السينما الإماراتية، وكما هو معروف «الخطوة الأولى هي الأصعب والأخطر»، ولكننا اجتزناها بنجاح.
حياة «الفريج»
وتابع: الفيلم يستهدف الشباب، ويعكس حياة «الفريج» التي بدأت تختفي ملامحها في أبوظبي مع إيقاع الحياة السريع، وكم كان مثيراً إعجاب الجنسيات الآسيوية بالعلاقة الإنسانية التي جمعت بين «عبود» ومدبر منزله «شوكت» في الفيلم.
وحول الشخصيات، أوضح المهيري، أن جميع الممثلين يظهرون للمرة الأولى، وقال: لقد أبدع عبدالرحمن الناخي الذي جسد شخصية عبود في الفيلم، في تأدية دوره على أكمل وجه. أما بالنسبة لآراء البعض بأن الفيلم مملاً وسطحياً، قال المهيري: الجمهور متشبع من أفلام هوليوود، و«عبود كونديشن» تجربة أولى وشجاعة.
علامات الجمهور
يرى السعودي محمد سعيد، أن الفيلم ممل والأحداث غير مترابطة ومنحه علامة 2 /10، أما أحمد خلفان ومحمد أحمد من الإمارات، فأكدا أن ظرافة «عبود كونديشن» مميزة ومنحا الفيلم 6/10، فيما أكدت السورية لما أحمد، أن شعورها بالملل دفعها للخروج من صالة السينما في منتصف عرض الفيلم ومنحته 2/10.
_____
*البيان

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *