أدباء وفنانون يقفون مع تونس ضد الإرهاب




( ثقافات )
  

 في أسوأ هجوم إرهابي يستهدف العاصمة التونسية، نفذ مسلحان هجومًا على متحف “باردو” دخلاه متخفين يرتديان زيًا عسكريًا، مسلحين برشاشي كلاشينكوف، ليفتحا النار على سياح ينزلون من حافلاتهم أمام المتحف، وليكملوا جريمتهم الخسيسة التي امتدت من باحة متحف “باردو” إلى داخله، قرب مقر البرلمان التونسي.

يأتي ذلك في أسبوع الاحتفال بالعيد الوطني التونسي، وقبل أيام من افتتاح تظاهرتها الثقافية ، معرض تونس الدولي للكتاب. وقد وجه مدير المعرض، الدكتور محمد محجوب، رسالة تأكيد على إقامة الفعالية في موعده:

“منيت تونس بمصيبة كبرى نتيجة العملية الإرهابية الغادرة التي نفذتها عصابة مجرمة في أحد معاقل الحضارة والثقافة التونسية. ولكن برغم هذا المصاب الجلل فإن هيئة معرض تونس الدولي للكتاب أشد إصرارا منها في أي وقت مضى على تنظيم المعرض بل وجعل هذه الدورة استثنائية، بتضافر كل إرادات وجوه الثقافة والإبداع الوطنيين وأصدقاء تونس من كافة أنحاء العالم الذين يعتبرون تونس منارة للثقافة والديمقراطية وستظل كذلك رغم إرهاب المجرمين”.

ومساندة لهذا الإصرار النبيل والتحدي في مواجهة الإرهاب وجه الروائي الدكتور واسيني الأعرج رسالة جاء فيها “إن هذا المصاب يمسني في العمق كما مس الملايين، لكني مدرك بأن تونس كبيرة القلب تونس النور ستتجاوزه. لن يثنيني هذا عن الحضور والمساهمة قلبا وقالبا في هذا العمل الكبير. لقد عشنا عشرية سوداء في الجزائر واعرف طعم الجرح وطعم الإصرار أيضا على مواصلة الحياة والعمل الفني. وحبذا لو تكون هناك مائدة مستذيرة حول مقاومة الإرهاب بالفن والأدب لإدانة القتلة بالقوة الفنية. يالنور والإصرار ينهزم القتلة. كل الشكر أنكم حافظتم على التظاهرة الثقافية القيمة في وقتها. من كل قلبي أخي العزيز أنا معكم”.

وأيد الروائي والإعلامي يحيى القيسي الاقتراح بقوله ” يشرفنا أن نكون إلى جانب تونس في محنتها ضد قوى الظلام والمتربصين بها، والساعين لإفساد البعد الحضاري العميق لها،والجانب المسالم والمنتصر لثقافة الحياة في أبنائها، ويسعدنا أن نكون بينكم في أقرب فرصة، وأثني على ما ورد في رسالة الروائي الكبير الأستاذ واسيني الأعرج من إقامة ندوة مستديرة حول دور الفن والإبداع في مقاومة الإرهاب والفكر المتطرف”.

وقال الشاعر حسن المطروشي “بكل ألم شاهدنا تونس وهي تنزف من طعنة الغدر الجبانة. ورغم ذلك لم يساورنا أدنى شك في إرادة هذا البلد وشعبه الحر المتحضر المثقف. نتضامن معكم ضد كل أنواع الإرهاب والظلامية والتخلف. ونشد على أيديكم، ونحيي فيكم الثبات والصمود الشجاع”.

وكتبت إنتصار سامارات : “نعزي أنفسنا ونعزي ضحايا العملية الإرهابية من تونسيين ومن سياح أجانب، ونتألم كثيرا أن يتعرض متحف باردو ثاني متحف في العالم حسب قيمة محتوياته من الفسيفساء ومن العديد من الآثار الرومانية إلى مثل هذا التخريب والتشويه. نحيي فيكم عزمكم وإصراركم ونحن أيضا أصدقاء المعرض سنكون معكم وفي الموعد مهما كانت الظروف لكي تبقى منارة تونس تشتعل ونهتدي بنورها إلى طريق الإبداع الثقافي”

وقال الكاتب هاني نسيره: “رحم الله النبلاء في باردو والعزاء لكل تونس الخضراء المثمرة … وإرهاب سيموت قبل ان يوقف الحياة أو يطفئ النور.. محبتي وتقديري”.

وكتب الناقد فخري صالح: “قلوبنا معكم في هذا المصاب الجلل. نحن معكم ضد الارهاب وضد منفذيه وداعميه. تونس عامرة باهلها وبمسارها المدني. معكم وسوف نسعى الى ان يكون المعرض مناسبة كبرى لاعلان صوتنا جميعا ضد الارهاب”.

أما الحكواتية دنيس أسعد فأرسلت تقول: “قلبي معكم في مصابكم الأليم ، وانشاء الله تونس بأهلها الباهين وبجميع من يؤمن بها ستتغلب على قوى الشر وتستمر لتكون مزيانة بأهلها الطيبين بعبق ياسمينها وصفاء سمائها”.

وكتب الشاعر والروائي أشرف أبو اليزيد “بقدر ما آلمنا مصاب الأمة التونسية الجلل، الذي طعن القيم الإنسانية المحبة للخير والسلام والفن، لا يسعنا إلا أن نشدعلى أيديكم ، نساندكم، وندعمكم، ضد قوى الظلام ، والإرهاب والتطرف، وفقكم الله في سعيكم، وحماكم في كل وطن عربي”.

وكتب الناشر محمد هاشم، دار ميريت: “قلوبنا معكم ، وتونس الحريه والثورة ستدحر الإرهاب وصناعه وتنتصر “.

وفي بيان للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، أدان الحادث الإرهابي:

“تابع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الهجوم الإرهابى الذى نفذته جماعة داعش فى تونس على متحف “باردو”، وتسبب فى مقتل 21 شخصًا من المدنيين العزل الأبرياء، ومعظمهم من السياح الأجانب، لتضيف إلى سجلها الدموى جريمة جديدة فى سلسلة جرائمها البشعة. وتابع البيان: والاتحاد العام إذ يأسى لسقوط الأبرياء، يدين بشدة هذه العملية البشعة ويندد بالواقفين ورائها تنظيرًا وتخطيطًا ودعمًا، يعتبر أن هذا الاعتداء الغادر، كان يرمى من وراء اختيار مكان جريمته البشعة، إلى ضرب تاريخ تونس الضارب فى القدم، وثقافتها المتميزة بالتنوع والثراء والانفتاح، فى حركة تذكرنا بما اقترفته أيادٍ مشابهة مؤخرًا فى متاحف مماثلة فى العراق وسوريا، كما أراد منفذو هذا الاعتداء والمخططون له توجيه ضربة قاصمة للاقتصاد التونسى من خلال استهداف القطاع السياحى الذى يمثل أحد ركائز الاقتصاد، بالإضافة إلى استهداف أحد أهم رموز تونس السياسية وهو مجلس النواب الذى تتجلى فيه ممارسة الشعب لسيادته وفق مبدأ الديمقراطية التى يرفضها الإرهابيون والمتعاونون معهم. وأضاف البيان: لذلك يرى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أن ما حدث هو عدوان على تونس له أبعاد ثقافية واقتصادية وسياسية واجتماعية، وهو ما يحتم على أصحاب القرار السياسى مراجعة مواقفهم وخططهم لمقاومة خطر الإرهاب الذى يهدد الشعوب العربية جميعًا. ودعا الاتحاد العام السلطة السياسية إلى وضع خطط بديلة للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة، لا تقوم فقط على المعالجة الأمنية، بل تعتمد أيضًا على المواجهة الفكرية والثقافية التى ينبغى أن يكون فيها للمثقفين الدور الأكبر، ولن يتسنى لهم ذلك ما لم تمدهم المؤسسات العمومية والخاصة بوسائل العمل كافة، وما لم تقدم لهم الدعم الكافى معنويًّا وماديًّا. كما يدعو الاتحاد العام الكتاب والمبدعين العرب فى شتى المجالات الثقافية إلى رص الصفوف والتوحد فى مواجهة الإرهاب، ومضاعفة الجهد للتصدى لهذا الطاعون المستشرى فى وطننا العربى، ويدعو كل مكونات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية إلى التلاحم والتضامن من أجل قطع الطريق على مختلف المخططات الرامية إلى استهداف استقرار بلادنا وأمنها وتقدمها”.
– موقع آسيا نت

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *